رسوم ترامب الجمركية على الصلب تدخل حيز التنفيذ وتستثني بريطانيا

متابعة: فريق الأخبار
دخلت الزيادة الجمركية التي أقرها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على واردات الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ، حيث ارتفعت النسبة إلى 50%. وقد أثار هذا القرار غضبًا واسعًا بين الشركاء التجاريين للولايات المتحدة حول العالم، بما في ذلك المكسيك، التي تستورد كميات من الصلب الأمريكي تفوق ما تصدره إليه.
ردود الفعل الدولية على القرار
واجهت الولايات المتحدة انتقادات حادة من شركائها التجاريين الرئيسيين بعد مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم. وبرر ترامب هذا الإجراء بأنه يهدف إلى دعم الصناعة الأمريكية وإحيائها.
بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية مرتفعة على معظم دول العالم، ثم خفضتها لاحقًا، ركز ترامب في الأسبوع الماضي على أسواق الصلب والألمنيوم العالمية، مع إشارة خاصة إلى الهيمنة الصينية في هذا القطاع.
وقد صرح ترامب سابقًا بأن “الرسوم الجمركية سهلة التطبيق”، لكنه واجه تحديات كبيرة أثبتت أن الأمر ليس بهذه البساطة.
التفاصيل القانونية والإجراءات الرسمية
وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا يوم الثلاثاء يجعل زيادة الرسوم الجمركية رسمية. ونص الأمر على أن هذه الزيادة تهدف إلى “تعزيز فعالية الإجراءات الموجهة ضد الدول الأجنبية التي تُغرق السوق الأمريكية بفائض الصلب والألمنيوم بأسعار منخفضة، مما يُضعف القدرة التنافسية للصناعتين في الولايات المتحدة”.
استثناء بريطانيا من الزيادة الجمركية
تُطبق الزيادة الجمركية بنسبة 50% على جميع الشركاء التجاريين باستثناء بريطانيا، وهي الدولة الوحيدة التي توصلت إلى اتفاق تجاري أولي مع الولايات المتحدة خلال فترة توقف مدتها 90 يومًا لفرض رسوم جمركية أوسع. وستظل واردات الصلب والألمنيوم من المملكة المتحدة خاضعة لرسوم بنسبة 25% حتى التاسع من يوليو على الأقل.
تأثير القرار على الشركاء التجاريين الرئيسيين
يُستورد حوالي ربع إجمالي الصلب المستخدم في الولايات المتحدة من الخارج، وتشير البيانات إلى أن الزيادة الجمركية ستؤثر بشكل كبير على أقرب الشركاء التجاريين لأمريكا، وخاصة كندا والمكسيك، اللتين تحتلان المرتبتين الأولى والثالثة على التوالي في قائمة أكبر مصدري الصلب إلى الولايات المتحدة.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، أن كندا “تشارك في مفاوضات مكثفة وجادة لإلغاء هذه الرسوم الجمركية وغيرها”.
من جانبه، أكد وزير الاقتصاد المكسيكي، مارسيلو إيبرارد، أن هذه الرسوم “غير عادلة وغير مستدامة”، خاصة أن المكسيك تستورد من الولايات المتحدة كمية من الصلب تفوق ما تصدره إليها.
وقال إيبرارد: “ليس من المنطقي أن تفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على منتج لديها فائض فيه”، مضيفًا أن المكسيك ستسعى يوم الجمعة للحصول على إعفاء من هذه الزيادة.
إعلان ترامب بعد صفقة نيبون ستيل
جاء إعلان ترامب عن زيادة الرسوم الجمركية بعد أيام من موافقته على استحواذ الشركة اليابانية “نيبون ستيل” على شركة “يو إس ستيل” الأمريكية.
وغرّد ترامب قائلًا: “صناعات الصلب والألمنيوم لدينا تشهد انتعاشًا غير مسبوق. هذه الخطوة ستكون دفعة قوية للعمال المتميزين في هاتين الصناعتين”.
موقف الاتحاد الأوروبي والمفاوضات الجارية
يأمل مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن يتمكن التكتل من الحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية المرتفعة، حيث من المقرر عقد اجتماع مهم بين مفوض التجارة الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، وممثل التجارة الأمريكي، جيميسون جرير، يوم الخميس في باريس.
ورغم أن فرض رسوم بنسبة 50% يُعتبر إجراءً صارمًا وغير قابل للاستمرار من وجهة نظر المصدرين، فإن مصادر في بروكسل أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي من غير المرجح أن يتخذ إجراءات انتقامية فورية، نظرًا لحساسية المفاوضات الجارية حول الرسوم الجمركية الأخرى التي فرضها ترامب في الأشهر الأخيرة.
يمتلك الاتحاد الأوروبي صلاحية فرض رسوم جمركية على صادرات أمريكية بقيمة 21 مليار يورو، وهو إجراء تم الاتفاق عليه مبدئيًا في أبريل الماضي ردًا على الرسوم الجمركية الأولى التي فرضها ترامب على الصلب والألمنيوم.
التحدي المشترك: الفائض الصيني
يجمع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قضية مشتركة فيما يتعلق بالفائض الصيني في إنتاج الصلب، والذي يُعتبر أحد الأسباب الرئيسية للأزمة التي تواجه الصناعة الأوروبية. وقد أدى انخفاض الطلب إلى خسائر فادحة في الوظائف، خاصة في كبرى الشركات المنتجة مثل “تيسن كروب ستيل” الألمانية.