11 مليار دولار استثمارات مباشرة ثمرة البنية التحتية في المنطقة الاقتصادية
شدد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بتصريحات تليفزيونية خلال افتتاح مستودع موانئ دبي العالمية مصر للخدمات اللوجستية، وذلك في ختام جولته الميدانية بمنطقة السخنة المتكاملة بمحافظة السويس، على أهمية الشراكة مع القطاع الخاص، ولا سيما الشركات العالمية، بهدف تطوير الخدمات اللوجستية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
جاء ذلك عقب انتهاء زيارته لمحافظة السويس، والتي شملت تفقد وافتتاح عدد من المشروعات التنموية والخدمية. واستهل رئيس الوزراء حديثه بترحيبه بالحضور في ختام جولة ميدانية طويلة بالمحافظة، معربًا عن فخره بوجوده في محافظة السويس للاحتفال معًا بالعيد القومي لها. ونقل تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى كل أهالي المحافظة الباسلة، موضحًا أن زيارة اليوم تزامنت مع موعد العيد القومي للمحافظة في الرابع والعشرين من أكتوبر، كما أشاد بوجود الرئيس السيسي في احتفالية مصر وطن السلام التي تعد جزءًا من احتفالات نصر أكتوبر المجيد.
وأضاف أن اليوم شرف برفقة عدد كبير من الوزراء، حيث شمل الجزء الأول من الزيارة مدينة السويس بحضور وزراء الصحة والتعليم العالي والتنمية المحلية والبترول. بينما تم الجزء الثاني في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بحضور وزراء الصناعة والنقل وقطاع الأعمال العام، بالإضافة إلى سفير دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، وكل ذلك تحت ضيافة محافظ السويس.
وتطرق رئيس الوزراء إلى الجزء الأول من الزيارة بمدينة السويس، والذي تضمن تفقد أربع نقاط مهمة. الأولى كانت شركة مصر للبترول، حيث تم افتتاح مشروع كبير يضيف لطاقات مصر الإنتاجية في منتجات البترول، ويعزز الاعتماد على المكون المحلي بدلاً من الاستيراد.
ثم انتقل الوفد لزيارة مستشفى صحة المرأة والطفل، حيث طالب رئيس الوزراء جميع المواطنين بالإطلاع على جودة المستشفى التي تم افتتاحها ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، والتي تعمل منذ سنة كاملة. وأكد أن جميع المحافظات التي دخلت ضمن هذه المنظومة يتلقى فيها المواطن أعلى مستوى من الخدمة بتكلفة رمزية تمامًا.
وأوضح أن الهدف هو الإسراع في تنفيذ المراحل التالية من هذه المنظومة الرائعة التي أطلقها الرئيس السيسي، بهدف توفير أعلى جودة من الخدمات الصحية لكل مواطن مصري. وأشار إلى أن الدولة مصممة على الإسراع في تنفيذها في كل ربوع مصر رغم المسافة الطويلة التي لا تزال أمامها.
كما أشار إلى زيارته المفاجئة لإحدى المدارس الابتدائية خارج برنامج الزيارة، مؤكدًا حرصه على مثل هذه الزيارات للاطمئنان على سير المنظومة التعليمية ومتابعة التطوير في التعليم قبل الجامعي.
واختتمت زيارة محافظة السويس بزيارة جامعة السويس الأهلية التي تفتح أبوابها لأول مرة هذا العام واستقبلت 1600 طالب جديد. وأجرى رئيس الوزراء حوارًا مع بعض الطلاب لمعرفة أسباب التحاقهم بهذه الجامعات، حيث كانت الإجابة أنها تقدم برامج حديثة تستشرف علوم المستقبل وتقدم منتجًا تعليميًا غير موجود في الجامعات التقليدية.
واستطرد مؤكدًا أنه منذ عشر سنوات كان في مصر 50 جامعة فقط، بينما أصبح اليوم يوجد 132 جامعة بعد إضافة 82 جامعة جديدة خلال عشر سنوات تحت قيادة الرئيس السيسي، سواء من خلال الدولة أو تمكين القطاع الخاص. واعتبر ذلك ردًا على ما يثار حول ملفي الصحة والتعليم، مؤكدًا أن الدولة تتحرك فيهما بخطى كبيرة وتستثمر فيهما استثمارات ضخمة تؤتي ثمارها على المدى الطويل من خلال خريجين يحصلون على أفضل برامج التعليم.
وانتقل رئيس الوزراء إلى الحديث عن الجزء الثاني من الزيارة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدًا حرصه على زيارتها بشكل دوري ليعلم جميع المصريين أن المخطط والرؤية السياسية للقيادة أصبحت حقيقة واقعة، وأن المنطقة تجني اليوم ثمار أعمال التنمية المختلفة والشاملة.
وأشار إلى أن الجميع كان يتساءل لعقود عن كيفية الاستفادة من قناة السويس كمحور ملاحي beyond مجرد رسوم العبور، وكان الحلم أن تصبح منطقة تنمية كبرى تجذب الآلاف من فرص العمل وتكون مستقبل مصر. وأعرب عن سعادته بما يراه من إنجازات تحققت على الأرض وفق الرؤية السياسية للرئيس السيسي.
ولفت إلى تصريح رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية الذي أكد أن ما تم إنجازه في البنية الأساسية في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة لم يحدث خلال الخمسين سنة السابقة.
وردًا على تساؤلات حول سبب إنفاق مئات المليارات على البنية الأساسية، أوضح رئيس الوزراء أن هذه البنية هي العنصر الجاذب للاستثمار، وبدونها لم تكن المنطقة الاقتصادية لتستطيع جذب استثمار خارجي مباشر بقيمة 11 مليار دولار في أكثر من 340 مشروعًا صناعيًا ولوجستيًا مثل المشروع العملاق الحالي.
وأشار إلى أن هذه المشروعات توفر أكثر من 80 ألف فرصة عمل وهو رقم في تزايد، موضحًا أن عدد المصانع في المنطقة الاقتصادية قفز من 43 مصنعًا منذ ثلاث سنوات ونصف إلى حوالي 180 مصنعًا حالياً، بالإضافة إلى 120 مصنعًا آخر قيد الإنشاء، مع استمرار تلقى طلبات جديدة. وأكد أن المنطقة تشهد إقبالاً شديدًا من المستثمرين العالميين والوطنيين لإنشاء مصانع ومشروعات تنموية على هذه البقعة الغالية من مصر التي طالما حلمنا أن تصبح منطقة لوجستية عالمية.
وأكد أن تطوير الموانئ مثل ميناء السخنة، وتوسعة أطوال الأرصفة، وتطوير شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي والكهرباء والغاز، كل ذلك كلف الدولة عشرات المليارات، ولكن هذا هو بناء الدولة الحقيقي، وهكذا تقوم الدول، وبدون هذا الإنفاق الكبير على البنية الأساسية، لم تكن لتجذب المجموعات والشركات العالمية للتنافس على إنشاء المصانع هنا.
ولفت إلى أن افتتاح المصانع بمشاركة شركاء أجانب لا يهدف فقط لجذب الاستثمارات، بل أيضًا لتوطين صناعات كنا نستوردها وندفع عليها عملة صعبة، فأصبحت تنتج محليًا، مما وفر فرص عمل للعمالة المصرية ووفر على الدولة الإنفاق بالدولار.
وتحدث عن شبكة القطارات المتطورة التي تربط الموانئ ببعضها، وأولها الشبكة الكهربائية السريعة التي تبدأ من ميناء السخنة إلى مطروح والحدود الغربية، مؤكدًا أن كل ذلك يأتي في إطار رؤية متكاملة للنهوض بالدولة. وأكد أن توفير فرص العمل ونمو الاقتصاد يحدث بهذه الطريقة، وبدون هذه الاستثمارات الحكومية، لم يكن ليتحقق شيء من هذا، ولم تكن مستهدفات النمو بنسب 5 و6 و7 و8% للمستقبل لتصبح واقعًا.
وأكد أن الدولة لم تنس البعد الاجتماعي، وتعمل على التحرك فيه من خلال التعليم والصحة، ولكنها تؤمن أنه بدون تنمية الموارد من خلال هذه المشروعات وزيادة الإنتاج والنمو الاقتصادي، لما استطاعت الإنفاق على الخدمات الاجتماعية التي يعود عائدها مباشرة على المواطن المصري.
واختتم رئيس الوزراء حديثه بتوجيه التحية والتقدير لجميع العاملين بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدًا حرصه على التواجد بشكل مستمر للاحتفال مع الشعب المصري بافتتاح المزيد من المصانع والمشروعات الإنتاجية في جميع محافظات مصر. وأشار إلى متابعته المستمرة مع نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل والمسؤولين لحجم النمو والإقبال على المناطق الصناعية في جميع المحافظات، والذي يشهد تزايدًا كبيرًا.
وأكد أن كل هذه الإنجازات لم تكن لتحقق لولا التوسع في البنية الأساسية الذي قامت به الدولة خلال الفترة الماضية. ووجه التحية والتهنئة لأبناء محافظة السويس الباسلة بمناسبة عيدهم القومي، داعيًا المولى عز وجل أن تحمل كل سنة مشروعات جديدة لجميع المواطنين في مصر، وأن تحمل كل الخير للوطن.
