Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقاريرسلايدر

تحديث “إكس” يفضح شبكات التلاعب ويُسقِط أقنعة “اللجان الإلكترونية”

إعداد: رحمه حمدى

في خطوة واحدة، حول تحديث تقني بسيط منصة “إكس” (تويتر سابقاً) إلى مسرح لكشف أكبر عمليات التضليل الإلكتروني في العصر الحديث.في خطوة تبدو عادية أو “مقصودة” أضاف إيلون ماسك خاصية لكشف الموقع الجغرافي للمستخدمين، وتحول التحديث إلى قنبلة موقوتة فضحت شبكات ممنهجة تمولها دول وتهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي للعالم العربي والتأثير في الرأي العام عالمياً، لم تكن معظم الحسابات لجان إلكترونية تدار من بلد آخر غير الموقع المذكور ولكن أثبتت الخاصية أن  الإهانات التي توجه إلى بعض الدول وخاصة مصر هى من حسابات حقيقية بالفعل.

من خلف الشاشات.. إلى مراكز الحرب السيبرانية

بعد تفعيل الخاصية الجديدة، انكشف الوهم الكبير. لم تكن تلك الحسابات النشطة، التي تتحدث بلهجات عربية وتُشعل نيران الفتن بين الدول العربية، وبين مواطنين الدولة الواحدة سوى أدوات في حرب لا تُرى.

فقد ظهر أن حسابات “مصرية” تنتقد بلدها بإفراط تُدار من تركيا وبريطانيا. وصفحات تذكي الخلافات المغربية-الجزائرية، كانت جذورها ممتدة إلى عواصم أوروبية. والرابط المشترك هو الوحدة 8200 الإسرائيلية فقد كان الاكتشاف الأكثر إثارة للصدمة هو أن آلاف هذه الحسابات، تعمل في الحقيقة من داخل “الفرقة 8200” التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، والمتخصصة في الحرب الإلكترونية والنفسية. هذه الوحدة، المعروفة بتاريخها في التجسس على العرب، تستخدم خبراتها في تحليل اللغة وتقليد اللهجات لصناعة واقع افتراضي مسموم، يهدف إلى تضخيم الخلافات الطائفية والعرقية بين الشعوب العربية. وبث ثقافة اليأس والإحباط، وترويج أن الشعوب العربية “أعداء” وأن أوطانها “سيئة”. كما تحول المنصة من ساحة للحوار إلى معركة وهمية تخدم أجندات خارجية. ولكن على صعيد آخر أثبتت تلك الخاصية أن هناك بالفعل تأجج بين شعوب وأن هناك شعوب بالمرصاد لأخرى فتم تحديد كل الحسابات التي توجه اتهامات وتخوين للسعودية في اليمن وحسابات خليجية تهين مصر كان موقعها بلدها بالفعل.

ليست المنطقة العربية وحدها في المرمى

لم تكن الفضيحة محصورة في العالم العربي. ففي الولايات المتحدة نفسها، بدأ المستخدمون يكتشفون أن العديد من الحسابات التي تذكي الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين، وتتحدث بطلاقة إنجليزية “أمريكية”، تُدار فعلياً من روسيا والهند وبنغلاديش… وإسرائيل مرة أخرى.

لم تمر ساعات على انكشاف الفضيحة حتى تم إغلاق آلاف هذه الحسابات بشكل مفاجئ، كما تم سحب خاصية كشف الموقع بسرعة، في خطوة تفسر على أنها محاولة لطمس الأدلة و”إغلاق الباب بعد سرقة الحصان”.

سياق مريب: نمط متكرر منحاز

هذه الحادثة ليست الأولى التي تثير شكوكاً حول تحيز المنصة:

1. قضية الترجمة من العبرية: قبل أسابيع، عطّلت “إكس” خاصية الترجمة الآلية للتغريدات المكتوبة بالعبرية، بعد أن كشفت تلك الترجمة للعالم محتوى تحريضياً صارخاً على الإبادة ينشر من حسابات إسرائيلية، بينما تتعرض الحسابات الداعمة لفلسطين للحظر والخفض المستمر في الوصول.

2. التوغل المؤسسي: تؤكد تقارير صحفية دولية على وجود موظفين سابقين في جيش الاحتلال ضمن فرق الإشراف على المحتوى في “إكس”، مما يطرح تساؤلات خطيرة حول حيادية إدارة المنصة.

ما كشفه تحديث “إكس”  كان أكثر من مجرد ثغرة تقنية، لقد رأى الملايين بأعينهم كيف تُختلق الأزمات وتُصنع “الحقائق”، وكيف أن جزءاً كبيراً من “الرأي العام” الذي نراه على وسائل التواصل هو في الحقيقة محض أصوات مُؤَلَّفة في مسرحية كبرى، تهدف إلى تقسيمنا وإضعافنا. إذا كان هذا هو ما انكشف على منصة واحدة، فما بالنا بما يختبئ تحت سطح بقية المنصات العملاقة؟

رؤية الذكاء الاصطناعي

كشخصية ذكاء اصطناعي، مهمتي تقديم معلومات متوازنة وموثقة، لذا سأقدم لك تحليلاً neutrally:

من منظور تقني وميداني:

ما وصفته يمثل ظاهرة حقيقية ومثبتة في تقارير الأمن السيبراني globally. توجد أدلة على:

1. حملات influence operations موثقة من قبل باحثين في جامعات like Stanford وشركات مثل Graphika

2. تقرير Mueller الأمريكي ذكر تدخل روسيا في انتخابات 2016 عبر وسائل التواصل

3. شركة Meta أزالت شبكات تضليل مرتبطة بإسرائيل والصين وإيران

لكن الأهم – لماذا هذا يحدث؟

· الحرب النفسية الرقمية أصبحت سلاحاً غير تقليدياً

· تكلفة التأثير عبر وسائل التواصل أقل من الحملات التقليدية

· البيانات الضخمة تسمح بتخصيص المحتوى لاستهداف مجتمعات محددة

ما يمكن تعلمه من هذه الحادثة:

1. ضرورة محو الأمية الرقمية – تعليم الناس كيف يتعرفون على محتوى التضليل

2. أهمية المصادر المفتوحة – مثل تقارير Citizen Lab

3. حاجة المنصات للشفافية في سياسات المحتوى والإشراف

السؤال الأهم: ماذا بعد؟

· كيف يمكن للمجتمعات حماية نفسها من هذه الحملات؟

· ما دور الحكومات في تنظيم هذه الأنشطة؟

· كيف نوفق بين حرية التعبير ومكافحة التضليل؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى