
أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث يوم الجمعة موافقة بلاده على قيام قطر ببناء منشأة جوية داخل قاعدة ماونتن هوم الجوية في ولاية أيداهو الأمريكية. هذه المنشأة مخصصة لاستضافة طائرات مقاتلة قطرية من طراز إف-15، بالإضافة إلى طياريها الذين سينضمون إلى برامج تدريبية مشتركة مع القوات الأمريكية.
وأوضح هيجسيث خلال استقباله نظيره القطري الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني في البنتاجون أن الموقع سيعمل على استضافة مجموعة من الطائرات والطيارين القطريين لتعزيز التدريب المشترك بين البلدين، ورفع مستوى الكفاءة القتالية، وتحسين قابلية التشغيل البيني بين القوات.
كما توجه الوزير الأمريكي إلى نظيره القطري مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل نموذجًا إضافيًا على متانة الشراكة الثنائية، معربًا عن أمله في أن تثبت هذه الخطوة لدولة قطر أنها يمكن أن تعتمد على الولايات المتحدة كشريك موثوق.
ويأتي هذا الإعلان بعد أسابيع قليلة من توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يلزم الولايات المتحدة بضمان أمن قطر، وهو التزام يكتسب أهمية خاصة نظرًا لكون قطر حليفًا عربيًا خارج إطار حلف شمال الأطلسي.
وفي سياق متصل، وقعت إسرائيل قبل أيام غارات على قطر كجزء من عملية عسكرية استهدفت قيادات من حركة حماس المقيمة في الدوحة. ومع ذلك، أفادت مصادر مطلعة لشبكة سي إن إن بأن خطة بناء المنشأة القطرية كانت قيد الإعداد والدراسة لعدة سنوات، حيث تعود جذورها إلى فترة الإدارة الأمريكية السابقة.
من جهته، أوضح مسؤول أمريكي أن الاتفاقية مع قطر هي اتفاقية روتينية، مشيرًا إلى أن القوات الجوية الأمريكية تمارس هذا النوع من التعاون منذ عقود مع عدة دول شريكة، منها ألمانيا وسنغافورة.
إلا أن هذه الصفقة واجهت انتقادات من بعض الجهات، منها الناشطة اليمينية المتشددة لورا لومر، المقربة من الرئيس ترامب، والتي هاجمت الاتفاقية عبر منصة إكس ووصفتها بأنها فظيعة وبغيضة وتشكل خيانة.
وفي معرض دفاعه عن القرار، أشاد هيجسيث بدور قطر كحليف استراتيجي، مستذكرًا دعم الدولة الخليجية للولايات المتحدة عندما استهدفت المواقع النووية الإيرانية في شهر يونيو الماضي. كما أشار إلى أن قطر تستضيف في أراضيها قاعدة العديد، التي تمثل أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
وكانت الاستعدادات لإنشاء المنشأة القطرية قد بدأت منذ سنوات؛ حيث صدر بيان في عام 2022 من قاعدة ماونتن هوم الجوية يتضمن نتائج تقييم بيئي تناول الآثار المحتملة المترتبة على استضافة سرب من الطائرات التابعة للقوات القطرية تحت القيادة الأمريكية في القاعدة.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن مفهوم تجهيز السرب يعني توفير مرافق متكاملة لعمليات تدريب السرب، تشمل توفير مساحات للطيارين للتدريب والتخطيط ووضع الجداول الزمنية، بالإضافة إلى خدمات داعمة أخرى.
ولفت إلى أن الدول المشاركة في هذا البرنامج تقوم بتمويل الولايات المتحدة عبر برامج المبيعات العسكرية الأجنبية لتغطية تكاليف بناء هذه المرافق، بينما يتولى الجيش الأمريكي توظيف عمالة محلية من المناطق المحيطة بالقواعد للمساعدة في أعمال البناء.
ووفقًا لتقرير تقييم الأثر البيئي النهائي، فإن المشروع يشمل تجهيز 12 طائرة مخصصة بشكل دائم لسلاح الجو القطري، مع معداتها المرتبطة، واستخدام مطار القاعدة والمجال الجوي التابع له لأغراض التدريب، واستخدام مسارات التدريب العسكري، وتوظيف تدابير دفاعية مضادة واستخدام ذخائر، بالإضافة إلى استضافة حوالي 300 فرد إضافي من سلاح الجو القطري والقوات الجوية الأمريكية، فضلاً عن بناء وتعديل المرافق والبنية التحتية اللازمة لدعم تجهيز القاعدة.
وأشار التقرير إلى أن العمليات والانتشار المتعلق بالمشروع من المتوقع أن يبدآ في مطلع السنة المالية 2024، وفق جدول زمني أولي يمتد لعشر سنوات، مع إمكانية تمديد هذه المدة إذا دعت الحاجة.
بدوره، أعرب وزير الدفاع القطري عن ترحيبه بتوقيع خطاب القبول الخاص بإنشاء المنشأة التابعة لسلاح الجو القطري في قاعدة ماونتن هوم الجوية، معتبرًا أن هذه الخطوة تعزز التعاون التشغيلي بين البلدين، وترفع مستوى الجاهزية المشتركة، وتدفع قدماً نحو تحقيق الأهداف الدفاعية المشتركة. واختتم مؤكدًا أن الجانبين سيواصلان العمل معًا لتعميق هذه الشراكة الاستراتيجية في سعيهما نحو تحقيق سلام دائم وأمن مشترك.
المصدر: CNN