Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

محمد الزغبي: لا تراهن على طيبة أحد إلى الأبد

في زحمة العلاقات اليومية، نعتاد على بعض الأشخاص في حياتنا، لدرجة تجعلنا نُخطئ حين نُعاملهم وكأن وجودهم مضمون، وكأن صبرهم لا ينفد، وكأنهم دائمًا سيغفرون ويتسامحون، دون حساب أو حدود. لكن الحقيقة التي نغفلها، أو ربما نتجاهلها عمدًا “اللي عدّى مرة واتنين وتلاتة مش هيعدّي طول الوقت”.

الصبر له حدود، والناس تَحتمِل مرة ومرتين وثلاثة، لكنها لا تُبنى من حجر، حتى أكثر القلوب حنيةً، تصل يومًا إلى نقطة الانكسار، حيث لا يعود الغفران سهلًا، ولا يمكن تجاهل الألم.

من يتغاضى اليوم، قد لا يسامح غدًا.. ومن يسكت اليوم، قد ينفجر لاحقًا.

“واللي سكت مرة واتنين وتلاتة مش هيسكُت على طول”.

السكوت لا يعني الرضا، ولا يعني الجهل بما يحدث. كثيرون يصمتون لأنهم يملكون رُقيًّا لا يسمح لهم بالنزول إلى مستوى الأذى، أو لأنهم يمنحون الفرصة تلو الأخرى على أمل أن يتغير من أمامهم. لكن هذا لا يعني أنهم لن يتكلموا يومًا. وقد يكون كلامهم في النهاية قاسيًا، لأنه يأتي بعد تراكم طويل من الجراح.

“اللي إشترى خاطرك ورِضاك مرة واتنين وتلاته مش هيعمل كدا باقي عُمره”.

الناس تفعل الخير حبًا، ووفاءً، واحترامًا، لكن لا أحد يملك طاقة لا نهائية للعطاء دون مقابل، أو للتقدير من طرف واحد. من يُرضيك دائمًا، له أيضًا احتياج لأن يُرضى. ومن يُراعيك، ينتظر على الأقل شعورًا بالتقدير.

لا تراهن على طيبة أحد
أسوأ رهان تخوضه في علاقاتك هو أن تُراهن على طيبة شخص، أو على تحمّله، أو على إخلاصه، دون أن تُقابله بالمثل. لأن الطيبة لا تعني الضعف، والتسامح لا يعني الغفلة. بل أحيانًا، من يبدو الأهدأ، يكون هو الأكثر وجعًا.

الناس في حياتك مش “مضمونين”، مش عقود مدى الحياة. هم بشر، يقدرون ويشعرون، ويتألمون، ويتغيرون.

ختامًا

بلاش تتعاملوا مع الناس اللي في حياتكوا على إنكم ضامنينهم أوي كدا. وما تراهنوش على طيبة حد طول الوقت. كل واحد عنده طاقة، وفي لحظة واحدة ممكن اللي قدامك يجيب آخره وتسمع منه: “لقد نفد رصيدك.”

واحذر، حينها، لن يكون هناك مجال للاعتذار، ولا للعودة، لأن اللي بيخلص رصيده، غالبًا بيقفل حسابه تمامًا.

بوابةالجمهوريةالثانية

طيبة #الناس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى