Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سلايدرمقالات

عمار ياسر يكتب: المتحف المصري الكبير.. تحقيق حلم التوازن النفسي

شهدت مصر في العصر الحديث أكبر حدث تاريخي حضاري ثقافي سياحي في العالم، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير على أرضها، وتحديدًا في محافظة الجيزة بجوار منطقة الأهرامات، إذ يضم المتحف بداخله أكثرمن مائة ألف قطعة أثرية، بل ومن الآثار شديدة الندرة. وحتى يخرج هذا العمل إلى النور، كان هناك عظماء يقفون خلف هذا الإنجاز والإعجاز العظيم الذي ستحكي عنه أجيال قادمة.

وحينما نتحدث عن واضع حجر الأساس، فنحن على موعد مع شخصية عظيمة أثرت وأعطت إشارة البدء لفكرة المتحف، شخصية مرت على تاريخ مصر الحديث، وتركت بصمة للأجيال القادمة ولعدة قرون، الدكتور فاروق حسني، الذي تولّى منصب وزير الثقافة والآثار السابق. حينما كان مسافرًا إلى باريس والتقى مهندسًا إيطاليًا، فقال له المهندس: “هتعملوا إيه في الآثار المخزنة اللي عندكوا؟” وكان يقصد المتحف المصري بالتحرير.

ولم يتحمل الدكتور فاروق ما قاله المهندس الإيطالي، ورد عليه قائلًا دون تفكير:”إحنا هنعمل أكبر متحف في العالم.”وفور عودته إلى مصر، التقى بالرئيس محمد حسني مبارك، وعرض عليه فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير،

ورد عليه الرئيس قائلًا: “هنجيب فلوس منين يا فاروق؟ “فقال الدكتور: “المشروعات العملاقة هتلاقي تمويل 

يا ريس.”

بدأ الدكتور فاروق في عمل دراسات الجدوى التي استمرت أربع سنوات، وكان ذلك في عام 1993، وخرج المشروع إلى النور في عام 2002 حينما تم وضع حجر الأساس في المنطقة المقام عليها المتحف الآن.

قد يتساءل البعض: ما الفائدة من ذلك؟

وبحكم تخصصي في العلوم النفسية سأتحدث عن القيمة النفسية التي ستعود على مصر من هذا العمل العظيم.

نعرف جميعًا أن العقل يتغذى بالمعلومات، ويتأثر الإنسان بالبيئة وتؤثر فيه؛ حيث يعمل التاريخ على ترسيخ الشعور بالانتماء إلى الأرض، ودون الشعور بالانتماء لا يتحقق الشعور بالأمان.

الشعور بالأمان هو عبارة عن عمليات نفسية تحدث داخل الفرد ناتجة عما يراه ويتعرض له،فالأعمال الثقافية والتاريخية هي ما تضيف بُعد الأمان والاستقرار النفسي،فالثقافة هي التي تُشكّل الشخصية، فعندما ترى الجمال ترتاح له عينك وتشعر بالسلام بداخلك،وحينما تلمس شيئًا من التاريخ تتغير كيمياء دماغك وتشعر بالسعادة،حيث يحمل التاريخ بداخله الكثير من الأسرار التي لها طابع نفسي خاص،ويحدث بداخلك حالة من التأمل وتشعر أنك تسافر داخل التاريخ،وخاصة التاريخ المصري، فهو ذو طبيعة خاصة، ويُعدّ التأمل علاجًا يستخدم في العلاجات النفسية.

هكذا تحقق الثقافة التوازن والاستقرار النفسي للفرد،فالأماكن ذات الطبيعة التاريخية والثقافية تعمل على تحقيق التوازن والاستقرار النفسي للمجتمع، وهناك الكثير والكثير مما لا يتسع المقام للحديث عنه من الفوائد النفسية التي تحققها الأماكن الثقافية والتاريخية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى