fbpx
أخبار العالمأخبار محلية

بسبب اتفاق جوبا.. السودان “حائرة” بين السلام والحرب..!

كتبت_ياسمين حمدي

دارت الأربعاء الماضي، اشتباكات بالذخيرة الحية في حي سوبا، بالعاصمة السودانية ” الخرطوم”،  بين قوات أمنية مشتركة، من الشرطة، والدعم السريع (التي أمر بتشكيلها  مجلس الأمن والدفاع بهدف بسط الأمن)  وقوات تتبع لحركة مسلحة.

جاءت هذه الاشتباكات، بعدما رفضت قوات الحركة المسلحة إخلاء مجمع سكني، اختارته مقرًا لها، بعد توقيع اتفاقية جوبا للسلام.

وتلك  الاشتباكات ليست أكثر من طريقة تعبر بها جماعات مسلحة معينة في السودان عن إعتراضها على الاتفاق، الذى لا يخدم مصالحها، ولا يحقق أهدافهم، فقرروا عرقلة تنفيذه وإظهار فشله، فى تحقيق الهدف المنشود منه.

واندلعت الاشتباكات على يد” حركة تحرير السودان” المسلحة، التي تورطت في هذه الاشتباكات، لمعارضتها تنفيذ الاتفاق بشكل أساسي. وتُعد الحركة، بقيادة  ” عبدالواحد نور”  من أهم الجماعات المسلحة المعارضة.

ولم ترفض الحركة فكرة الاتفاق برمتها، بل قدمت بديلًا له، بدعوتها إلى عقد مؤتمر وطنى جامع.

وتمتلك الحركة قوة على الأرض فى دارفور، وتسيطر على بعض مناطق جبل مرة، وبالتالي فإن لها تأثيرًا كبيرًا يمكن أن تمارسه، يعرقل تنفيذ الاتفاق .

هذا بخلاف بعض الحركات المسلحة الأقل قوة، والتي ترفض الاتفاق أيضًا، فضلا عن معارضة بعض منظمات المجتمع المدنى.

وبالعودة إلى اتفاق جوبا للسلام، نجد أنه قد أعاد تصدير أزمات شرق إفريقيا، على الساحة الإفريقية، متمثلة في إغلاق الموانئ، والطريق الذي يربطها بالبلاد، مايعكس ما يعانيه الإقليم من تهميش، منذ أكثر من ستين عامًا.

وإقليم جوبا يضم ثلاث ولايات، هي: البحر الأحمر، وكسلا، والقضارف، وله أهمية استراتيجية كبيرة، وذلك لأنه يحد كلًّا من إريتريا، ومصر، وإثيوبيا، كما أنه يمتد فيه ساحل على البحر الأحمر، يبلغ طوله 714 كيلومترًا، توجد عليه مرافق نفطية، فضلًا عن كونه يضم خمسة أنهر، وأكثر من ثلاثة ملايين، ونصف المليون هكتار من الأراضي الزراعية، ومن ثم يمكن القول بأن هذه الموارد تعد غاية في الأهمية للسودان، خاصة بعد تدهور اقتصادها، نتيجة سنوات الحكم الطويلة، وسوء الإدارة، والعقوبات التي ضربتها، في عهد الرئيس السابق عمر البشير، الذي أطيح به في العام 2019.

وترجح مصادر استمرار الاشتباكات، ما يودي لعرقلة الانتقال الديمقراطي للسودان، فضلًا عن استمرار سياسة عسكرة الشعب السوداني.

ووصفت المصادر تلك الاشتباكات بانها ناقوس خطر للسودان، خاصة أنها تعاني، حاليًا، مشكلات مختلفة، سواء كانت سياسية، أو اقتصادية، أو عسكرية، فضلا عن معاناتها، في قضية المياه، وإعلانها عن قرب تعرضها للفيضان، بسبب ملء إثيوبيا سد النهضة.

وقالت إن السودان تمر، الآن، بمرحلة حرجة، تعاني فيها  تصاعد الأزمات المختلفة، ومن ثم فإنها لابد أن تسعى لحل المشكلات الداخلية، بالتوازي مع مشكلاتها الخارجية، وبالنسبة لاتفاق جوبا للسلام، فلابد أن تسعى لإشراك جميع الحركات في الاتفاق، إذا كانت تريد تحقيق سلام حقيقي، من خلال محاولة التوازن بين مكاسب مختلف الأطراف، والوصول لمناطق اتفاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى