مقالات

محمد الزغبي يكتب: قافلة صمود أم قافلة حرب إعلامية؟

في الوقت الذي تبذل فيه الدولة المصرية جهودًا جبارة لحماية أمنها القومي، وإحلال الاستقرار في منطقة تتقاذفها رياح الفوضى والمصالح المتضاربة، يطل علينا البعض بما يُسمى “قافلة صمود” – عنوان رنان يحمل في طياته تساؤلات مشروعة: هل نحن بصدد دعم حقيقي لقضية عادلة، أم مجرد غطاء لتحركات مشبوهة تسعى لإحراج الدولة المصرية أمام العالم وتشويه صورتها إقليميًا ودوليًا؟

إن الدولة المصرية لم تكن يومًا ضد دعم القضايا الإنسانية أو الوقوف بجانب الشعوب المظلومة، بل كانت وستظل الداعم الأول للقضية الفلسطينية، وقد قدمت في سبيل ذلك أرواحًا وموارد ومواقف ثابتة لا تتغير بتغير الظروف، لكن أن يتم استغلال هذا الموقف النبيل في قوافل تحمل أجندات خفية، تتنكر تحت عباءة التضامن لتنفذ مخططًا إعلاميًا مكشوفًا هدفه إثارة البلبلة وضرب مؤسسات الدولة، فهنا نقولها بوضوح: كلا وألف كلا.

من يظن أنه قادر على أن يزايد على مواقف مصر، أو يُملي عليها ما تفعل، أو يبتزها تحت ضغط الرأي العام المصطنع، فهو واهم.. الأمن القومي المصري خط أحمر، ومؤسسات الدولة قادرة تمامًا على التمييز بين الدعم الصادق، والدعم المسموم المغلف بالشعارات.
نعم، نقف مع الشعب الفلسطيني في كفاحه، لكن لا نقبل أن تُستغل حدودنا أو تُستخدم أراضينا ساحة لتمرير رسائل ضد الدولة أو أدوات ضغط سياسي بتمويل خارجي.
أي تحرك يتجاوز التنسيق مع الجهات المعنية في الدولة، سواء باسم “قوافل” أو “مبادرات” أو غيره، لا يُعد عملًا تضامنيًا، بل محاولة اختراق مرفوضة تحت ستار الإنسانية.

مصر دولة مؤسسات، ولا تتحرك تحت الضغط، ولن تضع أمنها القومي للمزايدة. ومن يتوهم أن بإمكانه إحراج مصر عبر مشاهد مصورة أو شعارات مرتبة بعناية في دهاليز الإعلام الموجه، فعليه أن يعيد حساباته.

في النهاية، نقولها بكل حسم: قافلتكم لن تمر، ومخططاتكم لن تنجح، ومصر ستبقى عصية على الابتزاز، منيعة أمام الفوضى، وحصنًا لا يُخترق بإذن الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى