fbpx
تقاريرسلايدر

ومازال مسلسل متحورات “كورونا” مستمرًا: شركات الدواء العالمية تتحدى “أوميكرون” المجهول.. والعلماء يطالبون بمزيد من الوقت لمواجهته

كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر بهيج

ما إن بدأ العالم يتنفس الصُّعداء قليلًا، واستبشر الناس بقرب نهاية مأساة كورونا، وبدأوا التفكير في العودة إلى حياتهم الطبيعية، حتى خرج عليهم متحور فيروس كورونا الجديد (أوميكرون)، ليثير مخاوف الجميع من العودة إلى المربع رقم صفر من جديد، زمن الخوف والقلق والإغلاق، ليعود العالم مرة أخرى مركزًا كبيرًا للحجر الصحي.

وبعد أن أعلنت جنوب إفريقيا عن اكتشاف المتحور الجديد، انتاب العالم خوف شديد، خاصة مع تأكيد العلماء أنه أكثر نسخ كورونا تحوُّرًا، ما قد يؤدي لاحتمال فشل اللقاحات الحالية في مواجهته.

وتحمل السُّلالة الجديدة تحورات من المحتمل أن تتفادى الاستجابة المناعية الناتجة عن كل من العدوى السابقة، والتطعيم، وكذلك تحورات مرتبطة بزيادة العدوى.

ويتسابق العلماء لمعرفة ما إذا كانت اللقاحات المضادة لفيروس كورونا الحالية ستحمي من السلالة الجديدة “أوميكرون” أم ستحتاج إلى تحديث.

المتحور البديل

ووفقًا لموقع “فان بيدج” الإيطالي، فمنذ اكتشاف “أوميكرون”، والباحثون يسارعون إلى جمع البيانات عن طفراته، لفهم ما إذا كانت اللقاحات الحالية ستكون فعّالة لحماية العالم من هذا البديل الجديد.

وفي وقت سابق، قال علماء من جنوب إفريقيا إنهم اكتشفوا السلالة الجديدة من فيروس كورونا في أعداد صغيرة، ويعملون على فهم تداعياتها المحتملة.

وصرح العلماء، في مؤتمر صحفي، بأن تلك السلالة تحتوي على “مجموعة غير عادية للغاية” من الطفرات، التي تثير القلق، لأنها قد تساعد الفيروس على تفادي الاستجابة المناعية للجسم، وتجعله أكثر قابلية للانتقال.

اختبارات فعالية

وهناك فريق آخر يعمل على “أوميكرون”، بقيادة عالِم الفيروسات، في معهد الأبحاث الصحية الإفريقي الدكتور أليكس سيجال، الذي يقوم بزراعة عينات من الفيروسات الحية المُقرر اختبارها في المختبر.

وأوضح سيجال أن هذه النتائج قد تستغرق وقتًا أطول، ولكنها ستُقدّم صورة أكثر اكتمالًا عن أداء اللقاح، وإذا ثبت أن اللقاحات أقل فاعلية ضد المتحور الجديد، فقد تحتاج صيغتها إلى التحديث لتحسين الفعالية.

“أوميكرون” المجهول

وحتى الآن، لم يُعرف مدى قدرة المتحور الجديد من فيروس كورونا على الانتقال بين البشر، ولا مدى قدرته على التحايل على المناعة البشرية، سواء تلك المكتسبة من عدوى سابقة، أو نتيجة تلقّي اللقاح.

وقال أستاذ الطب التجريبي في الكلية الملكية بلندن الدكتور بيتا أوبن شور إنه من غير المحتمل بشكل كبير ألا تتمكن اللقاحات الحالية من التصدي للمتحور “أوميكرون”، على الرُّغم من أنها أثبتت فاعليتها ضد الكثير من المتحورات الأخرى، وذلك لأن عددًا من التغيُّرات الجينية في المتحور الجديد تُلقي بظلال من الشك حول الأمر.

مصل جديد

ولكن العالم البريطاني الذي قاد الأبحاث حول لقاح (إكسفورد/أسترازينيكا) المضاد لفيروس كورونا، البروفيسور أندرو بولارد خالفه الرأي، إذ أكد أنه يمكن تطوير مصل جديد بسرعة كبيرة ضد متحور “أوميكرون”.

واعتبر بولارد أن انتشار هذا المتحور الجديد بين من تلقُّوا اللقاح، كما حدث العام الماضي مع المتحور “دلتا” غير محتمل إلى حد كبير، وفي حالة انتشاره فإنّه سيكون من الممكن التحرُّك بسرعة كبيرة، إذ أن مسارات تطوير لقاح جديد تتحسن باطّراد.

وعلى الجانب الآخر، كشفت شركتا “فايزر” و”بيونتك” أنهما بصدد عمل اختبارات على النسخة الجديدة من الفيروس، مؤكدتين قدرتهما على إنتاج لقاح جديد خلال 6 أسابيع فقط، والبدء في توزيعه عالميًّا خلال 100 يوم، إذا ما تم التعرف بشكل دقيق على التركيب الجيني للفيروس الجديد، وسبل مقاومته.

أما شركات “مودرنا” و”جونسون”، و”أسترازينيكا” منتجة لقاحات “كورونا”، فقد أكدت استمرار الدراسات حيال النسخة الجديدة من الفيروس، تمهيدًا لإنتاج المصل الفعّال لمواجهتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى