تعامُد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى “صباح اليوم” ٢٢ أكتوبر، فى تمام الساعة الخامسة، و58 دقيقة صباحًا، وتستمر لمدة ثلث ساعة، داخل منطقة «قدس الأقداس» بمعبد “أبوسمبل” بحضور الدكتور خالد العناني- وزير السياحة والآثار- واللواء “أشرف عطية” محافظ أسوان، و٥٠ سفيرًا من سفراء دول العالم، وبمشاركه مئات السياح، كما شارك فى الاحتفال أكثر من ٩ فرقٍ للفنون الشعبية من أسوان، والمحافظات الأخرى؛ لتقديم فقرات فنية بساحة معبد “أبو سمبل”.
وقال الخبير السياحي الدكتور “عبد الرحيم ريحان” أن هذه تعد أكبر ظاهرة فلكية هندسية في العالم؛ موضحًا أن الأثريين يعتبرون معبد أبو سمبل العجيبة الثامنة من عجائب الدنيا السبعة للعالم القديم؛ حيث إن قصة اكتشافه، والنقوش على جدرانه، وألوانها- في حد ذاتها عجيبة- وعليها سُجلت معركة قادش، وأول معاهدة سلام في تاريخ البشرية.
وأشار أن مدينة أبوسمبل تشتهر بمعبديها المنحوتين في الصخر بالجبل الرملي الغربي في المدينة التاريخية، واللذين شيدهما الملك “رمسيس الثاني”، وتعامُد الشمس عليه، وأنه من الطريف، والمدهش في تلك الظاهرة أنّ الشمس لا تتعامد على وجه تمثال (بتاح) إله الظلمة عند القدماء رابع التماثيل الموجودة بجوار الـ3 تماثيل المنيرة، كما أنّه من الفريد إرتباطه بالزراعة؛ حيث صمم المهندسون المصريون القدماء المعبد بناءًا على حركة الفلك؛ لتحديد بدء الموسم الزراعي وتخصيبه، وهو يتناسب مع اليوم الذي يسقط فيه الضوء على وجه الملك.
وتبقى المعجزة إذا كان يوما تعامد الشمس مُحدَدَين- عمدًا – قبل عملية النحت؛ لأن ذلك يستلزم معرفة تامة بأصول علم الفلك، وحسابات كثيرة؛ لتحديد زاوية الانحراف لمحور المعبد عن الشرق، بجانب المعجزة في المعمار بأن يكون المحور مستقيمًا لمسافة أكثر من 60 مترًا، ولا سيما أن المعبد منحوت في الصخر، والإعجاز سيزداد إن أدركنا أن تلك الحسابات أُجريَت على أسس وأصول فلكية، وجغرافية، وطبوغرافية، ورياضية سليمة منذ نحو 3300عام.
وأكد الدكتور خالد العناني -وزير السياحة والآثار- أن المقصد السياحي المصري مقصدًا آمنًا، وينفرد بتميزه طوال العام، وبمقوماته السياحية، والأثريّة، التي لا مثيل لها، مشيرًا إلى أنه يقدم للسائح تجربة سياحية متفرّدة بأمان كامل يستمتع خلالها بشواطئ مصر الخلابة، وجوها الرائع والمشمس، والصحي، إلى جانب الاستمتاع بالحضارة المصرية العريقة، وآثارها الفريدة؛ لافتًا إلى أن مصر تعمل- الآن- على تعزيز الاستفادة من هذه المقومات السياحية،والأثرية؛من خلال خلق مُنتَج سياحي جديد متكامل، يجعل السائح يستمتع بتجربةٍ سياحيةٍ فريدةٍ، ومميزةٍ، ويعطيه فرصةً للاستمتاع بالأنماط السياحية المختلفة؛ خلال زيارته لمصر، مثل: دمج منتج السياحة الثقافية بمنتج السياحة الشاطئية، والترفيهية، وربط مدن وادي النيل بالمدن السياحية الساحلية في منتج جديد؛ عن طريق استحداث خطوط طيران داخلي، تربط بين الأقصر، وشرم الشيخ، والغردقة، وأسوان، وأبو سمبل، مشيرًا إلى أن بدايةً من يوم 27 أكتوبر الجاري سيتم تشغيل أول خط طيران من مدينة شرم الشيخ إلى مدينة الأقصر، وسيكون سعر تذكرة الطيران “ذهاب وعوة” شاملةً الضرائب بسعر موحد 1800 جنيه.