تقاريرسلايدر

نبوءات فنانة مانجا (كوميكس) يابانية تثير الذعر

متابعة: رحمه حمدى

في ظل انتشار المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، تبرز بين الحين والآخر نبوءات وتوقعات تثير الجدل والقلق بين الجمهور. هذه المرة، جاءت التكهنات من فنانة مانجا يابانية معروفة بدقة تنبؤاتها في الماضي، مما دفع آلاف السياح إلى إلغاء رحلاتهم إلى اليابان خوفًا من كارثة محتملة. فما حقيقة هذه النبوءة؟ وهل هناك أساس علمي لما يتم تداوله؟

في تقرير نشرته التلجراف عن نبوءة فنانة المانجا البالغة من العمر 70 عامًا، ريو تاتسوكي، حول حدوث تسونامي مدمر في اليابان، أثار ضجة كبيرة على الإنترنت، يدعي معجبي تاتسوكي أن معظم التوقعات التي قدمتها في كتابها المصور، المستوحى من أحلامها، قد تحققت بالفعل في الماضي.

ووفقًا للمعجبين، فإن تاتسوكي تنبأت بأحداث كبرى مثل تسونامي توهوكو عام 2011، ووفاة شخصيات عالمية مثل فريدي ميركوري والأميرة ديانا، وحتى جائحة كوفيد-19 في عام 2020، وذلك من خلال مانجاها الشهيرة بعنوان “المستقبل الذي رأيته”.

أثارت التوقعات التي ظهرت في صفحات الطبعة المنقحة من الكتاب، موجة من الهستيريا الجماعية حول العالم، حيث زعمت تاتسوكي أن قاع المحيط بين اليابان والفلبين سوف يتشقق، مما سيؤدي إلى موجة تسونامي هائلة، تفوق بثلاث مرات قوة الزلزال الذي ضرب شرق اليابان في مارس 2011، وستضرب جنوب غرب البلاد. خاصة بعد تحذيرات الحكومة اليابانية من احتمال وقوع المزيد من الزلازل القوية في المياه الواقعة جنوب غرب جزرها الرئيسية.

يذكر أن مانجا تاتسوكي الكلاسيكية، “المستقبل الذي رأيته”، والتي نُشرت لأول مرة في الأول من يوليو 1999، عبارة عن مجموعة من أحلامها ومذكراتها مجمعة في شكل رسومي. ولم يحظ الكتاب بشهرة واسعة إلا بعد كارثة زلزال وتسونامي توهوكو في عام 2011، عندما لاحظ القراء أن غلاف الكتاب تنبأ بتلك الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 18 ألف شخص، خاصة بسبب انفجار مفاعل فوكوشيما النووي.

ومع ذلك، ظلت تاتسوكي شخصية غير معروفة نسبيًا بسبب ارتفاع أسعار النسخ الأصلية من المانجا وصعوبة الحصول عليها. لكن شهرتها عادت للانتشار بقوة في عام 2021 بعد أن أعادت دار النشر “أسوكا شينشا” نشر طبعة كاملة من الكتاب تحت عنوان “المستقبل الذي رأيته: الطبعة الكاملة”، حيث بيعت أكثر من 500 ألف نسخة في اليابان، مما عزز مكانة تاتسوكي كشخصية غامضة قادرة على التنبؤ بالمستقبل من خلال قصصها المصورة.

كما سجلت تاتسوكي في تسعينيات القرن الماضي مجموعة من الأحلام التي تزامنت بشكل غريب مع أحداث واقعية، مثل الوفاة المفاجئة للمغني فريدي ميركوري في عام 1991، والوفاة المأساوية للأميرة ديانا في عام 1997، وزلزال كوبي المدمر في عام 1995.

ونظرًا لدقة تنبؤاتها، أطلق عليها البعض لقب “بابا فانجا اليابانية”، في إشارة إلى العرافة البلغارية الراحلة التي اشتهرت بتوقعاتها الدقيقة لأحداث عالمية كبرى، مثل هجمات 11 سبتمبر، وصعود تنظيم الدولة الإسلامية، وانتخاب باراك أوباما رئيسًا للولايات المتحدة.

الرأي العلمي

في الوقت الذي يراقب فيه العالم اليابان بقلق، أشار العلماء إلى أن حوض نانكاي، وهي منطقة نشطة زلزاليًا حيث تنزلق صفيحة بحر الفلبين تحت اليابان، تشهد زلازل بطيئة الانزلاق. ومع ذلك، أكدت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أن هذه التوقعات غير موثوقة علميًا، وأنه لا يوجد دليل قاطع على وقوع كارثة في ذلك اليوم.

يذكر أنه في الثالث من يوليو، ضرب زلزال بقوة 5.5 درجة محافظة كاغوشيما في الساعة 4:13 مساءً بتوقيت اليابان، لكنه كان أقل من 6 درجات على المقياس الياباني المدرج من 0 إلى 7، ولم ينتج عنه أي تسونامي.

بين الخوف من النبوءات والثقة في العلم، تظل اليابان تحت مجهر العالم في هذه الفترة، بينما يترقب الجميع ما إذا كانت تنبؤات تاتسوكي ستتحقق مرة أخرى، أم أن الأمر مجرد ضجة إعلامية لا أكثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى