fbpx
مقالات

“معجنة” القرن الإفريقي

كتب: محمد ماهر

ترددت كثيرًا قبل أن أطلق على ما يحدث في منطقة القرن الأفريقي “معجنة” لأننا مؤسستنا الصحفية تعاهدنا على احترام القارئ ومخاطبة العقل الواعي، لكن بحثت كثيرًا ولم أرَ أفضل من هذه الكلمة، وهي بالفعل كلمة عربية فصحى (مِعْجَنَة).

لا بد أن أذكر وأذكرك عزيزي القارئ بكلمات الرئيس السيسي حينما قال ” “لا أحد يستطيع أن يأخذ قطرة ماء من مياه مصر، ومن يريد أن يحاول فليحاول وستكون هناك حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد”.

باختصار، تقع منطقة القرن الأفريقي في حالة من الفوضى، حيث يسكنها قبائل وعرقيات مختلفة، لذلك يمكننا أن نقول إن معظم تلك العرقيات بدأوا يتورطون في نوع من القتال مع عرقية أخرى أو أكثر، وأصبحت كل الأمور متشابكة خاصة بعد قطع طريق وسكة حديد أديس أباب-جيبوتي، لذلك آثرت أن أطلق عليها “معجنة”.

بحسب تقرير OCHA مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تورط الجيش الإريتري مع الجيش الإثيوبي لإنهاء النزاع الدائر بين التيغراي وحكومة أبي أحمد والمستمر منذ نهاية عام 2020، وارتكب الجيشان جرائم حرب ضد عرقية تيغراي. وتشير التقديرات إلى أن الآلاف لقوا مصرعهم، ونزح نحو 1.7 مليون، ويعيش مئات الآلاف الآخرين في مجاعة. ومؤخرًا قرر جيش تحرير أورومو OLA وحركة تحرير شعب بني شنقول BPLM وهما من منطقتين وعرقيتين مختلفتين الانضمام إلى القتال من أجل الاستقلال.

والآن، حتى لو انسحبت القوات الإريترية، بعد قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الأخير بالإجماع، فلن يتم حل نزاع تيغراي (الذي أصبح الآن حرب عصابات) ولا النزاعات المسلحة الأخرى التي اندلعت على أساس عرقي بسرعة. حيث أعلن المشرعون الإثيوبيون جبهة تحرير شعب تيغراي (TPLF) وOLA (جيش تحرير أورومو) منظمتين إرهابيتين، مما يجعل من الصعب إيقاف العنف العرق.

وأفادت لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية، التي عينتها الدولة في أبريل الماضي، بأن جماعة مسلحة سيطرت على مقاطعة في غرب إثيوبيا، مستشهدة بتقارير عن مقتل مدنيين وخطف موظفين عموميين. وقالت اللجنة إنها تلقت تقارير تفيد بأن سيدال وريدا، في منطقة كاماشي بإقليم بني شنقول-جوموز الغربية، كانت “تحت السيطرة الكاملة تقريبًا لجماعة مسلحة اعتبارًا من 19 أبريل”. ولم تذكر الجماعة المسلحة التي كانت تشير إليها.

صراع آخر ينشأ مع عفار (القبائل المسلمة)

ومما زاد الطين بلة، ما حدث في المنطقة الصومالية الإثيوبية، حيث أغلق شبانا غاضبون من هجوم للميليشيات على منطقتهم طريقا حيويا للتجارة والسكك الحديدية يربط العاصمة الحبيسة أديس أبابا بميناء جيبوتي البحري وهو شريان الحياة الرئيسي في أثيوبيا.

ينقل الطريق والسكة الحديد حوالي 95 ٪ من الواردات إلى أثيوبيا الحبيسة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 110 مليون شخص، وفقًا لدراسة أجراها مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في عام 2018 – يونيكتاد.

قالت الحكومة المحلية في المنطقة الصومالية الإثيوبية إن ميليشيات من منطقة عفار المجاورة هاجمت ونهبت بلدة في نزاع حدودي محلي زاد من التوترات الأوسع في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي.

وقال علي بيديل، المتحدث باسم حكومة المنطقة الصومالية، إن ميليشيا عفار “قتلت مئات المدنيين” في جيدامايتو، المعروفة أيضًا باسم غابريسا، وهي بلدة تقع وسط نزاع حدودي إقليمي طويل الأمد في شمال شرق إثيوبيا. تحاول إثيوبيا احتواء تصاعد العنف حيث تتنافس المناطق والجماعات العرقية على الاستقلال وأيضًا السيطرة على الموارد. 

أرجو أن تكون قد تفهمت عزيزي القارئ الآن لماذا أسميتها ب “المعجنة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى