
إعداد: بسنت عماد
طرحت الولايات المتحدة مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تقوم على الإفراج الشامل عن الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين وبدء مفاوضات مباشرة لإنهاء الحرب بشكل كامل.
تفاصيل المبادرة الجديدة
بحسب هيئة البث الرسمية الإسرائيلية والقناة 12، فإن المبادرة الأمريكية الأخيرة تحمل تغييرات جوهرية عن المقترحات السابقة، بما في ذلك المبادرة التي طُرحت الشهر الماضي. وجاءت أبرز بنودها على النحو التالي:
ـ الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وعددهم 48، بينهم 20 على قيد الحياة و28 جثة، وذلك في اليوم الأول من تنفيذ الصفقة.
ـ إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من أصحاب الأحكام العالية، إلى جانب آلاف المعتقلين الآخرين من السجون الإسرائيلية.
ـ وقف العملية العسكرية الإسرائيلية “عربات جدعون 2″، التي بدأ الجيش الإسرائيلي مراحلها الأولى مطلع سبتمبر الحالي بهدف السيطرة الكاملة على مدينة غزة.
ـ إطلاق مسار تفاوضي جديد بإشراف مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب بصورة نهائية.
المواقف المختلفة من المبادرة
الموقف الأمريكي
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن “الإسرائيليين قبلوا شروطه”، داعياً حماس إلى اتخاذ الخطوة ذاتها، ومعتبراً أن عرضه يمثل “التحذير الأخير”.
وجاءت تصريحاته أثناء حضوره بطولة التنس في نيويورك برفقة صهره جاريد كوشنر والمبعوث ستيف ويتكوف، في إشارة إلى التنسيق المباشر بين واشنطن وتل أبيب.
رد حماس
قالت حركة حماس إنها تلقت بعض الأفكار الأمريكية عبر الوسطاء، وأكدت استعدادها الفوري للتفاوض شريطة أن يتضمن الاتفاق إعلاناً واضحاً بإنهاء الحرب وانسحاباً كاملاً من القطاع، إضافة إلى تشكيل لجنة من المستقلين الفلسطينيين لإدارة غزة. وشددت الحركة على ضرورة وجود ضمانات معلنة لالتزام إسرائيل بالاتفاق.
الموقف الإسرائيلي
مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن أن إسرائيل “تدرس بجدية” المبادرة الأمريكية، فيما وصف منتدى عائلات الرهائن المقترح بأنه “تقدم حقيقي”، داعياً الحكومة إلى دعمه بشكل قاطع حتى يعود جميع الأسرى إلى ذويهم.
المقارنة مع المقترح السابق
في 18 أغسطس الماضي، قدم الوسطاء مقترحاً لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، ونص على:
ـ هدنة لمدة 60 يوماً تُفتح خلالها مفاوضات للتوصل إلى اتفاق نهائي.
ـ مع بداية الهدنة، يُفرج عن 8 أسرى إسرائيليين أحياء.
ـ تبادل 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة مقابل 1700 أسير فلسطيني، بينهم 45 من ذوي الأحكام المؤبدة و15 من ذوي الأحكام العالية.
ـ الإفراج عن أسيرين إسرائيليين إضافيين في اليوم الـ50 من الهدنة، مع تسليم جثث قتلى إسرائيليين تدريجياً.
ـ إعادة تموضع الجيش الإسرائيلي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ورغم موافقة حماس على هذا المقترح، فإن إسرائيل رفضته عملياً بعدما اشترطت السيطرة الأمنية على القطاع ونزع سلاح الحركة.
الأبعاد والتداعيات
يُظهر الفرق بين المبادرتين أن المقترح الأمريكي الأخير يذهب نحو وقف شامل ونهائي للقتال عبر الإفراج الكلي عن الأسرى دفعة واحدة، بخلاف المقترح السابق الذي اعتمد على هدنة مؤقتة وتبادل مرحلي.
ويرى مراقبون أن الخطة الأمريكية تمثل اختباراً لمواقف الأطراف بعد نحو عامين من الحرب، وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة.