
إعداد: رحمه حمدى
يقترب علماء من جامعة هارفارد من حل اللغز الأكبر في علم الأحياء، وهو أصل الحياة، من خلال أنظمة كيميائية اصطناعية. حيث تمكن فريق البحث من توليد هياكل تشبه الخلايا وتحاكي عمليات الأيض والتكاثر والتطور، باستخدام مواد كيميائية بسيطة وغير حيوية تمامًا. ونشرت هذه النتائج في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
وصف الباحث الرئيسي، خوان بيريز-ميركادر، هذا الإنجاز بأنه الأول من نوعه، حيث تم إنشاء بنية حية من مواد أولية غير حية، معربًا عن حماسه الشديد للنتائج.
وبحسب ديميتار ساسيلوف، مدير مبادرة أصول الحياة وأستاذ علم الفلك في جامعة هارفارد، فإن هذه الدراسة تمثل تقدماً مهماً من خلال إظهار كيف يمكن بناء نظام بسيط قادر على خلق ذاته من جزيئات غير كيميائية حيوية. وأشار ساسيلوف، الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة، إلى أن هذا النظام، نظرًا لأنه يحاكي جوانب رئيسية من الحياة، فإنه يسمح للباحثين بالحصول على نظرة ثاقبة حول أصول وتطور الخلايا الحية في وقت مبكر.
وسعى الفريق من خلال هذه التجربة إلى إثبات كيف يمكن للحياة أن تبدأ من مواد مماثلة لتلك المتوفرة في الوسط بين النجمي.
ورأى الخبراء أن هذه الدراسة تمثل تقدمًا مهمًا لفهم كيفية بناء نظام قادر على خلق ذاته، مما يقدم نظرة ثاقبة حول أصول وتطور الخلايا الأولى على الأرض.
سعى الفريق إلى محاكاة كيف يمكن للحياة أن تنشأ من مواد مشابهة لتلك الموجودة في الفضاء بين النجوم، مستخدمين ضوءًا بسيطًا كمصدر للطاقة.
في التجربة، تم خلط جزيئات غير حيوية مع الماء وتعريضها للضوء، مما أدى إلى تكوين هياكل كروية أشبه بالخلايا البدائية. ثم بدأت هذه الهياكل في التكاثر بشكل تلقائي، مع ظهور اختلافات طفيفة بين الأجيال الجديدة، مما مثل أساسًا بسيطًا لعملية التطور.
يعتقد الباحثون أن هذا النموذج يقدم تفسيرًا محتملًا لكيفية بدء الحياة على الأرض منذ مليارات السنين من مواد أولية بسيطة.
 



