Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقاريرسلايدر

من عائلة مسلمة إلى منصب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي من هى إيلا واوية خليفة أفيخاي أدرعي

هي ضابطة عسكرية تم تعيينها في عام 2025 في منصب الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية. ولدت هذه الضابطة في عام 1989، واشتهرت بشكل ملحوظ بسبب نشاطها الكبير وتفاعلها المستمر على منصات التواصل الاجتماعي، حيث دافعت باستمرار عن الرواية الإسرائيلية الرسمية.

حصلت إيلا واوية على العديد من الترقيات داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حتى وصلت إلى رتبة رائد. كما نالت عدداً من الأوسمة العسكرية، وكان أبرزها على الإطلاق وسام الخدمة المتميزة، الذي تسلمته من يد الرئيس الإسرائيلي السابق رؤوفين ريفلين في عام 2015.

النشأة والخلفية

ولدت إيلا واوية في 16 أكتوبر عام 1989، في مدينة قلنسوة الواقعة ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهي تنتمي إلى عائلة تعتنق الدين الإسلامي.

توفي والدها بعد إصابته بفيروس كورونا. وقد ذكرت إيلا أنها في سنوات صغرها كانت تتابع وسائل الإعلام العربية بشكل منتظم، وهو الأمر الذي أثار شغفها وحبها لمجال الإعلام.

وصفت إيلا واوية نفسها في إحدى المقابلات التلفزيونية بأنها كانت طفلة شقية وتمتلك روحاً متمردة، كما كانت تتمتع بفضول كبير دفعها لمعرفة كل شيء والتدخل في كل الأمور.

وتحدثت عن معنى اسمها، موضحة أن له معنيين رئيسيين: المعنى الأول هو اسم أيرلندي يعني ضوء القمر، أما المعنى الثاني فهو اسم عبري يعني الآلهة، وهو يحمل نفس المعنى في اللغة اليونانية. وأكدت أن هذا الاسم ليس اسمها الحقيقي الذي سجل في الوثائق الرسمية، بل هو اسم اختارته لنفسها واستخدمته بشكل علني. أما اسمها الأصلي الذي أطلقه عليها والداها فهو آلاء، وهما الشخصان الوحيدان اللذان ما زالا يناديانها بهذا الاسم حسب تصريحاتها.

الدراسة والمسار الأكاديمي

تلقت إيلا واوية تعليمها الأساسي في مراحله الابتدائية والإعدادية والثانوية داخل مدارس مدينة قلنسوة. بعد أن أنهت مرحلة الثانوية العامة، التحقت بأكاديمية نتانيا الأكاديمية، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في مجال الاتصالات، وتخرجت بمرتبة الشرف.

بعد ذلك، أكملت مسيرتها الأكاديمية وحصلت على درجة الماجستير في تخصص التسويق الحكومي والسياسي، أيضاً بمرتبة الشرف، من جامعة أريئيل رايخمان الواقعة في مدينة هرتسليا.

تتمتع إيلا واوية بإتقان ثلاث لغات هي: العبرية والعربية والإنجليزية. بالإضافة إلى ذلك، فهي تلعب لعبة الشطرنج بمهارة.

وعن توجهها الدراسي الأولي، قالت إيلا إنها في البداية درست مواد الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا، وكانت تطمح لدراسة الطب. ولكن مع مرور الوقت، تطور ميلها واهتمامها نحو مجالي الصحافة والإعلام.

في عام 2010، أسست إيلا واوية مشروعاً أسمته الحياة المشتركة. كان الهدف من هذا المشروع هو جمع الشباب من العرب واليهود معاً، وتشجيع التواصل بينهم لتعزيز مفاهيم التفاهم والتعايش بين الثقافتين العربية واليهودية.

كما دخلت مجال الإعلام بشكل عملي، حيث كتبت مقالات نشرت في موقع قلنسوة الإلكتروني. كما قدمت برنامجاً إذاعياً بعنوان بالعربي أحلى لمدة عامين كاملين عبر أثير إذاعة صوت نتانيا.

ونظمت حملة توعوية تهدف إلى مواجهة مشكلة إدمان الإنترنت، وقد حصلت بسبب هذه الحملة على منحة دراسية مقدمة من بنك هبوعليم.

التجربة العسكرية والخدمة في الجيش

انضمت إيلا واوية إلى الخدمة المدنية في إسرائيل عند بلوغها الثانية والعشرين من العمر في عام 2011، وأمضت فيها سنة واحدة. أدت خدمتها المدنية في مستشفى مئير الموجود في مدينة كفار سابا.

وبعد مرور عامين على ذلك، تطوعت للانضمام إلى الجيش الإسرائيلي، لتصبح بذلك أول جندية عربية من منطقة المثلث تخدم في صفوف هذا الجيش.

وعن سبب انضمامها إلى الجيش الإسرائيلي، قالت إن كون الشخص إسرائيلياً يعني في رأيها أن يرتدي الزي العسكري، لأن دولة إسرائيل في نظرها هي الجيش.

وأضافت أنه في بداية مسيرتها المهنية، حضرت جلسة لجنة كانت تناقش موضوع تجنيد الحريديم في الجيش، فطلبت الإذن للتحدث ووجهت كلامها للحضور قائلة: عيب عليكم، أنا مسلمة وأتمنى لو أستطيع التجنيد. وأكدت أن حلمها منذ طفولتها كان الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي.

لا تنظر واوية إلى دورها على أنه مجرد علاقات عامة، بل مهمة عملياتية بالغة الأهمية. وقد أكدت لوسائل إعلام إسرائيلية أن “ساحة الإعلام ساحة معركة. هذه حرب لا تقل صعوبة عن غيرها”.

أكدت واوية على أهمية عمل وحدتها في كشف حقيقة إسرائيل في مواجهة حملات الدعاية التي تشنها الجماعات الإرهابية. وتناولت تعليقاتها بشكل مباشر التكتيكات التي يستخدمها مقاتلوا حماس

“عندما ننظر اليوم إلى مجزرة السابع من أكتوبر، عندما غزت حماس إسرائيل، دخلوا بكاميراتهم بهدف تغيير الوعي وبناء دائرة من الكراهية. في النهاية، نأتي ونكشف حقيقتنا. نكشف ما يفعله الطرف الآخر ونعرض حقيقتنا، ونفعل ذلك بشجاعة. هذا مهم جدًا، وكما قلت، فهو لا يقل أهمية ولا أقل من معركة على الوعي وحقيقتنا”.

ونظراً للرفض العربي الواسع والقاسي لفكرة الخدمة العسكرية في إسرائيل، أحاطت إيلا واوية خدمتها العسكرية بسرية تامة، وأخفيت هذه الخدمة عن عائلتها وعن جميع محيطها الاجتماعي.

أكملت تدريبها العسكري الأساسي كجندية، ثم خدمت بعد ذلك في رتبة ضابط صف متخصص في الشؤون الإعلامية، ضمن قسم الاتصالات العربية التابع للواء المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، وكانت تحت القيادة المباشرة لأفيخاي أدرعي.

وفي عام 2015، منحها الرئيس الإسرائيلي في ذلك الوقت، رؤوفين ريفلين، وسام الخدمة المتميزة، بعد أن اجتازت بنجاح دورة ضباط في فرقة المشاة الأولى.

بعد ذلك، تم تعيينها في منصب نائبة رئيس قسم الاتصالات العربية في وحدة المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال ويأتي تعيينها عقب الإعلان عن مغادرة أفيخاي أدرعي، الذي أصبح من أشهر الوجوه الإسرائيلية في العالم العربي، بعد خدمة دامت 20 عامًا.

وفي عام 2018، حصلت على وسام الخدمة المتميزة مرة أخرى، من رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت، اللواء أهارون حاليفا.

وفي شهر سبتمبر من عام 2021، رقيت إلى رتبة رائد. ثم في الحادي عشر من نوفمبر لعام 2025، تولت منصب المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، خلفاً لأفيخاي أدرعي، الذي أنهى خدمته وتقاعد بعد عشرين عاماً من العمل.

حرب الوعي

في أواخر عام 2019، بدأت إيلا واوية نشاطاً مكثفاً على مواقع التواصل الاجتماعي، واستغلت هذه المنصات بشكل كبير لخدمة أهداف الجيش الإسرائيلي. كانت تنشر محتواها بشكل منتظم تحت اسم الكابتن إيلا، وركزت على نشر سلسلة من مقاطع الفيديو التي خصصت للجمهور العربي، وتناولت موضوعات تتعلق بإسرائيل والجيش الإسرائيلي.

تظهر إيلا في منصات التواصل الاجتماعي وهي ترتدي الزي العسكري الرسمي، وتستخدم اللغة العربية الفصحى بالإضافة إلى اللهجات العربية العامية بطلاقة ملحوظة. كما تستعين في بعض الأحيان بأمثال عربية شائعة، وبآيات من القرآن الكريم، وأحاديث من السنة النبوية.

تقوم بتقديم نفسها على أنها عربية مسلمة تخدم في الجيش الإسرائيلي، وتصرح بأنها تمثل نموذجاً لما تسميه التعايش والتسامح والخدمة الوطنية داخل إسرائيل.

يستهدف حضور “واوية” على مواقع التواصل الاجتماعي جمهورًا واسعًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وأشارت إلى أن منصاتها تُستخدم بذكاء، موضحةً: “على تيك توك، يُركز الجمهور على الضفة الغربية وغزة، وعلى إنستجرام، يُشارك فيه جمهور متنوع، من الغرب وإسرائيل والمجتمع العربي عمومًا، بما في ذلك اللبنانيون. الجمهور المستهدف هو الجمهور العربي في الشرق الأوسط”.

أشاد مناصرو تكامل العرب الإسرائيليين وظهورهم بشكل أكبر بهذا التعيين المحتمل. أعلن يوسف حداد، المدافع عن حقوق العرب الإسرائيليين، دعمه لترشيحها علنًا، مغرّدًا: “لا أحد أحقّ منها لتحل محل أفيخاي أدرعي في منصب المتحدث الرسمي باسم جيش الدفاع الإسرائيلي باللغة العربية . الكابتن إيلا، ضابطة مسلمة، ونائبة المتحدث الرسمي باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، وامرأة قوية، وجندية، ووطنية، تؤدي عملًا رائعًا من أجل الدولة في العالم العربي. آمل أن تدخل التاريخ وتحصل على هذا المنصب”.

أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أعقب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر 2023، برزت شخصية إيلا واوية بشكل لافت. وقامت بنشر مجموعة واسعة من مقاطع الفيديو الدعائية التي وجهت خصيصاً للجمهور العربي.

ركزت هذه المقاطع على تبرير الانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وعلى الدفاع عن إسرائيل وعن عملياتها العسكرية في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا، بالإضافة إلى الدفاع عن الضربات التي تستهدف إيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى