fbpx
معرفة

لوكيشن مصري: كهف الجارة.. بيت أجدادنا الأوائل

كتبت: نسرين طارق

إذا كنت تبحث عن مغامرة مثيرة ونادرة، فإليك تجربة تعيدك آلاف السنين، في باطن الأرض وبعمق يزيد عن 50 متراً.

كهف “الجارة” في قلب الصحراء الغربية، بين الواحات البحرية، ومحافظة أسيوط بمنتصف صحراء الفرافرة بالقرب من وادي محرق، بعد محمية الصحراء البيضاء بحوالي 7 كيلومترات شرقاً باتجاه أسيوط.

 التكوينات الصاعدة والهابطة

مشهد التكوينات مختلفة الأشكال والأحجام المتدلية من سقف الكهف من “أجمل ما يمكن أن تراه العين”، وتعرف تكوينات الكهف جيولوجياً برسوبيات الصواعد والهوابط.

لا توجد صعوبة في النزول إلى الكهف، حيث أن المنحدر المؤدي لداخله لا يصعب المرور عبره.

مجموعة مغارات

الكهف يتكون من مجموعة مغارات، تقع على عمق أكثر من 50 مترًا نزولا في باطن الأرض، تحديدًا بمنتصف صحراء الفرافرة، وبالقرب من وادي محرق بعد محمية الصحراء البيضاء بحوالي 7 كيلومترات شرقاً باتجاه أسيوط.

شهدت المنطقة العديد من الزيارات العلمية لجامعات مصرية وأجنبية، بدأت بجامعتي عين شمس، وهلسنكي الفنلندية، وجورجيا الأمريكية، وذلك للأهمية الجيولوجية والأركيولوجية لتلك الهضبة النادرة.

 أندر كهوف العالم أكتشف بالصدفة

اكتشفت الهضبة في الرابع والعشرين من ديسمبر عام 1873، عثر عليها المستكشف الألماني “جيرهارد رولفز” في منطقة منعزلة تقع بين الوادي الجديد بالصحراء الغربية وأسيوط.

تنقل كثيرًا بدابته حتي وصل أخيرًا إلي منطقة الهضبة الإيوسينية، ليفاجئ ببوابة غريبة في باطن تلك الهضبة، بدأت منذ الوهلة الأولي كمدخل لأحد منازل أفلام الرعب في باطن الأرض، حيث تتدلي الرواسب الصخرية كالأنياب صاعدة وهابطة.

سكن البشر الأوائل

 وجد بالكهف العشرات من النقوش البشرية، ويبدو أن هذا الكهف كان موطنًا لبعض البشر الأوائل الذين سكنوا تلك المنطقة.

 لغز محير

المنطقة مجهولة، ومازالت لغزاً محيرًا لعلماء الجيولوجيا، ثم اختفي أي ذكر لذلك الكهف لأكثر من 115 عام أخري، حتي عثر علية العالم “كارلو بيرجمان” في عام 1989.

لكهف الجارة مدخلين رئيسيين، يشرفان علي حافة شديدة الانحدار، المدخل الأول يشرف علي ركام ومفتتات لحائط قديم من حوائط الكهف تهدم، وتظهر كومات من الرمال متخذة شكل هرمي علي الجانب الأيسر من المدخل الأيسر، والجانب الأيمن من المدخل الأيمن.

وقد فُتحت تلك المداخل من سقف الكهف بشكل طبيعي نتيجة ضعف أو كسر، قبل ان ينهار.

وصف الكهف

 ويمتد الكهف لحوالي 70 مترًا، ويبلغ اتساعه إلي 35 متر، وبارتفاع يصل إلي ستة أمتار، وإن كان هذا الحجم غير مُحدد وواضح، خاصة وأن أرضية الكهف مغطاة برمال غير معلومة المصدر،

كما أن سقف الكهف نفسه يقترب من الأرضية كلما اتجهنا نحو الغرب والجنوب ليصل إلي أقل من مترين فقط.

بمجرد أن يطأ الزائر بقدميه داخل الكهف، سيجد غرفة كبيرة تصل مساحتها حوالي 1300 متر مربع، متصلة بغرفة أصغر من خلال ممر ضيق.

 تزينها بعض نقوش إنسان العصر الحجري الحديث، بالإضافة لنقوش بعض الحيوانات كالنعام والغزلان والوعول بقرونها الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والدجاج.

وقد تم تحديد 133 رسمة لحيوانات وكائنات كانت تعيش في تلك المنطقة المنعدمة الحياة في الوقت الحالي.

ظاهرة الدورات المناخية

وفسر العلماء تلك الظاهرة بالدورات المناخية التي تعرضت لها مصر وزيادة الأمطار التي أدت إلى نمو الأعشاب مما أدى الي توافد الحيوانات الأكلة للعشب، وبناء عليه ظهرت الحيوانات آكله اللحم والإنسان الذي كان يعيش في الكهوف، أو الرحالة الذين مروا عليها، واستوطنوها لفترات زمنية.

وحدث هذا في العصر الحجري الحديث، ما يقرب من 7700 سنة قبل الميلاد، أي قبل نحو 10 آلاف عام مضت، فقد كان كهف الجارة قائم ويأوي الإنسان الهارب و الحيوان المفترس.

متي نُحت كهف الجارة؟

حاول علماء الجيولوجيا الإجابة على هذا السؤال، فمنذ أكثر من 250 مليون سنة بدء ظهور هذا الكهف، ثم استمر بضع ملايين أخري من السنين حتي يصل إلي هذا الشكل، وهو ما يدل علي وجود نظام مائي كبير وضخم، سواء كان علي السطح أو تحت سطح الأرض، نتج عنه هذه الرمال والظواهر الأخرى كالصواعد والهوابط الصخرية داخل الكهف، والأعمدة التي حدثت نتيجة التحامها بمادة كربونات الكالسيوم التي كانت ذائبة في المياه قبل أن تنحصر المياه وتترك رواسبها بهذا الشكل.

روحوا شوفوا كهف الجارة….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى