fbpx
أخبار العالم

صراع الطعون والتحديات الأمنية.. عراقيل تواجه الانتخابات الليبية

كتبت: ندي علام
تدقيق: عبد الفتاح عبد الواحد

بعد عقد كامل من الصراع المسلح، ينتظر الليبيون بفارغ الصبر إجراء الانتخابات الرئاسية الليبية، أملًا في انتخاب حاكم جديد من أجل مستقبل أفضل، ومن أجل محاولة جدية لتوحيد الصف الليبي وإزاحة شبح الانفصال، وحماية ليبيا من السقوط في قبضة المرتزقة والمسلحين الإسلاميين.

وبعد تقدم أكثر من 98 مرشحًا، تم استبعاد ٢٥ ليصبح العدد النهائي ٧٣ مرشحًا بينهم سيدتان، وعلى الرغم من قرار المفوضية العليا للانتخابات باستبعاد سيف الإسلام القذافي، فإن المشهد ما زال يمتلئ بالكثير من الغيوم.

استقالة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا.. نذير شؤم قبل الانتخابات

يان كوبيش

أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن المبعوث الخاص للأمين العام إلى ليبيا، يان كوبيش، قدم استقالته من منصبه، وقال مصدر دبلوماسي إن كوبيش ربما “شعر أنه لا يتمتع بدعم كاف”.

كما انقسم مجلس الأمن نفسه حول مسألة إعادة تنظيم قيادة البعثة السياسية الأممية إلى ليبيا، لنقل منصب الموفد من جنيف إلى طرابلس، وهو الأمر الذى اعترض عليه كوبيش، بحسب موقع فرنسا 24 .

إجراء الإنتخابات الليبية مهدد وسط خلافات الحكومة والمجلس الرئاسي الليبي

ويشكك الكثيرون في مصير إجراء الانتخابات الليبية من الأساس، التى أصبحت تضم ٧٣ مرشحًا من بينهم إمرأتان، حيث يرى البعض أنها قد لا تكتمل من الأساس، وأن الوضع قد يتأجج مرة أخرى إلى صراع مسلح بعد هدوء نسبي في الوقت الحالي، خاصة بعد الصراع السياسي بين المجلس الرئاسي الليبي والحكومة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والذى تمثل مؤخرًا في الخلاف العلني حول من يمثل ليبيا رسميًا في الخارج قبل انعقاد قمة باريس.

وظهر الخلاف بشكل أعمق أيضا حول قرار وقف وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، وما تلاه من تخبط واضح في القرارات، ليضع ليبيا على صفيح ساخن، بالإضافة إلى قرار سحب الثقة الذى اتخذه البرلمان الليبي ضد حكومة الدبيبة

رفض ترشح عبد الحميد الدبيبة بقرار من المحكمة وعودته مرة أخرى

.

عبد الحميد الدبيبة


قيدت محكمة استئناف طرابلس الطعن المقدم ضد ترشح رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، حيث قدم الطعن فتحي باشاغا، والمرشحان عارف النايض وعثمان عبد الجليل، ودفعا بعدم دستورية ترشح الدبيبة، حيث أن الترشح للانتخابات يقتضى تقديم الاستقالة من أى منصب رسمى قبل 3 شهور من إجراء الانتخابات، بحسب المادة 12 من قانون انتخاب الرئيس، وهو ما لم يحدث.

كما تقدم الدبيبة نفسه بطعن على استبعاده من الانتخابات، واعتبر المحللون قرار المحكمة باستبعاد الدبيبة تهدئةً مؤقتة للأوضاع بسبب الخلاف الكبير بين المجلس الرئاسي والحكومة الليبية.

ومع ذلك عاد الدبيبة مجددًا إلى السباق الانتخابي، بعد رفض الطعنين المقدمين ضد ترشحه لأول انتخابات رئاسية في البلاد، وهو قرار قد يغير موازين معركة الانتخابات التي اشتعلت أجواؤها خلال الساعات القليلة الماضية.

الرجل القوي في شرق ليبيا اللواء خليفة حفتر .. “يواجه حكمًا بالإعدام”

خليفة حفتر


وكان اللواء خليفة حفتر، الشخصية الرئيسية في الحرب الأهلية الليبية، والذي يتمتع بنفوذ واسع على شرق البلاد، قد أعلن، منذ أسابيع قليلة، أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية الليبية، الأمر الذى زاد النار اشتعالًا خاصةً في الغرب الليبي الذى يقف ضد حفتر على طول الخط.

كما أن وسائل إعلام ليبية قالت منذ أيام إن المحكمة العسكرية الدائمة في مصراتة أصدرت حكمًا بالإعدام غيابيًا بحق حفتر بالإضافة إلى ستة ضباط رفيعي المستوى في “الجيش الوطني”.

وجدير بالذكر أن المرشح الرئاسي عبدالمجيد سيف النصر قدم طعنًا ضد ترشح حفتر، إلا أن لجنة الطعون الابتدائية بمحكمة استئناف بنغازي رفضت الطعن، ما يعني استمرار الأخير في قائمة المرشحين الأولين.

فتحي باشاغا

فتحي باشاغا

وفتحي باشاغا هو وزير الداخلية الليبي المفوض في حكومة الوفاق الوطني، وعُضو المجلس الرئاسي في طرابلس، ويتمتع بقبول في الغرب الليبي وطرابلس، كما أنه عرض خطة عملية لتنظيم المسلحين ودمجهم ضمن القوات الليبية ليكونوا مؤهلين ويمكن الاستفادة منهم بدلًا من استبعادهم، وهو بذلك يقف في الجهة المقابلة لخطة حفتر للتخلص من أى إرهابي أو مسلح إسلامي.

المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي

ومن بين المرشحين أيضا رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح ، الذى أعلن منذ أيام خوضه الانتخابات، ووعد بتحمل المسئولية، كما وعد بفرص متكافئة للجميع، والعمل على تجاوز الماضي وطي صفحة الصراع والتطلع للمستقبل وإطلاق المصالحة الوطنية باعتبارها ركنًا رئيسيًا لبناء الوطن واستقراره.

مصير سيف الإسلام القذافي في مهب الريح

سيف الاسلام القذافي

لا يزال سيف الإسلام القذافي بانتظار القرار الحاسم الذي سيحدد مصير ترشحه، حيث أن محكمة سبها المنوط بها النظر فى الطعون المقدمة ضده منعها مسلحون من الانعقاد على مدار ثلاثة أيام، وبالتالى اعتذرت الهيئة القضائية عن النظر في القصية، لأسباب قال عنها وزير الداخلية خالد مازن “إنها أمنية”.

إلا أن مديرية أمن سبها، أكدّت اليوم، انسحاب قوات “القيادة العامة” من محيط المحكمة، ليعم الهدوء الحذر، مشيرةً إلى أن الآليات العسكرية لا تزال منتشرة وتبعد عن مقر المحكمة قرابة 500 متر، في حين أن الوضع داخل المحكمة غير واضح.

ترشح امرأتين في مواجهة سيطرة المرتزقة والمسلحين الإسلاميين

وعلى الرغم من توغل جماعات متطرفة محسوبة على التيار الإسلامى في الداخل الليبي، تقدمت سيدتان للرئاسة الليبية، وهما ليلى بن خليفة، رئيسة حزب الحركة الوطنية، وهنيدة المهدي، الباحثة في العلوم الاجتماعية.

وينتظر العالم إجراء الانتخابات الليبية بسلام، كجزء من خارطة طريق اعتمدها منتدى الحوار السياسي الليبي، الذي ترعاه الأمم المتحدة، وكما يأمل الليبيون أنفسهم أن تسهم الانتخابات المقبلة في إنهاء الصراع المسلح الذى استمر لسنوات، والذي ابتليت به الدولة الغنية بالنفط، والتي تنتج حوالي مليون برميل من النفط يوميًا، حيث تمتلك ليبيا أكبر احتياطي نفطى في القارة الإفريقية.

وفى محاولة لتدارك تبعات ما تسفر عنه الانتخابات اقترح عضوان بالمجلس الرئاسي الليبي، وهما موسى الكوني وعبدالله اللافي، إعداد مشروع ميثاق وطني يوقع عليه المترشحون المعتمدون بالقائمة النهائية بقبول نتائج الانتخابات، بحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي،
وقد ألمح وزير الداخلية خالد مازن، في بيان أمس، إلى إمكانية تأجيل الانتخابات، إذا ما استمرت الخروقات الأمنية، حيث أن الوضع الأمني يصعب من تأمين واستمرار العملية الانتخابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى