
إعداد: رحمه حمدى
يمثل الاتفاق الأخير في واشنطن بين أذربيجان وأرمينيا، والذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تطورا حاسما في الصراع الطويل الأمد بين البلدين. ومن أهم جوانب الاتفاق إطلاق مشروع ممر زانجيزور المقترح منذ فترة طويلة. ووفقا للاتفاق، ستمول الولايات المتحدة المشروع وتشرف عليه، مما يمنحها حقوقا على الممر لمدة تسعة وتسعين عاما.
من المقرر أن يكون ممر زانجيزور ممرا للنقل يسمح بالاتصال من البر الرئيسي لأذربيجان عبر مقاطعة سيونيك في أرمينيا إلى ناختشيفان، مما يعزز الترابط بين تركيا وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى، بالإضافة إلى الروابط القائمة عبر جورجيا.
ممر زانجيزور: حلم قديم يرى النور
ممر زانجيزور هو طريق نقل مصمم لربط البر الرئيسي لأذربيجان بجمهورية نخجوان ذات الحكم الذاتي التابعة لها، متجاوزًا مقاطعة سيونيك الأرمينية. يحظى هذا المشروع بدعم قوي من أذربيجان وتركيا، وهو مبادرة بنية تحتية رئيسية تهدف إلى تحسين الربط الإقليمي. ومع ذلك، كان هذا المشروع محل جدل كبير، حيث كانت تعارضه أرمينيا وإيران بشدة. ويتشابك الممر بشكل أكبر مع ديناميكيات جيوسياسية أوسع نطاقًا تشمل روسيا وجهات فاعلة عالمية أخرى. يستكشف هذا المقال تطويره المقترح، وأهميته الاقتصادية والاستراتيجية، وردود الفعل الدولية، وتداعياته الجيوسياسية الأوسع.
سيعبر الممر، بطول ثلاثة وأربعين كيلومترًا، منطقة سيونيك الأرمينية، ليشكل حلقة وصل حيوية بين هوراديز في أذربيجان ونخجوان. من جانب أذربيجان، سيُدمج الممر في شبكة الطرق السريعة والسكك الحديدية للنقل هوراديز-أغبند. من جانب تركيا، سيرتبط الممر بخط سكة حديد نخجوان-إغدير-كارس، مما يوفر طريقًا بريًا مباشرًا إلى الأناضول وما وراءها. وقد أحرزت أذربيجان بالفعل تقدمًا ملحوظًا في تطوير حصتها من البنية التحتية، من خلال بناء طرق سريعة وخطوط سكك حديدية حديثة تمتد إلى الحدود الأرمينية. ويتماشى المشروع استراتيجيًا مع جهود أذربيجان الأوسع لتعزيز طرق التجارة الإقليمية ودمج جيبها في الاقتصاد الوطني. في المقابل، لم تقم أرمينيا بأي جهود بناء ذات صلة، ولا تزال تعارض الممر.
يمثل إطلاق خط سكة حديد قارص إغدير أراليك ديلوكو خطوة حاسمة في تطوير ممر زانجيزور، مانحا تركيا وأذربيجان خط سكة حديد مباشر لأول مرة. بدعم من تمويل دولي بقيمة اثنين فاصل أربعة مليار يورو، سيوسع هذا الخط، الذي يبلغ طوله مئتين وأربعة وعشرين كيلومترا، سعة الشحن والركاب، مما يتيح تدفقات تجارية جديدة عبر أوراسيا.
ردًا على معارضة أرمينيا، كثّفت أذربيجان جهودها لإنشاء طريق عبور بديل عبر إيران، يُعرف عادةً باسم ممر أراس. تشمل هذه المبادرة إنشاء طرق وسكك حديدية جديدة تُسهّل النقل السلس بين البر الرئيسي لأذربيجان ونخجوان عبر الأراضي الإيرانية. وقد اكتسب المشروع زخمًا كبديل عملي لممر زانجيزور، حيث تعمل كل من أذربيجان وإيران على تطوير البنية التحتية لضمان اتصال سلس. يُؤكد تطوير ممر أراس عزم أذربيجان على تحقيق مرونة استراتيجية ومرونة اقتصادية في مواجهة التوترات الجيوسياسية المتفاقمة في المنطقة وما حولها. كما يُسلّط الضوء على صراع إقليمي أوسع لبناء طرق النقل والسيطرة عليها، والتي ستواصل تشكيل المشهد الاقتصادي والسياسي لجنوب القوقاز في المستقبل.
اتفاق واشنطن: منعطف تاريخي في الصراع الأذربيجاني الأرميني
يحمل ممر زانجيزور ثقلاً اقتصادياً واستراتيجياً كبيراً لمنطقة جنوب القوقاز وخارجها. يهدف المشروع إلى تعزيز تجارة أذربيجان مع تركيا وأوروبا من خلال تحسين البنية التحتية اللوجستية، وخفض تكاليف النقل، وتقصير وقت السفر بشكل كبير بين أذربيجان ونخجوان. من خلال تسهيل حركة البضائع بكفاءة أكبر، سيعزز الممر مكانة أذربيجان كمركز عبور، مما يساهم في جهودها الأوسع للتنويع الاقتصادي. سيشمل هذا التوسع قطاعات مثل الزراعة والتصنيع والخدمات اللوجستية، مما يقلل من اعتماد أذربيجان الحالي على صادرات الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، من شأن تحسين الربط البري أن يقلل الاعتماد على السفر الجوي بين باكو ونخجوان، مما ينتج عنه وفورات كبيرة في التكاليف ويدعم مبادرات التنمية الإقليمية.
خارج أذربيجان، من المتوقع أن يكون للممر آثار عميقة على الترابط الإقليمي. فهو حجر الزاوية في مبادرة الممر الأوسط، وهو طريق تجاري متزايد الأهمية يربط الصين وآسيا الوسطى وأوروبا. ويمثل الممر بديلاً أساسياً لطرق التجارة الشمالية، التي واجهت اضطرابات كبيرة بسبب التوترات الجيوسياسية، وخاصة الصراع الروسي الأوكراني.
عارضت أرمينيا بشدة هذا المشروع، مُشيرةً إلى مخاوف تتعلق بالسيادة والأمن القومي ومظالم تاريخية. ويُجادل القادة الأرمن بأن منح أذربيجان ممرًا خارج الإقليم عبر أراضيهم السيادية من شأنه أن يُقوّض السلامة الوطنية، ويُشكّل سابقةً قد تُهدد سيطرة أرمينيا على حدودها. وتتفاقم المشكلة بسبب المخاوف من أن يُسهّل هذا الممر ممارسة ضغوط عسكرية أو اقتصادية من جانب أذربيجان، لا سيما بالنظر إلى تاريخ الصراع بين البلدين. كما يُجادل المسؤولون الأرمن بأن وجود ممر تحت السيطرة الأذربيجانية قد يُقيّد وصول أرمينيا إلى طرق النقل والتجارة الحيوية التي تربطها بإيران والمحيط الهندي، مما قد يُقوّض استقرارها الاقتصادي ويُفاقم عزلة يريفان الجيوسياسية. وبدلًا من الاستجابة لمطالب أذربيجان المباشرة بإنشاء ممر، تُفضّل أرمينيا إعادة فتح طرق النقل التي تعود إلى الحقبة السوفيتية بموجب اتفاقيات مُعترف بها دوليًا كجزء من مبادرة مفترق طرق السلام. ويجادلون بأن هذا النهج من شأنه أن يُمكّن من الربط الإقليمي مع الحفاظ على سيادة أرمينيا، ويضمن أن تكون أي ترتيبات عبور قائمة على الاحترام المتبادل والأطر القانونية التي لا تُمسّ بالأمن القومي.
موطئ القدم المفقود: الولايات المتحدة تثبت وجودها في جنوب القوقاز
يعيد الإطار المعاد صياغته برعاية الولايات المتحدة تصور المشروع كأداة جيوسياسية. ولا يقتصر تأثير واشنطن على الممر على كونه مشروعا اقتصاديا فحسب، بل هو خطوة استراتيجية لكبح مبادرة الحزام والطريق الصينية، وإنهاء احتكار روسيا في جنوب القوقاز، وتقييد هامش المناورة الإقليمي لإيران.
في جوهرها، تتجاوز رعاية واشنطن لممر زانجيزور مجرد مسارات فولاذية وكابلات ألياف ضوئية. تمنح هذه الاتفاقية الولايات المتحدة حقوقا طويلة الأمد على شريط ضيق ولكنه حيوي من الأراضي الأرمنية، يمتد لأكثر من ثلاثين كيلومترا، مما يحولها إلى شريان متعدد الوسائط للتجارة والطاقة والبيانات.
هذا الممر، المحاط قانونيا بالسيادة الأرمنية، والمقيد سياسيا بالإشراف الأمريكي لما يقرب من قرن، يمنح واشنطن ما افتقرت إليه طويلا في جنوب القوقاز، وهو موطئ قدم راسخ. تسهم هذه الخطوة بذكاء في ملء الفراغ الذي خلفته مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا المنحلة، معيدة صياغة الوساطة كسياسة للبنية التحتية، ومهيئة الولايات المتحدة لموازنة النفوذين الروسي والإيراني. سارع المسؤولون الأمريكيون إلى تصوير المشروع على أنه مربح للطرفين من أجل الاستقرار والازدهار، لكن الحساب الأعمق واضح، وهو دمج أمريكا في النسيج الضام للمنطقة لإقصاء المنافسين وضمان نفوذها في الساحة الأوراسية الأوسع.
بالنسبة لأرمينيا، يعد ممر زانجيزور أكثر من مجرد شريط أرضي، بل هو خيار استراتيجي بين عزلة مستمرة وإعادة اندماج طال انتظاره في التجارة الإقليمية. يتيح الممر ليريفان فرصة نادرة لتعويض عيوبها الجغرافية من خلال فتح الوصول إلى أسواق متنوعة وخفض التكاليف الباهظة للتجارة البرية. ومع ذلك، تطرح هذه الفرصة سؤالا صعبا، وهو هل ستتعامل أرمينيا مع زانجيزور كشريان حياة وطني أم ستتركه يتفاقم ليصبح تذكيرا آخر بالفرص الضائعة. إن هشاشة اقتصاد أرمينيا، واعتمادها على التحويلات المالية، ومحدودية قاعدتها الصناعية، تجعل اتخاذ إجراء حاسم أكثر إلحاحا. ولن يتطلب النجاح تحسينات في البنية التحتية وإصلاحات جمركية فحسب، بل يتطلب أيضا إرادة سياسية لإعادة تقييم العلاقات مع الجيران.
مخاوف طهران: انتهاك السيادة وتقويض المكانة الإقليمية
في غضون ذلك، كانت ردود فعل إيران على الاتفاق سريعة. أعربت سلطات طهران عن قلقها من أن الممر المدعوم أمريكيا ينتهك سيادة إيران ومكانتها في المنطقة بتجاوزه الأراضي الإيرانية في خطط النقل، وأكدت اعتراضها الشديد على أي تدخل أمريكي من أي نوع. وقد عارض صناع القرار الإيرانيون منذ فترة أي اتفاقيات ممرات من شأنها أن تقلل من سيطرتهم على التواصل بين الشرق والغرب أو تعرض عزلة إيران عن القوقاز للخطر. وقد غذى توقع هيمنة أمريكية لمدة تسعة وتسعين عاما مخاوف إيران، مرسخا وجودا استراتيجيا مباشرا على طول حدودها الشمالية. وأكدت تصريحات السلطات الإيرانية على القلق من أن الممر قد يكون له أغراض أخرى غير التجارة، إذ قد يكون أداة جيوسياسية لاحتواء إيران.
ويخشى صانعو السياسات الإيرانيون من أن يُقطع الممرّ وصول إيران البري المباشر إلى أرمينيا، الشريك الاستراتيجي التاريخي والرابط الحيوي لتجارة طهران مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، الذي تُعد أرمينيا عضوًا فيه. ولن يُضعف هذا التطور حضور طهران في المنطقة فحسب، بل سيُقلّل أيضًا من قدرتها على العمل كوسيط رئيسي في الخدمات اللوجستية الإقليمية وتوزيع الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، تنظر إيران إلى الممر كوسيلة لتركيا لتوسيع نطاقها الجيوسياسي، مما يعزز نفوذ أنقرة في العالم التركي. ويزيد تعزيز مكانة أذربيجان من خلال هذا المشروع من تفاقم مخاوف طهران، إذ ترى في نفوذ باكو المتنامي تحديًا مباشرًا لدورها التاريخي كقوة مؤثرة في المنطقة. كما تشعر طهران بحذر شديد من تنامي القومية التركية، خشية أن يؤدي ذلك إلى تأجيج المشاعر الانفصالية بين الأقلية الأذربيجانية الكبيرة في إيران. وبالنظر إلى أن ما يُقدر بنحو 16% من إجمالي سكان إيران يُعرّفون أنفسهم على أنهم أذربيجانيون عرقيًا، فإن أي تحولات جوهرية في الجغرافيا السياسية الإقليمية قد يكون لها تداعيات محلية، مما قد يُغذي المطالب بمزيد من الحكم الذاتي أو حتى الحركات الانفصالية داخل حدود إيران. وردًا على هذه التهديدات المتصورة، سعت إيران بنشاط إلى موازنة المشروع من خلال تعزيز العلاقات مع أرمينيا والدعوة إلى طرق عبور بديلة تحافظ على نفوذها في التجارة والخدمات اللوجستية الإقليمية.
ترى طهران في ممر زانجيزور تهديدا جيوسياسيا. فمن خلال تجاوزه للأراضي الإيرانية، يضعف المشروع مكانة إيران كمركز عبور، ويحد من مكاسبها الاقتصادية، ويحد من نفوذها السياسي والأمني في المنطقة.
في سياق موسع للموقف الإيراني، وصف الرئيس مسعود بزشكيان، قبل سفره إلى أرمينيا، احتمال تورط شركات أمريكية بأنه مقلق، مؤكدا اعتراض إيران على أي وجود عسكري أو أمني أجنبي. وحذر علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الأعلى خامنئي، من أن الممر قد يتحول إلى ما وصفه بمقبرة لمرتزقة ترامب، بينما ذكرت صحيفة كيهان المتشددة أن الممر قد يتحول إلى قناة للتسلل العسكري والاستخباراتي.
سعت السلطات الأرمينية إلى تهدئة إيران، وخلال زيارة الرئيس مسعود بزشكيان إلى يريفان في الثامن عشر من أغسطس، وقعت عشر اتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي. وصرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن أرمينيا ستحترم جميع ما أسماه الخطوط الحمراء الإيرانية، وأكد عدم نشر أي قوات أمريكية على طول الحدود الإيرانية الأرمينية. ورغم أن هذه الضمانات تبدد المخاوف الآنية، إلا أن مخاوف طهران الاستراتيجية على المدى الطويل لا تزال قائمة.
علاوة على ذلك، أصبح حلفاء إيران الإقليميون، الذين كانوا في يوم من الأيام مصدرا رئيسيا للضغط لإبراز القوة، غير موثوق بهم بشكل متزايد مع انخفاض الموارد المالية والعسكرية لإيران. وفي ضوء هذا التراجع في النفوذ، فإن الممر الذي تدعمه الولايات المتحدة يزيد من عزلة طهران الاستراتيجية.
من وجهة نظر طهران، فهي الآن تحت ضغط أمريكي من جبهات متعددة، شمالا في جنوب القوقاز، وجنوبا عبر الوجود العسكري الأمريكي في الخليج العربي، وغربا وشرقا عبر شركاء متحالفين مع أمريكا. لذا، فإن ممر زانجيزور ليس مجرد مشروع نقل، بل يجسد تهديدا مقيدا. فبينما يراه الآخرون تطويرا للبنية التحتية، تراه إيران توغلا استراتيجيا مباشرا.
أهداف استراتيجية: كبح الطموحات الصينية والروسية والإيرانية
من الناحية الهيكلية، أعادت الولايات المتحدة صياغة جنوب القوقاز فعليا كنقطة ارتكاز للتنافس الأوروبي الآسيوي. موقف روسيا من ممر زانجيزور أكثر تنوعًا، ويعكس مصالحها الجيوسياسية المعقدة في جنوب القوقاز. وبينما تدعم موسكو عمومًا المبادرات التي تعزز الترابط الإقليمي والتجارة، إلا أنها لا تزال حذرة بشأن الآثار الأوسع للممر. تُدرك روسيا أن تحسين روابط النقل من شأنه أن يعزز التعاون الاقتصادي ويعزز دورها في شبكات التجارة الأوراسية، وهو جزء لا يتجزأ منها. ومع ذلك، ينطوي المشروع أيضًا على مخاطر استراتيجية، لا سيما فيما يتعلق بتنامي نفوذ تركيا في المنطقة. فإذا عزز الممر الوجود التركي، فقد يتحدى هيمنة روسيا الراسخة في جنوب القوقاز، مما قد يُقلل من نفوذ موسكو على جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة.
علاوةً على ذلك، تلعب علاقة روسيا بإيران دورًا هامًا في تشكيل موقفها. ترى إيران في ممر زانجيزور تهديدًا لمكانتها الإقليمية، ويجب على موسكو موازنة شراكتها الاستراتيجية مع طهران مع مراعاة الفوائد الاقتصادية المحتملة للممر. إذا دعمت روسيا المشروع علنًا، فقد يؤدي ذلك إلى توتر علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، التي أعربت عن معارضتها الشديدة لأي طريق نقل يتجاوز أراضيها. في الوقت نفسه، لا تزال روسيا حذرة من فقدان السيطرة على طرق النقل الرئيسية التي تهيمن عليها حاليًا، بما في ذلك تلك التي تمر عبر إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الخاص بها. إذا قلل الممر من مركزية روسيا في اللوجستيات الإقليمية، فقد يُقوّض نفوذها الأوسع في منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي.
ما كان يعتبر في السابق رابطا للنقل أصبح الآن محورا جيوسياسيا. ومع امتداد الرقابة الأمريكية عبر هذا الجزء من أرمينيا، تحول جنوب القوقاز من منطقة هامشية إلى ساحة تنافس بين القوى العظمى. ويقف ممر زانجيزور الآن شاهداً صارخاً على ذلك، ففي القرن الحادي والعشرين، لا تقل البنية التحتية قوة عن الفرق العسكرية في تشكيل توازن القوى.