fbpx
أخبار محلية

مثل هذه العناوين.. تغير حكومات: “مدير مدرسة” يتوفى في العيد.. وهو يعمل “كعامل بناء” لظروف المعيشة

كتب: فريد حمزة

مثل هذه الأخبار، تغير حكومات، هذه القصة شعار المرحلة، إهداء لكل مسؤول على كل المستويات في هذه البلد.

رحم الله الأستاذ محمد سليمان عبد الحميد ،مدير مدرسة قرية صفط الشرقية بمحافظة المنيا.

الذي توفي بأزمة قلبية إثر عمله الشاق، أثناء أجازة العيد، كعامل بناء باليومية لمواجهة ظروف الحياة القاسية.

كل الكلمات واللغات، لا تستطيع أن تجسد أو تعبر عن مدى جبروت المشهد.

ربنا يعين مصر والمصريين.

إننا ياسادة، لن نتمكن من دخول الجمهورية الثانية رسميا، بهذا الحال.

رحمك الله يا أستاذ محمد، وكم محمد سليمان في مصر، وتخفيه البيوت، وتحسبهم أغنياء من التعفف.

لو أن هناك تقدير للعلم والعلماء، يجب أن تكون هناك جنازة خاصة لهذا العالم الجليل المضحى، من أجل أبناءه وأسرته وكيانه، لكن جسده وسنه لم يستطيع مواجهة دراجات الحرارة القاسية وساعات العمل الطويلة، فانتهت حياته، ونحتسبه عنده الله شهيدا بكل المقاييس.

إنه مؤشر جديد لكل ما تقاسيه الطبقة المتوسطة بكل شرائحها، وبالتالى عامود المجتمع المصري، أى إنهياره فعليا.

صدق الرئيس السيسى، الذى تحرك أخيرا في مواجهة البنك الدولى، حينما رفض أى تعويم جديد، لأننا بالفعل نمس بالأمن القومى، والسلم الاجتماعي، وها هو أستاذ محمد سليمان وأمثاله كثيرون جدا، يعلنوها صراحة بطريقتهم الخاصة، وبالذات هذا السليمان.

ماذا ننتظر أسوء من ذلك؟

رحمك الله أستاذ محمد.. يجب أن يكون للدولة المصرية أي موقف

أعان الله مصر والمصريين.

لم يتوفي أستاذ محمد في بيته بين أسرته، خلال أجازته.. أو حتى في كنترول الثانوية العامة.. أو بين أوراقه وكتبه وعلى منصة كما هو في صورته الأشهر

الموزعة له مع عنوان وفاته الصادم.

لكنه توفي لعدم قدرة قلبه الضعيف، على العمل الشاق بين الأسمنت

والرمل والجبس وغيرها من مواد البناء، والخشب والحديد.

ولم يتوفى في مكتبه بين المعلمين والطلبة .. توفي في أجازة عيد الأضحى

بين عمال البناء والنجارين والحدادين والبناءين والمقاولين والشمس الحارقة

ودرجات الحرارة المرتفعة بالذات هذه الأيام.

وللأسف، رفع راية الاستسلام في أجواء لم يعتادها، وخرج لها مجبرا بسبب ظروف المعيشة القاسية أساسا.

وبعد ضربات التعويمات المتتالية والتضخم المتوحشة، التي تعقدت تماما حتى حصدت روح أستاذ محمد سليمان.

والله يعلم كم أستاذ محمد بيننا، ورحل بنفس الطريقة، ولا أحد يعرفهم.

رحمك الله ياأستاذ محمد، وصبر ذويك على رحيلك، وصبر عشرات الملايين من المصريين في نفس معاناتك تقريبا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى