في إطار دعم الدولة المصرية للابتكار الرقمي: هاكاثون بنها يشهد تفوقًا غير مسبوق

إعداد: محمد طارق فاضل

في ظل توجه الدولة المصرية نحو دعم الابتكار وتعزيز دور التكنولوجيا في التنمية، أصبح “هاكاثون بنها” واحدًا من أهم الفعاليات التقنية التي تجمع العقول الشابة من مختلف الجامعات المصرية. على مدار أربع سنوات متتالية، نجح هذا الحدث في أن يكون منصة حقيقية لتحفيز الطلاب على إيجاد حلول مبتكرة لمختلف التحديات التكنولوجية، مما يعزز قدراتهم العملية ويؤهلهم لسوق العمل المتطور.

منذ انطلاقه، حظي هاكاثون بنها باهتمام واسع من الجامعات المصرية، حيث كان لكل عام طابعه الخاص وأهدافه التي تتماشى مع رؤية مصر للتحول الرقمي. بدأ الحدث في 2022 تحت عنوان “هاكاثون المدن الذكية”، والذي ركز على الحلول التقنية لتحسين جودة الحياة في المدن. وفي 2023، جاء “هاكاثون الحكومة الذكية” ليبحث عن أفكار مبتكرة في مجال تحسين الخدمات الحكومية الرقمية. أما في 2024، فقد كان التركيز على “تمكين ذوي الهمم” عبر التكنولوجيا.

أما في 2025، فقد شهد هاكاثون بنها تطورًا كبيرًا من خلال “هاكاثون التعليم الذكي”، الذي جاء تحت شعار “تطبيقات الذكاء الاصطناعي مستقبل مصر الرقمي”. استهدف الحدث تقديم حلول تقنية حديثة في مجالات التعليم عن بُعد، التفاعلية في التعليم، منصات تعلم اللغات، وأنظمة دعم المتعلمين.

يعتبر هاكاثون بنها فرصة ذهبية للطلاب لاختبار مهاراتهم التقنية والعمل ضمن فرق لحل مشكلات واقعية باستخدام أحدث التقنيات. يتيح لهم الحدث اكتساب خبرات عملية، تعزيز مهاراتهم في التفكير النقدي وحل المشكلات، وبناء شبكات علاقات قوية مع خبراء الصناعة ورواد الأعمال. كما يمنحهم فرصة متميزة لعرض ابتكاراتهم أمام جهات حكومية وخاصة قد تتبنى أفكارهم وتحولها إلى مشروعات حقيقية.

من جهة أخرى، يمثل الحدث أهمية استراتيجية للدولة المصرية، حيث يساهم في اكتشاف المواهب الشابة التي يمكن أن تلعب دورًا أساسيًا في تطوير الاقتصاد الرقمي. كما يساعد في تحقيق رؤية مصر 2030 عبر دعم التحول الرقمي في مختلف المجالات، وتعزيز ريادة الأعمال التكنولوجية.

يؤكد النجاح المستمر لهاكاثون بنها أن مصر تمتلك قاعدة قوية من الشباب المبدعين القادرين على تقديم حلول تكنولوجية تخدم المجتمع وتدعم مسيرة التحول الرقمي. ومع تزايد اهتمام الدولة بريادة الأعمال التكنولوجية، من المتوقع أن تواصل الجامعات المصرية تقديم المزيد من العقول اللامعة التي تساهم في رسم مستقبل أكثر تطورًا لمصر الرقمية.

وفي هذا السياق، برزت جامعة المنصورة الجديدة بشكل لافت هذا العام، حيث سجلت أكبر عدد من المشاركات وحققت فرقها مراكز متقدمة، ما يعكس جودة التعليم والتدريب الذي يحصل عليه طلابها، ويعزز من مكانتها بين الجامعات المصرية الداعمة للابتكار التكنولوجي.