fbpx
معرفة

أيا نبتة الخيانة المزهرة…. أنراك قبل الرحيل مقفرة؟

كتبت:  محمد ماهر

عانى الأنبياء والرسل وأولو العزم منهم من الخيانة، فسيدنا موسى عانى من خيانة قومه عندما تركهم وذهب للقاء ربه أربعين ليلة وغرهم السامري ببناء العجل، وعانى سيدنا عيسى المسيح من الخيانة عندما باعه صديقه المقرب يهوذا الإسخربوطي للرومان، وعانى سيد الخلق سيدنا محمد عليه وعليهم الصلاة والسلام من الخيانة أيضًا عندما حاول حاطب بن أبي بلتعة إبلاغ قريش أن المسلمين عازمين على غزوهم وعلم الرسول عليه الصلاة والسلام وعفا عنه لأنه خشي من قلة القرابة في المدينة.

ولا تلتصق رائحة الخيانة بالخائن فقط ولكن بجميع نسله مهما طال الزمن، فلدينا الأمثلة السابقة ولدينا أمثلة أكثر حداثة منها، مثل الغرياني الذي خان أسد المجاهدين عُمر المختار واتحد مع المحتل الإيطالي ضده، وحتى يومنا هذا تلتصق الخيانة بنسله كله، للخيانة رائحة أقذر من رائحة الجيفة، ولا يذهبها التراب، إنما هي عابرة للأجيال والأزمان.

والأسوأ في الخيانة أنها تأتي من القريب فلا تتوقعها، وعندما تكتشفها يُشَلُّ عقلك عن أي رد فعل، حتى عن ملامة من خانك. ولولا الخيانة لما كان حال العرب هكذا، فللأسف من يضعف العرب هم العرب، أما عدوهم فيقدرون عليه كما فعلوها من قبل.

ألقت سلطات الاحتلال حتى الآن القبض على أربعة من الستة الهاربين، الذين فروا من سجن جلبوع، إثنان منهم اختبئا لمدة أربعة أيام دون أي طعام أو شراب، وأبلغ عنهم سلطات الاحتلال من طلبوا منه الطعام والشراب في الناصرة من عرب 48 أو العرب الإسرائيليين.

لم يضرب القضية الفلسطينية في مقتل سوى الخيانة والطمع، ولم يهدر كل المجهود العربي عامة والمصري خاصة في تلك القضية سوى الخيانة، ولم يوقف الجهود المضنية لمحاولات لم شمل البيت الفلسطيني بين حماس وفتح سوى الخيانة والعمالة لأنظمة أخرى، ولم تكن إسرائيل أقوى إلا بالخيانة، ولن تتحرك القضية الفلسطينية قيد أنملة سوى بالقضاء على الخيانة والخائنين مهما تكلف الأمر.

فهل يحدث ذلك ونراه قبل رحيل جيلنا عن الدنيا؟ فنحن نربي أبنائنا على أن إسرائيل هي العدو، ولن تكون سوى ذلك، والحق أبلج وسيرد إلى أصحابه، هي فقط مسألةوقت. وكما يقول الأمريكيون عندما يحاولون إخافة شخص بالوقت “تيك تاك، تيك تاك، تيك تاك” أي أن الساعة تدق وماهي إلا مسألة وقت حتى أتمكن منك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى