ملك المغرب يوجه بتسريع وتيرة الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية لدعم الشباب والمناطق الهشة

في وسط مدينة الدار البيضاء بالمغرب، احتشد متظاهرون يوم الثاني من أكتوبرعام 2025 للمطالبة بتحسين خدمات التعليم والرعاية الصحية.
جاءت هذه الاحتجاجات تزامنا مع دعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم الجمعة إلى تسريع وتيرة الإصلاحات التي تهدف إلى توفير فرص عمل للشباب وتحسين الخدمات العامة مع منح اهتمام أكبر للمناطق الريفية.
وجّه الملك هذه الدعوة خلال الخطاب الذي ألقاه بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الأخير للبرلمان لهذا العام، وذلك بعد أسبوع واحد من احتجاجات واسعة النطاق قادها شباب للمطالبة بتحسين قطاعي الصحة والتعليم والعمل على القضاء على الفساد. ويعد المغرب نظاما ملكيا دستوريا، حيث يتولى العاهل تحديد التوجهات السياسية الرئيسية التي تقوم الحكومة المنتخبة بتنفيذها.
ولم يوجّه الملك خطابه مباشرة إلى المتظاهرين الشباب، لكنه أكد في المقابل على ضرورة تجنب أي تناقضات أو تنافس بين المشروعات الوطنية الرائدة والبرامج الاجتماعية. وأكد العاهل المغربي أن قضايا العدالة الاجتماعية ومحاربة الفوارق المجالية ليست مجرد شعارات فارغة أو أولويات مرحلية قد تتراجع أهميتها بسبب الظروف المتغيرة، بل إنها تمثل توجها استراتيجيا ملزما لكافة الفاعلين، كما أنها تشكل رهانا مصيريا يجب أن يحكم مختلف السياسات التنموية.
وأضاف الملك أنه يتوقع وتيرة أسرع وأثرا أقوى من الجيل الجديد لبرنامج التنمية الترابية الذي وجه الحكومة إلى إعداده، وذلك في إطار علاقة تبادلية مفيدة للطرفين بين المجالات الحضرية والقروية. كما أوضح أن هذا البرنامج يهدف بشكل خاص إلى تشجيع المبادرات المحلية والأنشطة الاقتصادية وتوفير فرص الشغل للشباب، إلى جانب النهوض بقطاعي التعليم والصحة والعمل على تأهيل المجال الترابي.
وكشفت البيانات الرسمية أن معدل البطالة في المغرب بلغ 12.8 بالمئة، مع وصول بطالة الشباب إلى 35.8 بالمئة، بينما سجلت بطالة الخريجين 19 بالمئة. وأشارت الوكالة الوطنية للإحصاء إلى أنه على الرغم من انخفاض مستوى الفقر في المغرب من 11.9 بالمئة عام 2014 إلى 6.8 بالمئة عام 2024، إلا أن المناطق الجبلية والواحات لا تزال تشهد مستويات فقر أعلى من المتوسط الوطني.
ويتركز معظم سكان المملكة ومراكزها المالية والصناعية وبنيتها التحتية الحيوية في المنطقة الشمالية الغربية، مما يجعل بقية مناطق البلاد تعتمد بشكل أساسي على الزراعة ومصائد الأسماك وقطاع السياحة. وقد اصطف الآلاف من المواطنين على امتداد الطريق المؤدي إلى البرلمان لتحية الملك محمد السادس الذي ارتدى الزي التقليدي، وكان برفقة شقيقه وابنه ولي العهد.
وفي سياق متصل، خرجت إلى الشارع المغربي منذ السابع والعشرين من سبتمبر أيلول الماضي حركة جديدة غير معروفة سابقا تطلق على نفسها اسم الجيل زد 212، للمطالبة بتحسين خدمات الصحة والتعليم في المملكة ومحاربة الفساد.
وجاءت هذه الاحتجاجات بعد حادثة وفاة ثماني نساء في أقل من شهر داخل مستشفى حكومي بمدينة أغادير أثناء الولادة، مما أثار احتجاجات محلية في المدينة امتدت لاحقا إلى مدن أخرى في المملكة وتحولت في بعض المناطق إلى أعمال عنف وتخريب.
وكانت الحركة قد أوقفت احتجاجاتها في بداية هذا الأسبوع، بعد أن تلقت وعودا من الحكومة بتفهم دوافعها والاستعداد لفتح حوار معها، قبل أن تعاود تنظيم الاحتجاجات يوم الخميس الماضي عشية خطاب العاهل المغربي.
واختتم الملك خطابه بالتأكيد على ضرورة إعطاء عناية خاصة للمناطق الأكثر هشاشة، بما يراعي خصوصيتها وطبيعة حاجياتها، مع تركيز خاص على مناطق الجبال والواحات.