fbpx
أخبار العالمأخبار محليةسلايدر

مسيراتٌ غاضبة علىٰ هامشِ قمة المناخ بجلاسكو

كتبت: نهال مجدي

تدقيق لُغوي: ياسر فتحي

تَجمَّع أكثر مِن 20 ألف شاب ونقابي وناشط من جميع أنحاء العالم للاحتجاج اليوم مع انتهاء الأسبوع الأول مِن محادثات القمة المناخية Cop26 بمدينة جلاسكو في اسكتلندا.
وانضمت أصوات بيئية رفيعة المستوىٰ، مثل جريتا ثونبرج وفانيسا ناكيت، إلى العُمال المُضربين أثناء مسيرةٍ عبر المدينة انتهت بتجمعٍ حاشد في ميدان جورج.
وقاد تلك المسيرات أعضاء حركة “أيام الجمعة مِن أجل المستقبل” ، حيث استمع السياسيون في قمة الأمم المتحدة للمناخ إلى أهمية تمكين الشباب وسط مزاعم استبعادهم مِن المحادثات.


وامتدت المسيرة على مَدِّ البصر، حيث مَرَّ عشرات الآلاف مِن المشاركين عبر ويست إند في جلاسكو، إلى وسط المدينة ونزولاً نحو الميدان.
وكان مِن بين الحشود مجموعة مِن قارعي الطبول، وآلافٌ مِنَ اللافتات التي تطالب بنهاية الرأسمالية والمستقبل العادل، بالإضافة إلى اللافتات السياسية والنقابية.
وقالت ثونبرج في خطابها للحشود “أنَّ الوقت قد حان للانتباه، لقد تحولت القمة إلى مجرد حدث للعلاقات العامة، حيث يُلقي القادة خطابات رنانة فقط، هذا لم يعد مؤتمرًا للمناخ، إنه مهرجان ليس أكثر”، متهمة زعماء العالم بالوعود الفارغة.
وأضافت “أصوات الأجيال القادمة تغرق في أصواتهم الجوفاء، وسيتعين علينا تغيير مجتمعنا بشكل جذري، هذه نتيجة لفشل قادتنا المتكرر في معالجة هذه الأزمة”.
قالت الناشطة المناخية الأوغندية إيفلين أكهام “نحن لسنا مسئولين في إفريقيا عن التدهور المناخي المتسارع، أصواتنا لا تجد آذانًا صاغية، وتصريحاتنا لا تجد طريقًا للصفحات الأولى بالصحف العالمية، نحن هنا لنقول للقادة اليوم أنَّ الحاضر في إفريقيا وجنوب العالم كارثيٌ بالفعل، ضعوا حياة الناس والكوكب فوق الربح”.
كما قالت الباحثة والناشطة البيئية فريزر ستيوارت إن الطبقة العاملة في جميع أنحاء اسكتلندا وخارجها “غاضبة” من عدم اتخاذ إجراءات بشأن حالة الطوارئ المناخية.
وأضافت “هذه ليست مجرد أزمة مناخ أو انبعاثات، إنها أزمة عنصرية وطبقية وانتقاصٌ مِن حقوق العمال في كل ركن مِن أركان هذا الكوكب.
كما لفتت مجموعة من شباب النشاطين البيئيين الأنظار مع صعودهم للمنصة ومخاطبة الحضور، وحثهم قادة العالم على أخذ مخاوفهم على محمل الجد.
وفي اليوم الخامس من بدء القمة أصدر شباب المجتمع البيئي العالمي بيانًا يمثل أراء أكثر مِن 40 ألف ناشطٍ بيئي من الشباب حول العالم وقدموه للوزارء والمسئولين والمفاوضين الحضور


وقاد فعاليات هذا اليوم جماعة الناشطين البيئيين من الأطفال والشباب وهي المجموعة الوحيدة المشاركة في هذه القمة،
وفي المقابل خاطب قادة العالم المؤتمر للإشادة بدور الشباب في مكافحة تغير المناخ.
وقال ألوك شارما، رئيس قمة جلاسكو Cop26 ، إنه “فوجيء بشغف والتزام الشباب بالعمل المناخي، وأضاف أنَّ حماس الشباب وتدقيقهم في كل ما يناقش ويطرح في القمة، هو المفتاح لتحقيق أحد أهم أهدافها وهو الإبقاء على ارتفاع درجة حرارة الأرض 1،5 درجة فقط والوصول تدريجيًا إلى صفر انبعاثات كربونية.
لكن جوليتا مارينو من مؤتمر الأمم المتحدة للشباب حول المناخ قالت أنها تأمل في أن “تؤخذ أصواتهم في الحسبان حقًا، فعندما يتحدث الناس عن الشباب أحيانًا يفكرون في الأطفال أو غير المتعلمين أو الأشخاص العدوانيين ولكن الحقيقة هي العكس تمامًا، فنحن على عِلم، ونتبع العلم، ونعرف ما نتحدث عنه “.
كما حذر النشطاء الشباب الذين خاطبوا المؤتمر أمس قادة العالم قائلين “نحن نراقبكم”.
بينما أشاد قادة العالم بدور النشطاء الشباب، أشار آخرون إلى أن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ استبعد تاريخيًا أصوات الشباب من المناقشات رفيعة المستوى حول المناخ.
قالت الناشطة الشابة الأمريكية صوفيا كياني، وهي عضوة في اللجنة الاستشارية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمين العام للأمم المتحدة: “ليس لدينا سلطات ملموسة في صنع القرار ولسنا مُدمَجين في هذه المساحات بالطريقة التي ينبغي أن نكون عليها. ”
وشهد اليوم أيضًا تقديم أكثر من 20 دولة تعهدات بشأن التثقيف المناخي بما في ذلك المدارس الخالية من الصفر ووضع المناخ “في قلب” المناهج الدراسية الوطنية.
وقالت منظمة السلام الأخضر (Greenpeace) على لسان مديرتها التنفيذية جينيفر مورجان، في بيان، إنه لا يزال هناك “طريق طويل لنقطعه” قبل أن نعتبر قمة جلاسكو ناجحة.
وأضافت مورجان”الهدف لم يتغير، إنه 1.5 درجة مئوية، وبينما نحن أقرب مما كنا عليه في السابق من هذا الهدف، ومع هذا لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه”.


وعلى جانب آخر قال نشطاء النقابات العمالية، في مسيرات اليوم، إن العمال يجب أن يكونوا في طليعة أي تحول في سياسة الطاقة في الداخل والخارج على حد سواء، حيث ناقشت الحكومات الخطوات لإنهاء استخدام الوقود الأحفوري في Cop26.
وركزت المحادثات في قمة المناخ للأمم المتحدة اليوم على مستقبل سياسة الطاقة والتعهدات بتقليل الاعتماد على الفحم والنفط والغاز لمعالجة حالة الطوارئ المناخية.
وأصدر مندوبون مِن أكثر من 20 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا ومالي وكوستاريكا ، بيانًا مشتركًا يلتزم بإنهاء التمويل العام المباشر للفحم والنفط والغاز بلا هوادة بحلول عام 2023 وإعطاء الأولوية لتمويل الطاقة النظيفة.
وقد يشهد البيان المشترك التحول المباشر لأكثر من 15 مليار دولار (12.8 مليار جنيه إسترليني) سنويًا من الدعم الحكومة للتحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى