مصر تكتشف مدينة سكنية متكاملة من العصر القبطي في واحة الخارجة

متابعة: بسنت عماد
أعلنت وزارة السياحة والآثار، عن اكتشاف أثري جديد ومهم، تمثل في العثور على مدينة سكنية تاريخية تعود لبدايات العصر القبطي، وذلك في منطقة جبل الطير بواحة الخارجة، محافظة الوادي الجديد، عبر بعثة أثرية مصرية تتبع المجلس الأعلى للآثار.
وصرح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الكشف تم بواسطة بعثة مصرية تابعة لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، مؤكدًا أن ما تم التوصل إليه يمثل أحد أهم إنجازات الحفائر التي تُجرى حاليًا في تلك المنطقة الحيوية.
من جانبه، أوضح الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن المدينة المكتشفة بُنيت وفق نمط عمراني واضح، حيث تتمركز المباني السكنية على شارع رئيسي تتفرع منه شوارع أخرى، ما يعكس تنظيمًا مدنيًا متقدمًا لتلك الفترة التاريخية.
أضاف “طلعت”، أن البنايات شُيدت باستخدام الحجر الرملي والطوب اللبن، وقد تم العثور داخلها على عدد من العملات القديمة، وأوانٍ فخارية، وأدوات حجرية متنوعة، بالإضافة إلى أدلة على وجود ورش صناعية يُعتقد أنها كانت تستخدم في صناعات مثل الفخار والنسيج والتعدين.
أشار مصطفى غنيم، رئيس الإدارة المركزية لآثار وجه قبلي، إلى أن البعثة عثرت كذلك على جزء من مبنى يرجّح أنه كان كنيسة، ويتسم بتخطيط معماري فريد يضم صحنًا رئيسيًا وجناحين، إلى جانب أعمدة حجرية، ما يدل على استخدامه كمكان للعبادة خلال تلك الفترة.
أكد الدكتور هشام حسين، مدير عام آثار الخارجة ورئيس فريق الحفر، أن هذا الكشف يلقي الضوء على أهمية واحة الخارجة كمركز ديني واجتماعي بارز، مشيرًا إلى أن المعثورات الأثرية توثق تطور الحياة العمرانية والاقتصادية والدينية خلال بدايات العصر القبطي.
أوضح “حسين”، أن فريق البعثة بدأ بالفعل في أعمال التوثيق والتسجيل الدقيق لكل المكتشفات، تمهيدًا لدراسات موسعة من شأنها الكشف عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بأنماط الحياة المختلفة في المدينة، ما يسهم في إثراء المعرفة بتاريخ مصر في هذه المرحلة الانتقالية المهمة