
إعداد: أحمد محمد عبدالحكيم
مراجعة: رحمه حمدى
لعلك سألت نفسك في يوم من الايام من هم البوليساريو، ولماذا دوما يسعون إلي فصل الصحراء الغربية بالمملكة المغربية تابع معانا قصتهم.
البوليساريو هي كلمه إسبانية تعني الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وهذين المكانيين من شمال جبهة سوس إلي الصحراء المغربية كليا، وهم يسعون إلي تكوين دولة مستقلة بعيدة كل البعد عن المملكة المغربية، ويدعم استقلالهم بكل السبل والوسائل دولة الجزائر
الجذور التاريخية للنزاع
تأسست جبهة البوليساريو في الزويرات بموريتانيا بقيادة الولي مصطفى السيد، بهدف تحرير الصحراء الغربية من الاستعمار الإسباني عام 1973. وفي عام 1975 نظمت المغرب المسيرة الخضراء لضم الصحراء بعد انسحاب إسبانيا بموجب اتفاقية مدريد (تقسيم الصحراء بين المغرب وموريتانيا). وبدأت حرب عصابات بين البوليساريو (بدعم جزائري) ضد المغرب وموريتانيا.
عام 1976 تم إعلان “جمهورية الصحراء الديمقراطية” من طرف واحد. واغتيل مؤسس البوليساريو الولي مصطفى السيد في موريتانيا، وتولي محمد عبد العزيز الأمانة العامة حتى 2016، وحاليا يعد إبراهيم غالي هو الأمين العام رقم ثلاثة لهذة الجبهة.
انسحبت موريتانيا من الصحراء بعد هزائم عسكرية، وضمت المغرب الأراضي التي كانت تحتلها عام1979، وبدأت بعدها بناء المغرب في بناء “الجدار الرملي” (2,700 كم) لفصل المناطق الخاضعة له عن مناطق البوليساريو، و تدخلت الأمم المتحدة و تم وقف إطلاق النار في 1991 مع وعد بإجراء “استفتاء لتقرير المصير (لم يُنفذ).

سنوات الجمود والمفاوضات
فشلت مفاوضات الاستفتاء بسبب خلافات حول “من هو الصحراوي المؤهل للتصويت”، وتصاعدت الاوضاع بعد حصول البوليساريو على اعتراف 40 دولة أغلبها إفريقية، وطرح المغرب في 2007 مشروع “الحكم الذاتي” للصحراء تحت سيادته من أجل التهدئة لكنه رُفض من البوليساريو نهائياً .
دور الجزائر الداعم الرئيسي للبوليساريو
الجزائر هي اللاعب الإقليمي الأبرز في دعم جبهة البوليساريو، وتُعتبر حجر الزاوية في استمرار النزاع حول الصحراء الغربية. دورها متعدد الأوجه: سياسيًا، وعسكريًا، وإنسانيًا، واستراتيجيًا. كانت أول دولة تعترف بـ”جمهورية الصحراء الديمقراطية” 1976، ودفعت دولًا أفريقية وعربية للاعتراف بها. كما ساهمت في انضمام البوليساريو إلى منظمة الوحدة الأفريقية الاتحاد الأفريقي حاليا مما أدى إلى انسحاب المغرب من المنظمة 1984–2017.

تُعارض الجزائر أي اعتراف دولي بسيادة المغرب على الصحراء، خاصة في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتحالفت مع روسيا وجنوب إفريقيا لعرقلة قرارات تفضل الموقف المغربي. بالإضافة إلى أنها رفضت مشروع “الحكم الذاتي” المغربي، وتصر على أن الصحراء “قضية تصفية
توفر للجبهة الدعم العسكري واللوجستي من أسلحة خفيفة ومتوسطة صواريخ مضادة للدبابات، أسلحة أرض-جو، وفق تقارير أممية ومغربية، واتهامات مغربية بتورط الجزائر في تهريب أسلحة عبر حدود موريتانيا ومالي، باستخدام شبكات إرهابية أو مهربين. تدرب عناصر البوليساريو في معسكرات بمنطقة “بشار وتندوف” جنوب غرب الجزائر. وتستخدم البوليساريو كورقة ضغط ضد المغرب في صراعها الإقليمي معه، خاصة حول حدود البلدين المغلقة منذ 1994.

تستضيف الجزائر ما بين 90,000 إلى 100,000 لاجئ في مخيمات تندوف منذ 1975، تديرها البوليساريو بشكل شبه كامل، وتمنع الجزائر المفوضية السامية للاجئين من إجراء إحصاء رسمي للمخيمات، مما يثير شكوكًا حول العدد الحقيقي، وهناك تقارير دولية تتهم الجزائر والبوليساريو بـتحويل المساعدات الإنسانية إلى أموال لتمويل النشاط العسكري.

إيران والدعم الخفي للبوليساريو
إيران ليست لاعبًا رئيسيًا مباشرًا في نزاع الصحراء، لكنها تقدم دعمًا غير مباشر للبوليساريو عبر حلفائها، خاصة الجزائر وحزب الله، كجزء من استراتيجيتها لزعزعة استقرار الخصوم الإقليميين (المغرب وحلفائه الغربيين). تلقت جبهة البوليساريو تمويل من إيران الملالي حيث بعد أحداث الثورة الإسلامية في طهران وسقوط نظام الشاة محمد رضا بهلوي.
اتهم المغرب إيران عام 2018 بتهريب أسلحة للبوليساريو عبر سفيرها في الجزائر، باستخدام حزب الله كوسيط. احتوت الأسلحة على صواريخ مضادة للدبابات (مثل “كونكورس”) وأنظمة اتصالات متطورة. كما أن هناك تقارير عن تورط الحرس الثوري الإيراني في تدريب عناصر البوليساريو في الجزائر.
توترت العلاقات بين طهران والرباط ألا أن عادت للتحسن ثم ساءت من جديد في عام 2018، بعد أن تم إعلان حركة المقاومة الإسلامية في لبنان المعروفة بإسم حزب الله التورط في دعم البوليساريو بالسلاح عن طريق أحد الدبلوماسيين الإيرانيين في الجزائر.
البوليساريو والصراع السوري
حسب تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية كشف أن مئات من عناصر البوليساريو تلقوا تدريبات عسكرية في إيران، قبل أن يتم إرسالهم إلى سوريا للانخراط في صفوف المقاتلين الموالين للأسد، ضمن شبكة تشبه نموذج “حزب الله” اللبناني وميليشيات الحشد الشعبي في العراق. وبحسب الصحيفة، فإن هؤلاء لا يزالون قيد الاحتجاز لدى أجهزة الأمن السورية الجديدة.
ظهر تحوّل دبلوماسي لافت بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، أقدمت السلطات في سوريا على إغلاق المقرات التي كانت تشغلها جبهة “البوليساريو” في دمشق، وذلك بحضور رسمي لوفد مغربي رفيع المستوى. الخطوة التي وصفت بـ”التاريخية”، جاءت لتؤكد حرص سوريا على تمتين العلاقات الثنائية مع المغرب على أسس الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية.
رفض مصر المشاركة في مناورات عسكرية مع جبهة البوليساريو
أعلنت مصر بشكل رسمي انسحابها من المناورات العسكرية المشتركة في الجزائر بين 21 و27 مايو، احتجاجاً على مشاركة جبهة البوليساريو الان، التي لا تعترف بها القاهرة رسميا.
قرار مصر جاء ليؤكد موقفها الثابت والداعم للمغرب، في وقت كانت فيه موريتانيا قد سبقت وأعلنت رفضها المشاركة في نفس المناورات، ما يعكس تصاعد حدة التعقيدات الجيوسياسية في المنطقة.
وأوضحت مصادر دبلوماسية أن مصر فوجئت بإدراج البوليساريو ضمن هذه المناورات، وهو ما اعتبرته تجاوزا للخطوط الحمراء، خاصة أن مصر لم تعترف أبدا بهذا الكيان السياسي، ولا تعترف بالجبهات الانفصالية.
تبقى قضية الصحراء الغربية واحدة من أطول النزاعات الإقليمية في المنطقة، حيث تتباين المواقف بين الأطراف المعنية. من جهة، تؤكد المملكة المغربية على سيادتها الكاملة على الإقليم، بينما تطالب جبهة البوليساريو بحق تقرير المصير للشعب الصحراوي.
على الصعيد الدولي، تواصل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي جهودهما لإيجاد حل سياسي للنزاع، في حين تبقى المخيمات في تندوف شاهدة على الجانب الإنساني للقضية. مع استمرار هذا الوضع، يبقى ملف الصحراء الغربية أحد الملفات العالقة في المنطقة.
 



