محمد طارق فاضل يكتب: الفريق عبد المنعم رياض.. رئيس الأركان الذي استشهد في الصفوف الأمامية وسُمي يوم استشهاده يوم الشهيد

في صباح يوم 8 مارس 1969، بدأت القوات المسلحة المصرية تنفيذ خطة جريئة لتدمير خط بارليف، الحصن الذي اعتبرته إسرائيل منيعًا. شنت المدفعية المصرية قصفًا مكثفًا على مواقع العدو، محققةً نتائج مبهرة وأصابت العدو بحالة من الذهول.

في اليوم التالي، 9 مارس 1969، قرر الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية آنذاك، أن يكون بين جنوده في الخطوط الأمامية، يشد من أزرهم ويتابع سير العمليات بنفسه. خلال وجوده في الصفوف الأمامية شمال الإسماعيلية، تعرض الموقع لقصف مدفعي مفاجئ من القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى استشهاده مع عدد من زملائه.

تقديرًا لتضحيته وشجاعته، أُعلن يوم 9 مارس من كل عام “يوم الشهيد” في مصر، ليكون مناسبة وطنية تُخلّد ذكرى الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن

وأذكر أنه وُلد الفريق أول محمد عبد المنعم رياض في 22 أكتوبر 1919 في قرية سبرباي بمحافظة الغربية، ونشأ في أسرة عسكرية مما أثر في توجهه نحو الحياة العسكرية. التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1938، لتبدأ مسيرته العسكرية الحافلة التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود. شارك في الحرب العالمية الثانية (1941-1942) ضد القوات الألمانية والإيطالية، وكان له دور فعّال في حرب فلسطين 1948. كما شارك في الدفاع عن بورسعيد خلال العدوان الثلاثي عام 1956، وتولى قيادة الجبهة الأردنية في حرب 1967. وبعد النكسة، لعب دورًا بارزًا في إعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف، استعدادًا لمعركة استعادة الأراضي المحتلة.