fbpx
أخبار العالمتقارير

«رحلة المليون» بين «قرداحي» ونفوذ الخليج!

كتب: شريف سمير

كثيرا ما سجلنا إعجابنا بنموذج جورج قرداحى بوصفه إعلاميا متميزا يجمع بين الوسامة والثقافة وحسن اختيار المحتوى .. وبانتقاله بين البرامج اتسعت دائرة جماهيره وارتفعت أسهم شعبيته .. إلى أن جلس على مقعد المسئولية وفاز بلقب “معالى الوزير”، لينهى المنصب السياسى حالة الرضا ويبدأ نجم الفضائيات مشوار الأشواك والألغام!.
وقبل أن يتولى مهامه الأولى فى الحكومة اللبنانية وزيرا للإعلام بشهر واحد، أبدى قرداحى رأيه بوضوح وصراحة فى حرب اليمن، وانتقد الدور العسكرى للسعودية والإمارات، واعتبر أن الحوثيين “يدافعون عن حق بلادهم” .. وكانت تلك الكلمات كفيلة بانفجار “غضب الخليج” وإشعال العلاقات الملتهبة على نحو أكبر بين السعودية ولبنان نتيجة المكانة السياسية المرموقة التى يحظى بها حزب الله فى المنطقة .. ولأن “قرداحى” يتعامل مع حديثه قبل الوزارة على أنه رأى شخصى لـ “نجم مجتمع”، لم يقبل الاعتذار عما قاله، ويرفض الاستقالة على سبيل تهدئة الأوضاع وامتصاص المشاعر الخليجية.
ويبدو أن “قرداحى” لم يُبالِ باجتماع خلية الأزمة الوزارية التى شكلها رئيس الوزراء نجيب ميقاتى، وشارك القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى بيروت ريتشارد مايكل فى جزء من الاجتماع .. وقال وزير التربية اللبنانى عباس الحلبى :”إن معالجة الموقف قائمة وأملنا كبير بأن نتوصل فى وقت قصير إلى استدراك هذا الأمر وإعادة فتح صفحة جديدة”.
وبدوره، أكد الرئيس اللبنانى ميشال عون قائلا :”نتابع المداولات فى اجتماع الخلية، ونحرص بشدة على أفضل وأطيب العلاقات مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، وعدم التأثر بالمواقف والآراء التى تصدر عن البعض، وتتسبب بأزمة بين البلدين لاسيما وأن مثل هذا الأمر تكرر أكثر من مرة”، على حد تعبيره.
ولم تتوقف تداعيات الأزمة عند حدود المطالبة باستقالة “قرداحى”، خصوصا مع صلابة مواقفه وإصراره على عدم الرحيل، فقد امتدت التهديدات إلى مستقبل عائلته والتحرك نحو طرد ابنتيه من وظيفتهما، حيث تعمل
“باتريسيا” فى قناة “إم بى سى” مديرة للتسويق، والأخرى “باميلا” فى مجموعة “الفطيم” الإماراتية كمديرة للعلامات التجارية الإقليمية .. وأطلق سعوديون وإماراتيون تغريداتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، يكثفون الهجوم على “آل قرداحى” بفصل ابنتيه رداً على تصريحات والدهما المسيئة للسعودية، واعتبروا أن حزب الله اخترق وسائل الإعلام الخليجية عبر الموظفين اللبنانيين المنتمين أيديولوجيا لعقيدة الحزب السياسية المدعومة من إيران.
ولم تقتصر الحملة على خليجيين، بل شارك فيها لبنانيون معارضون لحزب الله، ومغردون آخرون ذهبوا إلى إدانة قرداحى، زاعمين أن السعودية تكفلت بعلاج ابنته “باتريسيا” خلال فترة مرضها.
وليست هذه هى الواقعة الوحيدة فى سجل مواقف “قرداحى” السياسية، فقد اضطر إلى مغادرة القناة السعودية فى عام ٢٠١١، لتأييده نظام الرئيس السورى بشار الأسد، متهما المظاهرات ضده بأنها “مؤامرة خارجية”، ونظرته إلى “الربيع العربي” بأنه “نشر الفوضى” فى الشرق الأوسط .. وبعد ٧ أعوام، اختار الأسد الإعلامى المخضرم “شخصية لبنان” لعام ٢٠١٨ مناصفة مع حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.
إن الحصار مُحكم حول رقبة “الإعلامى القديم”، وبصيغة عنوان برنامجه الشهير “من سيربح المليون؟” .. نطرح نفس السؤال : من ينتصر .. المذيع المثقف أم المال الخليجى؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى