
احذر من الهجمات التي تتعرض لها مصر من الخارج و من عملاء الداخل.
احذر من أن تجعلها في نظرك في موقف” المفعول به” و لا تصدق أن نفوذها يتسلل منها و أن ثقلها اصبح لا يغير التوازنات و لا تسمح لنفسك أن ينال منها تطاول الأراذل على مصر فتعتبره انعكاساً لضعفها و لا تقنع نفسك بأنك على حق في كل ذلك بسبب صمت أو رد فعل رسمي باهت يفتقد إلى شعارات تعبوية رنانة ترد اعتبار مصر من وجهة نظرك ، لأن الحقيقة أن ما تراه انت هجوما معاديا هو في الحقيقة رد فعل ” نباحي” ناتج من الألم الذي تضغط به مصر منفردة على مواجع شركاء مشروع الشرق الأوسط الجديد و الحقيقة أن التشبيه بالمثل الشعبي
( الكف السابق سابق )
هو ابلغ تعبير في حق ما تفعله مصر بهم.
و عليه فإن ردود افعالنا الباهتة أو صمتنا هي من قبيل المكايدات على الطريقة المصرية لأن الافعال الموجعة ابلغ من الاقوال الرنانة في المدرسة المصرية خاصة إذا ما تعالى مع أفعالها الصياح.
تأمل فقط و ستلاحظ ذلك في كل الملفات الكبيرة التي تواجه المحيط الإقليمي ككل و ليس فقط امام التهديدات المباشرة على حدودنا من كافة المحاور الاستراتيجية، و يكفيك في ظل كل هذا أن مصر قادرة على التحكم كلياً في إيقاف و عرقلة كافة التحديات التي تواجهها و تضبط بنفسها مؤقتات الحسم و هي بذلك تحسم معاركها حتى دون أن تخوضها في ساحات الحروب التقليدية فهي تستخدم ثقلها التاريخي من خلال أجهزتها السيادية في إرباك و إفشال مساعي الإتفاقيات الابراهيمية و التهجير و تصفية القضية الفلسطينية و تمزيق أوصال المنطقة ايذانا بتقاسم تركة الدول العربية في المنطقة بقيادة العدو الأزلي مع من فضل أن يتبع ركابهم.
و لذلك فإن أفضل ما تقدمه لهذا الوطن هو أن تحافظ على تماسك جبهتك الداخلية و تحتشد خلف الوطن بين ضلوعك و تتذكر دائما أن لمصر رجال تحميها و تصنع المجد على مر العصور و أن مصر أمة عظيمة ” أنت منها “.
هذه الأمة العظيمة هي التي ادخرت من إرثها الحضاري زمام الريادة و صناعة التاريخ و على رأس كل نفائثها قدمت سلسالا طاهرا لم ينقطع من الشهداء في سبيل الله من أجدادنا و أبائنا و اخوتنا الذين نحتسبهم أحياءاً عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم؛ فإن سبقونا و هم على ذلك
و هذا هو عهدهم بنا جميعا تحت راية النصر أو الشهادة الراسخة فكان حقا علينا أن لا نخذلهم حتى ولو بفقدان ذرة من ثقتنا بأنفسنا مهما تعالى نباح الدعوات التي تبث روح الدونية و فقدان الثقة بالوطن.
اختلف بقدر ما تشاء في إطار الموضوعية و كن فاعلا ايجابيا في مواجهة المشكلات التي تهدد السلم و الاستقرار المجتمعي في الوطن و تأكد في النهاية أن لك دور عظيم هو لبنة من لبنات بنيان العظمة لهذه الأمة فامضي و أنت مؤمن بأنك امتداد لهذه الأمة و دورها الحصري و الموقوف لها في ضبط إيقاع الأحداث التاريخية و تغيير مسارها.
فاذا ما أعيتك تلك الدعوات فما عليك إلا أن تتعافى بإيمانك بالله ثم بقوميتك المصرية.
ازفر انفاسك المستغضبة و استنشق شهيقك الواثق و تأمل بتدبر التحركات المصرية و هي ترفع راية الشرف و العزة باقتدار و حكمة في زمن الخسة و الانانية و اعتلي منصة الفخر بها و هي تدير تحدياتها الخارجية منذ القدم و حتى الآن.
ها هي تتوسط إقليما ملتهبا من كل إتجاه و تشهد بلادا ذهبت ولم تعد و صراعات لم يشهدها التاريخ من قبل، و لأنها لحظات فارقة في كتابة التاريخ فتأكد أن مصر هي من ستكتب هذه الصفحة كعادتها من جديد .
اقول هذا ليس لثقة مفرطة أو غير محسوبة بقدر ما هو إيمان عميق بإرادة الله و حكمته التي جعلت مصر تتوسط العالم و اختارها متفردة لتكون رمانة ميزان الشرق الأوسط و كنانة الله في أرضه وصمام أمان منتصف الأرض و قلب العالم النابض.
لكن كلما ضربتك اهتزازات ” التوابع و غلمان المؤامرة ” في داخلك فاهرع إلى خريطة العالم و انظر لموقع مصر الفريد و تأمل علامة النصر و هي تحتضن الأرض المباركة و قل تبارك الله أحسن الخالقين و استحضر تجلي الله عز وجل عليها و قل آمنت بالله و عنايته بمصر و أهلها المرابطين.
و من الآخر و بالمختصر المصري المفيد
خليك ثقيل زي بلدك.