fbpx
أخبار العالمأخبار محليةتقاريرسلايدر

تحرير مالكامو..الجيش السوداني يرد الصاع على ميليشيات إثيوبيا الإرهابية

تقرير: المثنى عبدالقادر الفحل
تدقيق: عبد الفتاح عبد الواحد

حرر الجيش السوداني منطقة (مالكامو) في قرية بركة نورين محلية الفشقة بولاية القضارف من الميليشيات الإثيوبية الإرهابية ظهر اليوم (السبت) بعد معركة بدأت منذ الساعة السادسة صباحًا، استشهد خلالها ضباطان وأربعة جنود سودانيين، كما جرح 7 آخرون، وترجع الاشتباكات المسلحة التى وقعت لقيام قوة من ميليشيات الأمهرة الإثيوبية بالهجوم على موقع للجيش السوداني، قامت بعدها القوات السودانية بالرد على الميليشيات الحكومية الإثيوبية، وتمكنت من تشتيتها وتحرير منطقة (مالكامو)، ورد الجيش السوداني على الميليشيات الإثيوبية مستخدمًا عددًا كبيرًا من الأسلحة الثقيلة، ما كبد الإثيوبيين المحتلين للمنطقة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وتقع منطقة (مالكامو) داخل الأراضي السودانية شرقي قرية بركة نورين من جهة نهر عطبرة، وهو (نهر موسمي)، ويبعد حوالي 20 كلم عن الحدود الإثيوبية، كانت تحتلها الميليشيات الإثيوبية بغرض الزراعة على الأراضي السودانية الخصبة، واستشهد خلال معركة التحرير ضابطان، أحدهما برتبة رائد والآخر برتبة ملازم يدعى عماد كرار أول، وأربعة جنود تم مواراتهم الثرى فى منطقة جميزة بعد أن قدموا أرواحهم فداءً للسودان.

توغل إثيوبي

وكانت الميليشيات الإثيوبية الإرهابية حشدت قبل شهر قوات لتأمين المزارعين الإثيوبيين الذين ما زال بعضهم يزرع داخل الأراضي السودانية، وعند عملية توغل الإرهابيين شرعت القوات المسلحة السودانية في عملية تطهير واسعة النطاق كللت بالنجاح، حيث تمكنت من تحرير (مالكامو) بينما تبقت مستوطنتا (قطراج) و(سفاري) وهما آخر البؤر الاستيطانية الإثيوبية المحتلة فى الفشقة.

في السياق ذاته تعد (ملكامو) منطقة دعم لوجستي ضخم يحتوى على أعداد كبيرة من الآليات الزراعية المختلفة وتقاوٍ ومبيدات زراعية وحشرية، ومستودعات ضخمة تكفي لزراعة آلاف الأفدنة بالشمس والذرة وبذرة عباد الشمس والقطن، ويعتقد أنه تعود لشركات حكومية إثيوبية وأجنبية مرتبطة بالنخبة الإثيوبية الحاكمة حاليا من قومية الأمهرة.

الاحتلال الإثيوبي

احتلت الميليشيات الإثيوبية منطقتي (الفشقة الصغرى والكبرى) بولاية القضارف إبان عهد النظام السابق ، لكن رئيس مجلس السيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة أكد على استعادتها لحضن السودان بعد أن أبلغ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بانتشار الجيش السوداني فيهما منذ نوفمبر 2020م، لمقابلة الاعتداءات المستمرة من الميليشيات الإثيوبية على المدنيين السودانيين.

ومن المعروف أن رئيس الوزراء الإثيوبي الأسبق هالي مريم ديسالين كان قد اعترف بسودانية ارض الفشقة، وخلال مخاطبة شهيرة متلفزة أمام البرلمان الإثيوبي بأن الحدود مع السودان ليس محل نزاع، وأن ثمة ميليشيات إثيوبية تثير الأزمات مع الخرطوم، لكن نخبة قومية الأمهرة الحاكمة بإثيوبيا حاليا لم تعترف بذلك، في مقدمتهم مدير جهاز الأمن والمخابرات الإثيوبي الحالي، تمسغن طرونة، ومستشار رئيس الوزراء للأمن القومي حاليا ،جيدو أندارغاتشو، اللذان ينحدران من قومية الأمهرة التى تزعم أن منطقتي الفشقة الصغرى والكبرى امتداد لإقليم الأمهرة ، وقام الاثنان منذ سنوات طويلة إبان فترة عهد الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير بالتوغل إلى تلك الأراضي السودانية وإقامة مشاريع زراعية شاسعة بالفشقة الكبرى، وأسطول كامل من الجرارات والآليات الزراعية.

ولكن بعد تقدم إعادة انتشار الجيش السوداني منذ نوفمبر 2020م فقدت الأمهرة تلك الأراضي، ونفذ الجيش عمليات تمشيط كاملة تمكن المزراعون السودانيون من العودة إلى الزراعة دون تهديد من الإثيوبيين المحتلين.

لماذا التوغل الآن؟

يؤكد المراقبون بالسودان أن التوغل الإثيوبي الاحتلالي جاء في محاولة لخلط الأوراق، خاصة أن الحكومة الإثيوبية برئاسة آبي أحمد تلفط أنفاسها الأخيرة مع تقدم الجبهات المسلحة من جبهتي تحرير التجراي والأورومو إلى العاصمة الفيدرالية أديس أبابا.

حيث أكد مصدر مطلع لـ(الجمهورية الثانية) أن النظام الإثيوبي أراد من التوغل تغطية خسائره في الحرب الأهلية الداخلية وتوحيد الشعب خلف الحكومة، بالإضافة لدفع المجتمع الدولي للتدخل مجددًا بعد أن فشلت الوساطات الإقليمية والدولية باحتواء الصراع بين الأطراف الإثيوبية المتحاربة.

‏ وتوقع المصدر أن يقوم رئيس الوزراء آبي أحمد بعمليات توغل جديدة في محاولة للهروب من الأزمة الداخلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى