“يسبب التوحد”.. ترامب يحذر النساء الحوامل من دواء “الباراسيتامول

حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النساء الحوامل من تناول دواء الباراسيتامول، معتبراً أنه قد يكون مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بالتوحد.
وقال ترامب خلال فعالية أقيمت في البيت الأبيض حول التوحد: “لا تتناولنه!” في إشارة إلى الباراسيتامول، وهو دواء واسع الاستخدام لتسكين الألم وخفض الحرارة.
وربط الرئيس الأمريكي بين تناوله أثناء الحمل وبين زيادة محتملة في خطر إصابة الأطفال بالتوحد، مدعياً أن تناول الباراسيتامول، المكون الرئيسي في “تايلينول”، والمعروف أيضاً في الولايات المتحدة باسم أسيتامينوفين، “غير مفيد”، وأنه ينبغي على النساء الحوامل تناوله فقط في حالات الحمى الشديدة.
من جانبه، قال رئيس إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الدكتور مارتي ماكاري: “لمدة طويلة، شاهدنا انتشار وباء التوحد دون التوصل إلى إجابات جيدة.. وجدنا ارتباط بين مادة تايلينول واضطرابات مثل فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد”.
وأعلن أن “هناك علاجاً للتوحد اسمه ليوكوفورين، والذي أظهر تحسناً لدى ثلثي الأطفال الذين تناولوه”، مبيناً أن “هذا يحدث بسبب نقص حمض الفوليك في دماغ الطفل مما قد يؤدي إلى الإصابة بالتوحد”.
وفي السياق نفسه، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية موافقتها على استخدام حمض الفولينيك لمعالجة بعض أشكال التوحد، ووصفت هذه الخطوة بأنها واعدة لكنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من الأبحاث، وفق ما أشار إليه خبراء في المجال.
وأوضحت وزارة الصحة الأمريكية أن حمض الفولينيك “علاج واعد” لكنه “لا يشفي من التوحد”، وإنما قد يساعد في تحسين القدرة على الكلام لدى بعض المصابين بالمرض.
من جانبها، شددت منظمة الصحة العالمية، على أنه لا صلة مؤكدة بين الباراسيتامول والتوحد، وعلى أن اللقاحات لا تسبب هذا الاضطراب، على عكس ما يراه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وصرح الناطق باسم المنظمة طارق جاساريفيتش، خلال مؤتمر صحافي دوري، رداً على سؤال حول تصريحات الرئيس الأمريكي، بأن “بعض الدراسات القائمة على الملاحظة أشارت إلى وجود ارتباط محتمل بين التعرض للباراسيتامول قبل الولادة والتوحد، لكن الأدلة لا تزال غير متسقة”.
وأضاف: “لم تثبت العديد من الدراسات وجود مثل هذه العلاقة”، داعياً إلى “الحذر قبل الاستنتاج بوجود علاقة سببية” بين الباراسيتامول والتوحد.
وأشار إلى أنه يُنصح باستخدام الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين، الموجود في أدوية مثل دوليبرين ودافالغان وتايلينول (في الولايات المتحدة وكندا)، للنساء الحوامل لعلاج الألم أو الحمى.
أما الأدوية الأخرى مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين فهي ممنوعة، لا سيما في الفترات المتأخرة من الحمل.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 62 مليون شخص يعانون من اضطراب طيف التوحد في مختلف أنحاء العالم، ما يستدعي مضاعفة الجهود لفهم أسبابه.