تقاريرسلايدر

لا مساس بدير ” سانت كاترين”.. ما هو الحكم القضائي بشأن أراضي الدير وما هي قصته ؟

إعداد: بسنت عماد

جددت رئاسة الجمهورية التأكيد على الالتزام الكامل بالحفاظ على المكانة الدينية الفريدة والمقدسة لدير سانت كاترين في جنوب سيناء، وعدم المساس بهذه المكانة.

وشدت الرئاسة في بيان لها أمس الخميس على أهمية الحفاظ على “العلاقات الوثيقة والأخوية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين وعدم المساس بها”.

وتأتي هذه التطورات بعد انتشار تقارير في أكتوبر الماضي ، زعمت سعي محافظة جنوب سيناء، إلى استرداد أرض الدير التابع للروم الأرثوذكس، بعد إخلائه وطرد الرهبان منه، بما في ذلك اليونانيون، الذين يشرفون على الدير.

وفي الوقت نفسه.. نفت محافظة جنوب سيناء عدم صحة ما تم تداوله من شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، حول وجود تهديد أو مخطط لإخلاء الدير.

حكم المحكمة بشأن دير سانت كاترين

أصدرت محكمة استئناف الإسماعيلية، مأمورية طور سيناء يوم الأربعاء الماضي، حكمها في الدعوى المرفوعة بشأن قطع الأراضي المتنازع عليها بمحافظة جنوب سيناء، وصدر الحكم برئاسة المستشار علاء مصطفى عبد الرازق وعضوية المستشاريْن حسنين أحمد الوصيف، وأمير حسان أبو الليل.

وقضت المحكمة بأحقية تابعي دير سانت كاترين في الانتفاع بالدير والمواقع الدينية الأثرية بمنطقة سانت كاترين، مع ملكية الدولة لهذه المواقع بوصفها من الأملاك العامة، وذلك في ضوء أن تابعى الدير يتواجدون فيها بصفتهم الدينية، ويمارسون شعائرهم الدينية تحت رئاسة مطران الدير المعين بقرار رئيس الجمهورية رقم 306 لسنة 1974، ويشرف على هذه المواقع الأثرية المجلس الأعلى للآثار.

كما قررت المحكمة بوجوب احترام العقود المحررة بين الوحدة المحلية لمدينة سانت كاترين والدير بشأن بعض قطع الأراضي المستغلة بمعرفة تابعي الدير، مما ينفي وقوع تعدي على هذه الأراضي.

وانتهت المحكمة إلى أن باقي قطع الأراضي المتنازع محميات طبيعية، وجميعها من أملاك الدولة العامة، ولا يجوز التصرف فيها أو تملكها بالتقادم، ولم تصدر بشأنها أية عقود من جانب جهة الولاية.

دير سانت كاترين

ويتبع الدير طائفة الروم الأرثوذكس، وتحت إشراف السفير اليوناني، ويقع على سفوح جبل سيناء، حيث تلقى موسى الوصايا العشر من الله، وهو أحد أقدم الأديرة العاملة في العالم، ويُعرف كذلك باسم دير القديسة كاترين، واسمه الفعلي هو “دير الله المقدس لجبل سيناء”، وتم بناؤه بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول في 548-565 ميلادي؛ لإيواء الرهبان الذين كانوا يعيشون في شبه جزيرة سيناء منذ القرن الرابع الميلادي.

ويشتمل الدير على هياكل متعددة، أهمها كنيسة تجلي السيد المسيح المخلص، والتي تضم في حد ذاتها تسع كنائس أصغر، إحدى هذه الكنائس هي الكنيسة المحترقة التي كلم عندها الله النبي موسى.

ما علاقة اليونان بدير سانت كاترين ؟

الانتماء الكنسي علاقة هي علاقة اليونان بدير سانت كاترين، حيث يتبع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، وتحديداً بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس، وهي كنيسة ذات جذور يونانية، ومعظم رهبان الدير هم من الرهبان اليونانيين، ويتحدثون اللغة اليونانية، ويُدار الدير وفق التقاليد الأرثوذكسية البيزنطية.

وعلى مدار قرون، قامت اليونان وحكوماتها (وخاصة الكنيسة اليونانية) بتقديم الدعم للدير ماديًا وروحيًا، وتوجد مخطوطات ومراسلات تاريخية تؤكد تواصل الأباطرة البيزنطيين ومن بعدهم الحكومات اليونانية مع الدير.

لذلك يعتبر الدير من أهم المواقع المقدسة للمسيحيين الأرثوذكس في العالم، واليونانيون الأرثوذكس يضعونه في مرتبة رفيعة من القداسة، ويُعتقد أن رفات القديسة كاترين محفوظة في هذا الدير، ما يجعله مزارا هاما للمسيحيين، خاصة اليونانيين.

الجدير بالذكر أن.. مجلس الوزراء المصري، قد أصدر كذلك بيانا في نوفمبر الماضي، للرد على ما الجدل حول الدير ووجود مخططات لإخلائه تزامنا مع تطوير المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى