لواء محمد نصر يكتب: الهند وباكستان.. وسياسة ضبط النفس المصرية

بعد إشتعال الأحداث بين الهند وباكستان في إقليم كشمير وإعلان الهند انها ستقوم بحجب مياه نهر السند المصدر الرئيسي للمياه لباكستان، أعلنت باكستان أنها لن تتعامل مع هذا الإجراء بسياسة ضبط النفس التي انتهجتها مصر مع أثيوبيا في مشكلة سد النهضة.
أعقبها إتصال هاتفى بين رؤساء مصر والهند فسره البعض أنه إنحيازا للجانب الهندي نكاية في باكستان، وعقابا لها على تصريحاتها لأنها يسيطر على الحكم فيها جماعة الإخوان والحقيقة، وإن صح هذا الطرح أن مصر لا تبني خطواتها كرد فعل سريع إنفعالي كما أنها أيضا لا تتعامل بسياسة الكيد.
لا يعتبر التصريح الباكستاني هجوما على مصر أو حتى محاولة للمقارنة بينهما وإنما هو نوع من التهديد للهند أنهم لن يتوانوا عن إتخاذ أي إجراء قد يلزم للدفاع عن مواردهم المائية وجاءت الإشارة إلى موقف مصر في التعامل مع سد النهضة لأنها أشهر مشكلة مماثلة حدثت في الآونة الأخيرة على مستوى العالم.
أما الاتصال الهاتفى الذي جمع رؤساء مصر والهند فقد بادرت به مصر فور إشتعال الأحداث لتعزية الهند حكومة وشعبا في ضحايا الحادث الإرهابي لفداحة الحادث وانطلاقا من دور مصر السياسي في شبه القارة الهندية عبر التاريخ، فقد اتحد الزعيمان جواهر لال نهرو وجمال عبد الناصر عام ١٩٦٥ فى توجهاتهما لإنشاء حركة عدم الانحياز في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وقد تم هذا الاتصال بشكل فوري لمحاولة تحجيم ردود الأفعال التي قد تؤدى لانفجار الأوضاع في تلك المنطقة فمصر أفضل دولة يمكنها شرح وجهة النظر الباكستانية وقلقها من احتجاز الهند لمياه نهر السند وإذا كانت باكستان دولة إسلامية صديقة فالهند بها ما يقرب من ٢٠٠ مليون مسلم كما أن حجم التعامل بين مصر والهند كبير خصوصا وانه يجمعهما تحالف البريكس الذي تأمل كل الدول المشاركة به في نموه وتأثيره المنتظر على رواج التجارة وانعكاسه الإيجابي على اقتصاد تلك الدول.
كما أن هذا التحرك من مصر للعب دور الوسيط محاولة للوساطة دون أهداف ربحية مثلما تفعل معظم الدول الكبرى في هذه الصراعات بوعدها باحتواء المشكلة ولكن بشروطها مما قد يعزز من دور مصر وتأثيره على مستوى السياسة الدولية لتتحول مصر من دولة محورية إقليميا إلى دولة ذات ثقل ودور على المستوى العالمي.