fbpx
الأخبار

أحمد جلال عيسي يكتب: هل نجح الحوار الوطني أم فشل.. وما مصير الإخوان الإرهابيين؟

أحمد جلال عيسي

ما هي الأدوات التي من خلالها نستطيع الحكم علي مدي نجاح أو فشل الحوار الوطني؟

هل لو تحسنت أحوال المصريين الاقتصادية مثلا نستطيع أن تقول إن الحوار الوطني نجح؟

ماذا لو ساءت (لا قدر الله ).. هل وقتها نحمل جزء من الفشل لرموز الحوار الوطني؟

و هل الحوار الوطني جاء للمصالحة بين أطياف المجتمع؟ فالصلح هنا غير وارد لأن كل المجتمعين أغلبهم ضد التيار الإخواني الإرهابي، حالهم كحال الشعب المصري كله، و هذا التيار المنبوذ غير مدعو من الأساس في الحوار وأصبح من الماضي.

لا يستطيع أحد الحكم علي ما سوف ينتج عنه الحوار الوطني و كل ما أقصده هنا هو طرح سؤالا منطقيا، ما هي أدوات قياس نجاح الحوار الوطني من فشله؟

اليوم الأول للحوار و بعد غياب طويل طلع علينا الوزير عمرو موسي يناشد الدولة في حضور أكبر تجمع للمراسلين الأجانب والقنوات الفضائية ، بضرورة الانتهاء من ملف الحبس الاحتياطي.

هل نعتبر تصفيق الحاضرين إعلان عن أول توصيات الحوار الوطني؟

و السؤال الأهم هل الدولة لا تريد حل هذا الملف؟ لا يوجد دولة في العالم مرت بما مرت به مصر من حيث عدد الجرائم التي حدثت في وقت محاربة الاخوان و أذرعها الإرهابية .. فكم المتهمين في كل جريمة يفوق أي تصور لسياسي أو حزبي.

وتحديد مدة الحبس الاحتياطي كانت سبيلا لخروج متهمين قبل ورود التحريات و التحقيق في الجرائم و أدي هذا إلي هروب الكثير من العدالة، و هو ما دعا للتعديل الذي أجراه الرئيس المستشار عدلي منصور في 2013.

الأهم من كل هذا مع من يتحاور المشاركين في الحوار الوطني؟.. هل مع الحكومة ( السلطة التنفيذية )

يؤسفني أن أبلغكم أن الحكومة الحالية هي حكومة غير حزبية، حكومة تكنوقراط مسئولة عن تنفيذ برامج إصلاحية و إنقاذ لسنوات ساءت فيها كل مرافق الدولة.

لا يوجد حاليا حزب حاكم في مصر تشكلت من بين كوادر الحزب هذه الحكومة، فليس للحكومة برنامج حزبي لتطبيقه فهدة الحكومة ، و ما قبلها نجحوا في تنفيذ الجزء الأكبر من برنامج الرئيس للإصلاح و بناء الجمهورية الجديدة وجيشنا العظيم أنقذنا من حرب أهلية وإرهاب أقوي من حروب كثيرة و بني وساعد الدولة في كل المجالات.

فلمن نسي ما حدث.. التفاف الشعب كله وراء القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي كان لإنقاذنا من هذا التيار الإرهابي الإخواني و إنقاذ مصر من التفكك والمصير الذي أل لدول مجاورة و إقليمية.

لم يعرض علينا الرئيس برنامجا حزبيا أو كان مرشح لحزب، برنامج الرئيس كان إنقاذ مصر أولا و برنامج إصلاحي شامل لكل قطاعات الدولة، و هذا ما نال عليه الرئيس أصوات و دعوات و مباركة المصريين.

علي سبيل المثال و ليس الحصر هل أعضاء اللجنة الاقتصادية في الحوار الوطني علي علم أن أية توصية ستخرج عن اجتماعاتها لن تنفذها الحكومة الحالية و في حالة تغيير الحكومة بأية حكومة أو خبراء لن تنفذ أيضا، و هذا ليس تعنت أو استخفاف ولكنه ميثاق قدمته الحكومة للبنك الدولي عن طريق عرض برنامجها للإصلاح الاقتصادي و هو ما وافق عليه البنك الدولي ( و هو ما وافق عليه أيضا مجلس النواب للعلم فقط ).

فهو التزام فرضته مصر علي نفسها أمام قرض البنك الدولي و المتمثل في شهادة البنك علي نجاح الاقتصاد المصري و ليس قيمة القرض هو الهدف ،، فتوصيات اللجنة الاقتصادية في الحوار الوطني لابد أن تكون في كيفية تلافي آثار هذه الإصلاحات علي الفئات المتضررة والحفاظ علي الطبقة الوسطي التي بدأت تتلاشى وليس رسم لسياسات مصر الاقتصادية.

و في النهاية فإن هذه السطور ليست هجوم علي الحوار الوطني أو التقليل من أهميته، فإن كل جهد يبذل مشكور و هام و أي رأي جديد أو توصية قد تضئ لصانع القرار نور أمل جديد ، و لكن كل ما سبق هي أسئلة مشروعة تدور في أذهان المتابع للحوار الوطني.

كما أود أن أشكر اخي و صديقي الأستاذ إسلام كمال، الذي أتاح لي الفرصة أن أكتب وسط أساتذة الصحافة و الرأي، في نافذة ولدت قوية و ناجحة هي (بوابة الجمهورية الثانية) .

*الكاتب خبير في الشئون البرلمانية ومدير تحرير جريدة الأهرام

*المقالات تعتبر عن آراء كتابها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى