تقاريرسلايدر

هل يعتبر “بهلوي الثاني” تخطيط استباقي نادر لتغيير النظام في إيران

إعداد: رحمه حمدى

في أعقاب التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل (يونيو 2025)، وتصريحات أمريكية حول ضرورة “إعادة بناء إيران”، برز اسم رضا بهلوي الثاني (نجل الشاه السابق) كمرشح محتمل لقيادة مرحلة انتقالية في إيران لنشاطه السياسي البارز وتحريضه المستمر ضد المرشد.

حيث ألقى اللوم على النظام وحمّل المرشد الأعلى مسؤولية الحرب، ووصف النظام بأنه “ضعيف ومنقسم”. وأكد أن الصراع هو “حرب النظام وليس الشعب الإيراني”، ففي بيان له، حمّل المرشد علي خامنئي مسؤولية «جرّ إيران إلى حرب مع إسرائيل»، مؤكدًا أن »النظام قد يسقط»، وأن «إيران ملك لشعبها»..

ودعا الجيش والحرس الثوري إلى الانشقاق، ووجه نداء إلى الشعب الإيراني ليقوم بـ”انتفاضة شاملة” ضد النظام، مؤكدًا أن إيران لن تشهد فراغًا سلطويًا أو حربًا أهلية بعد سقوط الجمهورية الإسلامية. لكن النظام الإيراني يتهم بهلوي بالعمالة للغرب، ويحظر أنشطته داخل إيران.
كما دعا قوات الأمن الإيرانية إلى الانشقاق عن النظام الذي يقوده رجال الدين، داعيًا إياهم إلى »الوقوف بجانب الشعب في مواجهة ما وصفه بـ”النظام الضعيف والمنقسم».

من هو رضا بهلوي الثاني

رضا بهلوي الثاني هو الابن الأكبر لشاه إيران السابق محمد رضا بهلوي والإمبراطورة فرح ديبا … وُلد كولى عهد في طهران عام 1960، وكان وليًا للعهد حتى سقوط النظام الملكي سنة 1979 إثر الثورة الإسلامية

بعد الإطاحة بنظام والده في 1979، غادر مع عائلته في سن الثامنة عشر إلى مصر استضافهم الرئيس في قصر “الطاهرة” كرد للجميل للشاه محمد رضا بهلوي، على دعمه لمصر في حرب 1973 بالبترول.

استقر لاحقًا في الولايات المتحدة ،حيث تخرج من كلية ويليامز في ماساتشوستس بدرجة في العلوم السياسية كما حصل لاحقًا على تدريب عسكري في قاعدة لوك لاند الجوية في تكساس.

رؤيته السياسية

يعتبر نفسه الوريث الشرعي لعرش إيران، ويطالب بإسقاط النظام الإسلامي الحالي وإعادة النظام الملكي (دستوري على غرار النموذج البريطاني). لا يدعو بالضرورة إلى عودة الملكية المطلقة، بل إلى نظام ديمقراطي يكون فيه الشاه رمزًا للوحدة الوطنية. يمتلك قاعدة شعبية بين بعض الإيرانيين في المنفى، لكن تأثيره داخل إيران محدود بسبب القمع الحكومي.لكنه يُعرف نفسه كأحد أبرز رموز المعارضة الإيرانية في الخارج، ويدعو إلى إقامة نظام ديمقراطي علماني في إيران، مع تأكيده أن عودة الملكية ليست شرطًا بل أن إرادة الشعب هي الأساس
يدعم حركات المعارضة الإيرانية، بما في ذلك منظمة مجاهدي خلق (MEK) سابقًا، لكنه ابتعد عنهم لاحقًا.

أسّس عدة منظمات سياسية من أجل دعم التغيير السلمي في إيران، كما يُشارك في مؤتمرات دولية وإعلامية للدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة في بلاده … متزوج من ياسمين بهلوي وله ثلاث بنات … يُقدّمه أنصاره كوريث شرعي للعرش، بينما يراه آخرون مجرد ناشط سياسي بارز منفي
يقيم منذ عقود في الولايات المتحدة، ولا توجد أدلة رسمية على حمله جنسية غير الإيرانية

يدير حملة دبلوماسية ضد النظام الإيراني، ويحاول توحيد المعارضة الإيرانية في الخارج. ظهر في عدة مقابلات إعلامية دولية، داعيًا إلى تغيير النظام في إيران عبر الاحتجاجات السلمية. لديه حضور قوي على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يخاطب الشباب الإيراني.

اتهامات بالخيانة

وفقًا لـ “فوكس نيوز”، عقد بهلوي اجتماعات مع أعضاء الكونجرس الأمريكي لبحث سيناريوهات المرحلة الانتقالية في إيران، خاصة بعد الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. وصفته الشبكة بأنه جزء من “تخطيط استباقي نادر” لواشنطن لتغيير النظام الإيراني.

زار إسرائيل في 2023، وأعلن دعمه العلني لها، مما أثار جدلًا بين الإيرانيين (البعض اعتبره “خيانة” والبعض الآخر رأى فيه تحالفًا استراتيجيًا). هذه الخطوة عكست استمرار تحالف العائلة البهلوية التاريخي مع إسرائيل، الذي كان قائمًا قبل الثورة الإسلامية.

هل يتم تهيئته لقيادة إيران؟

تصريحات ترامب حول “إعادة إيران العظيمة” (Make Iran Great Again) تُلمح إلى رغبة في تغيير النظام. واجتماعات بهلوي مع الكونجرس تعكس اهتمامًا جديًا بدوره.
اختياره كرئيس رمزي لـ”حكومة انتقالية” من قبل بعض فصائل المعارضة في فبراير 2025 ، بالإضافة إلى “خطة 100 يوم” لإدارة المرحلة الانتقالية، التي يمتلكها وتشمل استفتاءً لتحديد شكل الحكم (ملكي أو جمهوري) توحي أنه يتم إعداده ليحل محل المرشد، لكنه يقابل بالعديد من التحديات والتحفظات فشعبيته محدودة داخل إيران لارتباطه بالغرب وإسرائيل مما قلل من جاذبيته لدى قطاعات واسعة، خاصة داخل إيران.

تنافسه مع جماعات مثل مجاهدي خلق أو تيارات داخل النظام (مثل مجتبى خامنئي) يعقّد المشهد.
يتهمه البعض بعدم امتلاك خطة سياسية واضحة لإيران ما بعد النظام الإسلامي. يعتبره البعض رمزًا للماضي الملكي الذي لا يمثل جميع الإيرانيين. وللبعض يشكك في شعبيته داخل إيران، حيث لا توجد استطلاعات رأي مستقلة تؤيد نفوذه.
السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن يكون بهلوي “أحد المرشحين” في معركة خلافة النظام، لكن هل صعوده سيعتمد على تفكك السلطة الحالية ومدى دعم الشارع الإيراني له أم أمريكا لديها طرق أخرى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى