أخبار العالمالأخبار

الشرع يعيد رفات “إيلي كوهين” إلى إسرائيل

متابعة: رحمه حمدى

ذكرت وكالة “رويترز” أن الإمارات العربية المتحدة أنشأت قناة خلفية، خلال هذا الشهر، للمحادثات بين إسرائيل وسوريا، شملت جهودًا لبناء الثقة بين الجانبين. وكانت هناك أيضًا قنوات غير مباشرة أخرى للمحادثات، وفقًا لشخصين مطلعين على الأمر.

خلال المحادثات، وافقت سوريا على إجراءات تشمل إعادة رفات كوهين، بالإضافة إلى ثلاثة جنود إسرائيليين قُتلوا أثناء قتالهم القوات السورية في لبنان أوائل الثمانينيات، وفقًا لما ذكره مصدر مطلع على تلك المحادثات. وأعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي إعادة رفات أحد هؤلاء الجنود، زفي فيلدمان.

وأضاف المصدر أن إعادة أرشيف كوهين جاءت في سياق تلك التدابير لبناء الثقة، وتمت بموافقة مباشرة من الشرع. وفي الأسبوع الماضي، عقد ترامب اجتماعًا مفاجئًا مع الشرع في المملكة العربية السعودية، حيث حثه على تطبيع العلاقات مع إسرائيل وأعلن أنه سيرفع العقوبات عن سوريا. وقال مسؤولون سوريون إنهم يريدون السلام مع كل الدول في المنطقة، وأكد الشرع هذا الشهر أن دمشق أجرت محادثات غير مباشرة مع إسرائيل عبر الدول التي تربطها علاقات بها من أجل تهدئة الوضع.

تقول مصادر لـ “رويترز”، إن هذه البادرة السورية تهدف إلى خفض التوترات ودرء الهجمات الإسرائيلية. لأنها تعلم أن إيلي كوهين أسطورة ورمز وطني لإسرائيل.

وأوضحت ثلاثة مصادر لـ “رويترز” إن القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات الجاسوس إيلي كوهين الذي توفي منذ فترة طويلة لإسرائيل في محاولة لتخفيف العداء الإسرائيلي وإظهار حسن النية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأعلنت إسرائيل الأحد استعادتها مجموعة من الوثائق والصور والممتلكات الشخصية المتعلقة بكوهين، قائلة إن جهاز التجسس الموساد عمل مع وكالة استخبارات أجنبية لم تسمها لتأمين المواد. لكن مصدرًا أمنيًا سوريًا ومستشارًا للرئيس السوري أحمد الشرع وشخصًا مطلعًا على المحادثات الخلفية بين البلدين قالوا إن أرشيف المواد عُرض في الواقع على إسرائيل كبادرة غير مباشرة من الشرع في سعيه إلى تهدئة التوترات وبناء ثقة ترامب.

ولا يزال كوهين، الذي أعدم عام 1965 في ساحة بوسط مدينة دمشق بعد تسلله إلى النخبة السياسية السورية، يعتبر بطلاً في إسرائيل وأشهر جاسوس للموساد لكشفه أسرارًا عسكرية ساعدت في تحقيق نصرها السريع في حرب عام 1967.

ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كوهين، الأحد، بأنه أسطورة و”أعظم عميل استخبارات في تاريخ الدولة”. وفي حين سعت إسرائيل منذ فترة طويلة إلى استعادة جثته لإعادة دفنها في إسرائيل، أشاد الموساد بعودة أرشيفه الذي احتفظت به المخابرات السورية لمدة 60 عامًا باعتبارها “إنجازًا من أعلى المستويات الأخلاقية”.

ولم تكشف إسرائيل علنًا عن كيفية حصولها على الأرشيف، وقالت فقط إنه كان نتيجة “عملية سرية ومعقدة نفذها الموساد، بالتعاون مع جهاز استخبارات أجنبي حليف”.

ولم يستجب مكتب نتنياهو والمسؤولون السوريون والبيت الأبيض على الفور لطلبات التعليق لـ “رويترز” أو أي مواقع إخبارية على دور سوريا في استعادة إسرائيل لأرشيف كوهين. وبعد أن أطاح المتمردون بقيادة الشرع فجأة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر، منهين بذلك حكم عائلته الذي استمر 54 عامًا، عثروا على ملف كوهين في مبنى لأمن الدولة، وفقًا لمصدر أمني سوري.

وأضاف المصدر أن الشرع ومستشاريه الأجانب قرروا سريعًا استخدام هذه المواد كوسيلة ضغط. وقال المصدر الأمني السوري إن الشرع أدرك أن أرشيف كوهين مهم بالنسبة للإسرائيليين وأن إعادته قد تشكل لفتة دبلوماسية مهمة. ويعد إنهاء الهجمات الإسرائيلية على سوريا وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى أمرًا حيويًا بالنسبة للشرع وهو يسعى إلى إحياء بلاده الممزقة بعد 14 عامًا من الحرب الأهلية.

تعتبر إسرائيل الشرع وعناصره السابقين من المتمردين، الذين شكلوا فصيل القاعدة في سوريا، جهاديين غير قابلين للإصلاح. وقد توغلت القوات الإسرائيلية في مناطق حدودية العام الماضي، وقصفت أهدافًا بشكل متكرر دعمًا للأقلية الدرزية في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى