تفاقُم أزمة اللاجئين على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا

كتبت: نهال مجدي
تدقيق لُغوي: إسلام ثروت

أعلنت السلطات بالعاصمة البولندية “وارسو” إن المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في طقس شديد البرودة داخل بيلاروسيا حاولوا مرة أخرى شق طريقهم عبر الحدود إلى بولندا؛ حيث تم تعزيز القوات وتم نشرها لمنعهم من العبور.
كما أقامت معسكرًا على طول الحدود، حيث منعت أسوار الأسلاك الشائكة والجنود البولنديين المهاجرين مرارًا دخولهم إلى الاتحاد الأوروبي.
وتتهم بولندا ودول أخرى بالإتحاد الأوروبي بيلاروسيا بتشجيع المهاجرين من الشرق الأوسط وأفغانستان وإفريقيا على عبور الحدود بشكل غير قانوني؛ انتقامًا للعقوبات المفروضة على بيلاروسيا بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.

وقال وزير الدفاع البولندي “ماريوس بلاشتشاك” في تصريحات تلفزيونية “لم تكن ليلة هادئة، فكانت هناك محاولات عديدة لاختراق الحدود البولندية”.
وأضاف “بلاشتشاك” إن جميع الذين حاولوا العبور اعتُقلوا، وإنّ قوة الجنود البولنديين المتمركزين على الحدود قد زادت من 12 ألفًا إلى 15 ألفًا.

وفي المقابل اعترضت بيلاروسيا على هذا التواجد العسكري المكثف من الجانب البولندي على الحدود المشتركة بدون إخطارها، وهو ما أعتبرته “نشاطًا عسكريًا كثيفًا، وانتهاكًا للاتفاقات الثنائية”.
وقال ثلاثة دبلوماسيين بالاتحاد الأوروبي إن الاتحاد بصدد فرض مزيدًا من العقوبات على بيلاروسيا بسبب الأزمة المتصاعدة، مستهدِفة نحو 30 فردًا وكيانًا من بينهم وزير الخارجية البيلاروسي، بحسب وكالة رويترز.

واتهم الاتحاد الأوروبي في وقت سابق الرئيس البيلاروسي “الكسندر لوكاشينكو” باستخدام تكتيكات “على غرار العصابات” في المواجهة الحدودية المستمرة منذ شهور، والتي قُتل فيها سبعة مهاجرين على الأقل.
وقال القائم بأعمال وزير الخارجية الألماني “هايكو ماس” على تويتر، أمس، إن الصور من الحدود البيلاروسية “مُروِّعة”، وإن “لوكاشينكو” يستغل الأشخاص الذين يلتمسون اللجوء كرهائن بلا ضمير، لكنه لا يمكن ابتزاز الاتحاد الأوروبي.
وأضاف “ماس” إن الاتحاد الأوروبي لن يترك أي شخصٍ محتاجٍ يواجه مصيره المؤلم.

كما اتهمت باريس، على لسان المتحدث باسم خارجيتها “آكلير لوجاندر”، نظام الرئيس البيلاروسي بالسعي إلى زعزعة استقرارالاتحاد الأوروبي عبر تنظيم تهريب مهاجرين على حدوده. وأعربت “لوجاندر” مجددًا عن تضامن فرنسا مع بولندا وهي في صلب التوتر مع مينسك بشأن الهجرة، وكذلك مع لاتفيا وليتوانيا، الدولتان الأُخرتان المجاورتان لبيلاروسيا.

وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية “نيد برايس” إن “الولايات المتحدة تُندّد بشدة بقيام نظام الرئيس ألكسندر لوكاشنكو بالاستغلال السياسي والتلاعب بأشخاص ضعفاء”، ووصف الصور والمعلومات التي وردت نهاية هذا الأسبوع من الحدود بين بيلاروسيا وبولندا حيث يحتشد آلاف المهاجرون بأنها “مزعجة”، ودعا الناطق باسم وزارة الخارجية مجددًا “النظام البيلاروسي للكف فورًا عن التلاعب بتدفق المهاجرين عبر حدوده إلى أوروبا”.

وتنفي حكومة “لوكاشينكو”- المدعومة من روسيا- التخطيط لأزمة المهاجرين، وتُلقي باللوم على أوروبا والولايات المتحدة في محنة الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل على الحدود.

وذكرت وكالة أنباء بيلاروسيا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس “لوكاشينكو” ناقشا أزمة المهاجرين على الحدود، وعبّرا عن قلقهما إزاء وجود القوات البولندية هناك.
وردّت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على اتهامات بولندا لبيلاروسيا، وكتبت “زاخاروفا” عبر تطبيق “تيليجرام”، “مِن الأجدى بالسياسيين البولنديين الذين يلعنون الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ويتهمون مينسك بإحداث أزمة المهاجرين العراقيين، أن يتذكرا أن وارسو لعبت دورًا بارزًا في تدمير العراق”.

وعلي الأرض لقي عشرة مهاجرين على الأقل حتفهم في المنطقة، سبعة منهم من الجانب البولندي للحدود، بحسب صحيفة “جازيتا فيبورتشا”.
وقالت إذاعةٌ بولندية خاصة إن نحو 200 شخصٍ حاولوا اختراق الحدود بعد ظهر الثلاثاء، وحاولت مجموعة أخرى قوامها نحو 60 شخصًا بعد منتصف الليل اقتحام الحدود.

كما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قاذفتين بعيدتي المدى من طراز “تو-22 إم 3” تابعتين لها نفذتا دورية جوية في سماء بيلاروس، وسط تصاعد التوترات ع.