عمار ياسر يكتب: كيف تنتشر الجريمة بالعدوى؟

عندما نتحدث عن الجريمة والعدوى، فإننا نتحدث عن العدوى النفسية: كيف تؤدي إلى انتشار الجريمة؟
العدوى النفسية هي انتقال الحالة التي يكون عليها الفرد من مشاعر وانفعالات، سواء كانت إيجابية أو سلبية، إلى شخص آخر. يحدث ذلك عن طريق التواجد الفيزيائي أو عبر الصوت، سواء بالهاتف أو من خلال وسائل التواصل المتعددة.
وطالما أن الحالة النفسية معدية، إذن فالجريمة قبل حدوثها تكون عبارة عن مجموعة أفكار يحملها فرد أو مجموعة أفراد.
إذن هي حالة عقلية نفسية يحملها الفرد بداخله، ولأن العقل البشري تم تصميمه على التقاط الأفكار والمشاعر، والتي هي عبارة عن ذبذبات يلتقطها العقل ويتأثر بها، سواء كانت سلبية أو إيجابية.
الحالة النفسية تسهم بشكل كبير في سرعة انتشار الجريمة، مثل الفيروس الذي ينتشر ولا يمكن رؤيته، ولكن يُستدل على نتائجه.
هكذا هي الجرائم: فيروس نفسي، عقلي، اجتماعي، ينتشر كالنار في الهشيم.
تحدث العدوى من خلال التقليد، عندما يقلّد مجموعةٌ شخصًا ما، خاصة إذا حصل هذا الشخص على مكاسب معنوية أو مادية.
وتحدث عدوى الانفعالات في التجمعات، عندما تقع أحداث شغب وعنف، فينتقل الشعور بالغضب بسرعة بين الأفراد، مما يدفع أفرادًا عاديين للقيام بأفعال لم يكونوا ليفعلوها من قبل.
البيئة المحفزة للجريمة: في بعض الأحياء تنتشر الجريمة وتصبح أمرًا طبيعيًا، ويتشرب الأفراد هذا السلوك ويعتبرونه طبيعيًا للعيش.
ولأن المشاعر معدية، إذن فالسلوك معدٍ، وهذا يفسر لماذا تكثر الجرائم في مناطق بعينها عن مناطق أخرى.
لذا، كان لا بد من التركيز على تطوير الأفراد والارتقاء بالمستوى الثقافي، حتى تعم حالة من العدوى الإيجابية، فيفقد السلوك الإجرامي معناه وأهميته.