
يوم الثلاثاء المقبل سيعود الأسير الأمريكي الجنسية إلى بلاده، بناء على صفقة سياسية تمت بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وممثل حركة حماس، مع ملاحظة ان الصفقة تمت دون تدخل أو حتى حضور للجانب الإسرائيلي.الصفقة تمثل إهانة لحكومة نـتـنياهو من كل الاتجاهات، حيث علت أصوات المعارضة وكذلك صرخات أهالي الأسرى.المعارض الإسرائيلي الأبرز لحكومة نتنياهو وسياستها، يائير لابيد قال:”التقارير عن وجود اتصالات مباشرة بين حماس والولايات المتحدة تمثل فشلًا دبلوماسيًا مدويًا لحكومة إسـرائيل ورئيسها”.ما يعني أن رئيس وزراء إسرائيل تم تجنيبه من مائدة المفاوضات، وباتت أمريكا تعقد الصفقات مباشرة مع “العدو”، بل وتخطط لـ”مبادرات إنسانية”، دون الرجوع لحكومة نتنياهو.
أما بالنسبة لعائلات الأسرى قال والد الأسير نمرود كوهين:”ابني دافع عن الدولة مثل عيدان بالضبط، لكن الحكومة اختارت ان تتخلى عنه لأسباب سياسية”. واصبحت الحكومة تصنّف الأسرى حسب الجنسية!اذا كنت تملك جواز سفر أمريكي – سوف تشملك الصفقة.. اما لو كنت إسـرائيلي الجنسية فقط سوف تهان وتُنسى مثل باقي الأسرى.فيما علق الصحفي ألموغ بن زكري:”نـتـنياهو لا يخجل سوف يظهر أثناء تصوير مراسم تسلم عيدان وكأنه أنقذه، رغم إنه لم يفعل أي شيء على أرض الواقع، لقد كان مشاهدا مثل الجميع”
فرض واقع جديد أمريكا و حماس يفرضان واقع جديد واقع أن أمريكا تتفاوض بشكل مباشر مع حماس، ويستطيعان عقد صفقة إطلاق أسرى كمبادرة سياسية، دون تدخل من حكومة نتنياهو، وهو ما حدث أيضا مع الحوثيين. إدارة الرئيس ترامب الجديدة تفرض واقع عالمي جديد، أنه بالإمكان التفاوض مباشرة مع الميلشيات، طالما كان هذا في خدمة المصالح الأمريكية.الصفقة فضيحة مزدوجة بداية من تفاوض الولايات المتحدة كدولة عظمى مع حركة حماس التي تصنفها إرهابية، وكذلك جماعة الحوثي..
وهنا يبرز سؤال.. لو تفاوضت أي دولة أخرى مع هده الجماعات هل ستبارك الولايات المتحدة الصفقة؟كما أن ما حدث في هذه الصفقة سيناريو لبداية تفكك الجبهة الداخلية في إسرائيل، وهو ما جعل أهالي الأسرى يظنون أن ابنائهم وذويهم مجرد أهداف انتخابية، فقدت الحكومة الإسرائيلية فيها القدرة على القيادة والتفاوض.