fbpx
أخبار العالممعرفةمقالات

جميعهم لا يعرفون معنى حقوق الإنسان

كتبت_نهال مجدي

“لا أعرف معنى حقوق الإنسان التي يتحدثون عنها”، بهذه الكلمات تحديدًا بدأ الملا أمير خان متقي وزير خارجية حكومة طالبان عهد الحركة الجديد في حكم أفغانستان.
واليوم صرح القيادي بحركة “طالبان” المُلا نور الدين ترابي أنَّ الحركة ستنفذ عقوبات الإعدام وبَتْر الأيدي، لكنها قد لا تَفعل ذلك علانية، وبكل جرأة حذر العالم مِنَ الصِّدامِ مع حُكام أفغانستان الجُدُدْ.
وفي المقابل نجد تصريحات قادة العالم وبما فيهم أنطونيو جوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة تدور حول إعطاء طالبان فرصة ولكنهم غير متعجلين للاعتراف بها كقيادة جديدة لبلد مهتريء كأفغانستان. بل أن هناك من تمادى فى تفائله وأعلن عن ثقته أن طالبان ستتغير، ولكن بالطبع لم يشر إلى أي اتجاه سيكون هذا التغير. وفجأة غض الجميع الطرف عن قضايا النساء المهددة حياتهم بالفعل هناك، عن مئات الألاف الباحثين عن أي طريقة للإفلات من جحيم هذا النظام المتطرف. السبب ببساطة هو أن هناك مستفيد من هذا الوضع، أو لم يعد قادر على تغييره، أو على أقل تقدير لم يعد مستفيد من تغييره أو أن كلفة تغييره أصبحت باهظة. المهم أن هناك الكثير من الأسباب ليس من ضمنها على الإطلاق حقوق الإنسان.
وفى المقابل، نجد أنه فى بلد مثل مصر تحاول إدارته بذل قصارى جهدها لإنقاذ آلاف الأسرى من براثن الفقر والجهل والمرض، بعد أن أنقذ الدولة نفسها من السقوط فى أتون فوضي مستعرة لا تبقي ولا تذر، تتم معاقبته على عدم تجاوبه مع “المعايير الدولية لحقوق الإنسان” ويصبح هذا الملف حصان طروادة، تحاول عن طريقه التأثير على سياساته الداخلية وتوجيهه بشكل أو بآخر وإلا سيتم وصمه أمام المجتمع الدولي أنه بلد مستبد قمعي، ويتوجب عقابه وتحرير شعبه على الطريقة التي حررت بها شعوب اليمن وسوريا والعراق ومن قبلهم أفغانسان وفيتنام. والقائمة لا تنتهي.
وبمتنهي حسن النية أود أن أسأل، أين كانت حقوق الإنسان فى سجن أبو غريب ومعتقل جوانتانمو؟ أين حقوق الإنسان العراقي فيما نُهب من ثرواته وبتروله وأثاره التى وزعت على متاحف العالم؟ أين حقوق ملايين الأطفال اليمنيين الذين يموتون جوعًا سنويًا؟ أين حقوق الإنسان فى أفقر الدول الإفريقية المنهوبة ثرواته؟ أين حقوق الإنسان حول العالم الذي عاني ويعاني، وستزيد معاناته بسبب الاحتباس الحراري الذى تسببت به الدول الصناعية الكبرى، والتي ترفض إلى الأن أن تساهم بما يكفي للحد من هذه الظاهرة التي تهدد الكوكب بأسره؟
لم أعد أفهم أيضا معني”حقوق الإنسان” الذي يقصدونها. فما أراه يحدث الآن هو الحفاظ بمنتهى الجدية على المصالح السياسية والاقتصادية للدول وفقط.
الأمر بالنسبة أصبح يشبه الي حد كبير تبريرات جماعات مثل الإخوان المسلمين، والحملات الصليبية، وحتي الحركة الصهيونية، فتلك الجماعات توارت خلف ستار الدين لتحقق مصالحها، بينما فى العالم الذي يدعي التحضر تتوارى المصالح خلف ستار أكثر مدنية وهي قيم إنسانية مثل: العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان.
فلا تقلق يا سيد أمير خان، فجميعهم لا يفهم معني حقوق الإنسان التي يتحدثون عنها!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى