أخبار العالمالأخبار

لتهدئة مخاوف إسرائيل.. الشرع يبحث مشاركة تركيا وأذربيجان في تطوير حقول النفط والغاز

متابعة: نسرين طارق

كشف موقع ميدل إيست عن مضمون اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع، بنظيره الأذربيجاني إلهام علييف، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي في تركيا.

ناقش الرئيسان كيف يمكن لباكو أن تلعب دورا في استعادة قطاع النفط والغاز السوري، وأشار إلى إن الحكومة السورية مهتمة بالحصول على مساعدة من شركة النفط الحكومية الأذربيجانية، “سوكار”، لتطوير حقول النفط والغاز في شمال شرق سوريا.
وقال الموقع إن سوريا تريد موازنة جميع القوى الإقليمية، وإن مشاركة تركيا وأذربيجان في تشغيل حقول النفط والغاز، قد يهدئ مخاوف إسرائيل.

التقى الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف للمرة الأولى نهاية الأسبوع الماضي، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي بتركيا.

وناقش الجانبان سبل التعاون المحتمل بين البلدين، وخاصة فيما يتعلق باستعادة تشغيل حقول النفط والغاز السوري.

وبحسب أحد المصادر التي تحدثت إلى موقع “ميدل إيست آي”، فإن الحكومة السورية مهتمة بالاستعانة بشركة الطاقة المملوكة للدولة في أذربيجان، سوكار، لتطوير حقول النفط والغاز في شمال شرق سوريا – وهي المنطقة الخاضعة حاليا لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة.

العلاقات الوثيقة بين إسرائيل وأذربيجان وتركيا

وفي أذربيجان، التي تربطها علاقات وثيقة مع إسرائيل، عقدت في وقت سابق من الشهر الجاري محادثات تنسيق أمني بين مسؤولين كبار من تركيا وإسرائيل، في ضوء الهجمات التي نفذتها إسرائيل على ثلاث قواعد عسكرية في سوريا، خوفا من وقوعها في أيدي القوات التركية.

أعرب الرئيس التنفيذي لشركة سوكار تركيا، إلتشين إيبادوف، في يناير الماضي، عن استعداد الشركة للمشاركة في مشاريع الطاقة في سوريا. وقال “إذا كان مطلوبًا منا أن نلعب دورًا يتوافق مع المصالح الاستراتيجية لأذربيجان وتركيا، فهذا هو واجبنا”.

وفي مارس الماضي، وقع زعيم قوات سوريا الديمقراطية، مزروم عبدي، والرئيس الشرع، اتفاقية توحيد، نقلت بموجبها السيطرة على حقول الطاقة إلى الحكومة في دمشق. ولكن الحكومة الجديدة لم تسيطر فعليا على الإقليم بعد. وقال مسؤول إقليمي إن عائدات الحقول سيتم توزيعها بحيث يتم تحويل 70% منها إلى الحكومة المركزية، بينما تستخدم المناطق المحلية 30% منها.وأشار مسؤول تركي كبير إلى أن التعاون الوثيق بين سوريا وأذربيجان من شأنه أن يساعد في تخفيف مخاوف إسرائيل بشأن الحكومة الانتقالية السورية الجديدة، التي وصفها مسؤولون إسرائيليون بأنها “إرهابية”.

انتاج سوريا من النفط والغاز

وبحسب التقارير تنتج سوريا حاليًا 110 آلاف برميل نفط يوميًا، وهو انخفاض حاد مقارنة بـ385 ألف برميل يوميًا قبل اندلاع الحرب الأهلية عام 2010. ويتم إنتاج نحو 100 ألف برميل في الحقول التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، و10 آلاف برميل فقط تنتجها الحكومة الجديدة.

وفي مجال الغاز الطبيعي، تنتج سوريا حالياً 9.1 مليون متر مكعب يومياً، مقارنة بـ30 مليون متر مكعب في عام 2010. ومن هذه الكمية، تنتج الحكومة 8 ملايين متر مكعب، بينما تنتج قوات سوريا الديمقراطية 1.1 مليون متر مكعب. وبحسب تقديرات وكالة معلومات الطاقة الأمريكية لعام 2015، فإن احتياطيات سوريا من الغاز تقدر بنحو 240 مليار متر مكعب.

منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر، غادرت العديد من شركات الطاقة البلاد. ومع ذلك، في بداية العام، رفع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعض العقوبات، بما في ذلك تلك المفروضة على البنوك وشركات النفط المملوكة للدولة. كما خففت الولايات المتحدة القيود، وأصدرت ترخيصاً عاماً (GL24) يسمح بإجراء معاملات مع المؤسسات الحكومية السورية تحت القيادة الجديدة. ويسمح الترخيص بتجارة وتوريد وتخزين والتبرع بالطاقة، بما في ذلك النفط والغاز والكهرباء، وهو صالح لمدة ستة أشهر – حتى 8 يونيو – مع إمكانية التمديد.

وبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، فرضت الإدارة الأمريكية الجديدة شروطا أكثر صرامة لمزيد من المساعدات، بما في ذلك اشتراط قيام الحكومة السورية بمحاربة بعض الجماعات المسلحة وطرد الجماعات الفلسطينية العاملة في البلاد. وفي الماضي، أجبرت العقوبات 11 شركة دولية – مسؤولة عن نحو نصف إنتاج سوريا من النفط قبل الحرب – على مغادرة البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى