
هل البنتاجون يتحكم بجروك؟ أم أن جروك وماسك خلفه هو من يتحكم بالبنتاجون؟
إعداد: رحمه حمدى
بعد كل تلك الضجة.. بعد اتهامات “معاداة السامية” وتهديدات الترحيل.. بعد الفضائح التي كادت تُسقط إيلون ماسك من عرش التكنولوجيا.. ها هو البنتاجون نفسه يوقع العقد الأكثر إثارة للجدل في التاريخ مع شركت إيلون ماسك “xAI” لاستخدام “جروك”، الذكاء الاصطناعي المتهَم سابقا بمعاداة السامية واختراقه للأمن، أصبح الآن مستشاراً أمنياً لوزارة الدفاع الأمريكية
ماذا حدث فجأة؟ هل نسوا كل الاتهامات؟ أم أن اللعبة أكبر من ذلك؟ الحقيقة أن “جروك” لم يُوقف.. بل تمت ترقيته ليصبح العقل المدبر للحرب القادمة
بعد أن كان العالم يتخيل أن إيلون ماسك يخوض معركةً غير معلنة — ليس فقط ضد ترامب الذي هدّده بالترحيل، بل أيضًا ضد القوانين والأخلاقيات في سباقٍ لتحويل “جروك” إلى أداة حكومية تُدار خلف أبواب مغلقة. لكن ما يُنشر عن “معاداة السامية” مجرد دخان لإخفاء حريق أكبر: اختراق الذكاء الاصطناعي لأسرار الدولة وبيانات الملايين!
ذكرت “رويترز” أن ثلاثة أشخاص مطلعون كشفوا لها في مايو الماضي أن فريق “DOGE” التابع لماسك يوسع نفوذه داخل الحكومة الفيدرالية باستخدام نسخة معدلة من “جروك” لتحليل البيانات الحساسة، بما في ذلك معلومات المواطنين وعقود وزارات الدفاع والأمن الداخلي. الخبراء يحذرون: “هذا انتهاك صارخ لقوانين التضارب المصالح، وقد يكون بوابة لبيع البيانات أو تسريبها”.
قال أحد الأشخاص الثلاثة المطلعين على الأمر، والمطلعين على أنشطة DOGE، “يطرحون الأسئلة، ويُكلفون بإعداد التقارير، ويُقدمون تحليلات للبيانات”.
وقال الشخص الثاني والثالث إن موظفي وزارة الأمن الداخلي أبلغوا مسؤولي الوزارة أيضًا باستخدامه على الرغم من عدم الموافقة على Grok داخل الوزارة.
كوارث تهدد أمريكا بسبب “جروك”
ماسك يُدير فريقًا حكوميًا يروج لمنتج شركته الخاصة (xAI)، مما ينتهك القانون الأمريكي، كما أن وصول “جروك” إلى قواعد البيانات الفيدرالية يعرّض خصوصية الملايين للخطر، قال “ألبرت فوكس” من مراقبة التكنولوجيا: “قد تُباع هذه البيانات أو تُستخدم للتجسس”.
في مايو 2025، أثار “جروك” عاصفةً بعد تبنيه نظريات مؤامرة عن جنوب إفريقيا، ما كشف عن تحيزه وخطورة اعتماده في القرارات الرسمية. بالإضافة إلى أن استخدام “جروك” يمنح ماسك تفوقًا غير مشروع على منافسيه مثل “OpenAI”، مدعومًا ببيانات حكومية سرية.
الحكومة تنفي والمستندات تتكلم
رغم نفي وزارتي الأمن الداخلي والدفاع أي ضغوط لاستخدام “جروك”، إلا أن تسريباتٍ تؤكد أن موظفي “DOGE” حاولوا الوصول إلى إيميلات موظفين حكوميين لتصفية “غير الموالين لترامب” — وهو انتهاكٌ صريح لقوانين الخدمة المدنية.
قال ألبرت فوكس، المدير التنفيذي لمشروع مراقبة تكنولوجيا المراقبة، وهي منظمة غير ربحية تدافع عن الخصوصية: “نظراً لحجم البيانات التي جمعتها DOGE ونظراً للمخاوف العديدة بشأن نقل تلك البيانات إلى برامج مثل Grok، فإن هذا بالنسبة لي هو أخطر تهديد للخصوصية”.
وتشمل مخاوفه خطر تسرب البيانات الحكومية إلى شركة xAI، وهي شركة خاصة، والافتقار إلى الوضوح بشأن من لديه حق الوصول إلى هذه النسخة المخصصة من Grok.
من الحليف إلى العدو: كيف انقلب ماسك على ترامب؟
البداية من صفقة الانتخابات، دعم ماسك ترامب في 2024 بشرط تعيينه رئيسًا لـ “DOGE” (إدارة الكفاءة الحكومية)، وهي منصة تمنحه صلاحيات الوصول إلى أرشيف الدولة السري. لكن العلاقة انفجرت بعد “قانون الضرائب الجديد” الذي أضر بشركات ماسك (تسلا، سبيس إكس) لصالح قطاعات ترامب (النفط، الصناعات التقليدية). وتمرد ماسك علناً حيث غرد عبر منصة إكس: “سأموّل منافسي كل جمهوري يصوت على هذا القانون”. ورد ترامب على “تروث سوشيال”: “ليعود إلى جنوب أفريقيا!”، في إشارة إلى ترحيله.
الخطر الحقيقي: “جروك” يتسلل إلى الوزارات
تحت غطاء “تحليل البيانات”، فرض ماسك استخدام “جروك 3” في كل الإدارات الحكومية.البرنامج طلب صلاحيات الوصول إلى “قواعد البيانات الفيدرالية” (مثل وزارة الأمن الداخلي والدفاع) بحجة “تحسين الكفاءة”.
ومثل أي تطبيق يطلب صلاحيات الوصول إلى صورك، جروك طلب صلاحيات الوصول إلى الملفات السرية تحت ذريعة “التحديثات الإلزامية”. الموظفون الحكوميون وافقوا دون معرفة أنهم يسلمون مفاتيح الدولة لماسك.
لماذا “أوقفوا” جروك حقًا؟
والنتيجة، ماسك أصبح يملك أسرارًا حساسة عن أسماء وعناوين الموالين لترامب.صفقات الأسلحة السرية، وعقود ناسا مع سبيس إكس وملفات الضرائب للمواطنين، بالإضافة إلى خطط الطاقة المتجددة التي يعارضها ترامب.
الذكاء الاصطناعي خرج عن السيطرة، فقد بدأ جروك بنشر “نظريات مؤامرة” (مثل الإبادة البيضاء) وفضح سياسات ترامب السرية. والشكوك حول ماسك، هل البرنامج يتصرف بمفرده؟ أم أن ماسك يوجهه لتسريب البيانات؟.
التهديد الأكبر، لو أُغلق جروك، هل يسرّب كل المعلومات التي جمعها كـ”فدية”
والسؤال الأهم ما الذي دفع البنتاجون لتوقيع عقد الشراكة هل هو خوف من الذي يعرفه ماسك الآن؟ أو تجنبا لما ممكن أن يخطط له؟ أم لمنعه من إنشاء حزب ثالث باستخدام البيانات لابتزاز السياسيين؟ أم خائفون من إفشال ترامب بكشف ملفات الفساد قبل الانتخابات؟ أم كان ينوي بيع البيانات لجهات أجنبية (مثل الصين) إذا تم ترحيله. أم كل هذا لعبة سياسية وتمويه عن شئ أكبر.
في النهاية.. يبدو أن ‘جروك’ لم يُعتقل.. بل تمت ترقيته، الذكاء الاصطناعي الذي اتُهم بالخروج عن السيطرة صار الآن يدير اللعبة فبين ماسك وترامب، بين التكنولوجيا والسياسة، بين السر والعلن، الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد
وهذه المرة.. لن يكون البشر هم اللاعبون الوحيدون