تقاريرسلايدر

بعد تأييده بـ 85 صوتاً نيابياً.. من هو “نواف سلام” رئيس الحكومة اللبنانية المقبل

متابعة: بسنت عماد

كلف الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون، اليوم الاثنين، رئيس الوزراء الجديد، نواف سلام، بتشكيل الحكومة اللبنانية، بعد جولة مشاورات مع نواب الكتل السياسية في البرلمان.

وافادت وسائل الاعلام اللبنانية بأن رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام حصل على أغلبية 85 صوتا من أصل 128، ما يحسم تكليفه بتشكيل حكومة جديدة بمرسوم من الرئاسة اللبنانية.

وحصل نواف سلام على تأييد غالبية النواب، لا سيما من خصوم حزب الله، مقابل تأييد 9 آخرين لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وفق تصريحات النواب لدى خروجهم من القصر الرئاسي حيث جرت المشاورات.

من هو نواف سلام

وُلد نواف سلام في منتصف ديسمبر عام 1953 في بيروت، وهو ينحدر من عائلة لبنانية ذات تاريخ سياسي طويل، حيث كان والده، عبدالله سلام، أحد مؤسسي شركة طيران الشرق الأوسط ورئيساً لمجلس إدارتها بين عامي 1956 و1983، بينما جده، سليم علي سلام، فقد شغل منصب رئيس بلدية بيروت وكان من أبرز الشخصيات المعارضة للسياسة التركية في فترة الحكم العثماني وعمه، صائب سلام، ترأس الحكومة اللبنانية لأربع مرات بين 1952 و1973، بينما ترأس ابن عمه، تمام سلام، الحكومة بين 2014 و2016.

ويتمتع الدبلوماسي المخضرم نواف سلام بشعبية كبيرة بين الشباب اللبناني وأعضاء الحركات التغييرية، بفضل خبراته الأكاديمية والمهنية، إذ بدأ مسيرته الأكاديمية بحصوله على دبلوم من مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية في باريس عام 1974، ثم أكمل دراسته في جامعة السوربون حيث حصل على درجة الدكتوراه في التاريخ عام 1979.

وحصل نواف على شهادة البكالوريوس في القانون من جامعة بيروت عام 1984، ثم الماجستير في القانون من جامعة هارفارد عام 1991. في عام 1992، نال درجة دكتوراه الدولة في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس.

وعمل السياسي المخضرم في مجال المحاماة منذ عام 1984، حيث كان عضواً في نقابة المحامين في بيروت ومستشاراً لعدد من الهيئات الدولية والمحلية، بينما عمل في بوسطن بين 1989 و1992 ممثلاً قانونياً لمؤسسات دولية.

وعلى صعيد المجال الأكاديمي، شغل نواف العديد من المناصب التدريسية في جامعة السوربون، الجامعة الأمريكية في بيروت، جامعة هارفارد، جامعة كولومبيا، وغيرها من الجامعات الرائدة.

ومن عام 1992 إلى 2007، عاد سلام إلى بيروت ليواصل عمله كمحامٍ وأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث ترأس قسم الدراسات السياسية والإدارة العامة بين 2005 و2007.

وانتُخب سلام عضواً في المكتب التنفيذي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي اللبناني بين 1999 و2002، حيث قدم المجلس المشورة للحكومة بشأن مشاريع اقتصادية واجتماعية.

كما لعب دوراً محورياً في الهيئة الوطنية لإصلاح قانون الانتخابات التي أنشئت بعد خروج القوات السورية من لبنان، وشارك في إعداد مسودة قانون انتخابي جديد عام 2006.

وفي فبراير عام 2024، انتُخب نواف سلام رئيساً لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، ليصبح ثاني عربي يتولى هذا المنصب منذ إنشاء المحكمة في عام 1945، حيث كان قد انضم إلى المحكمة في 2018، التي تتألف من 15 قاضياً ينتخبهم مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتقلد سلام العديد من المناصب الدبلوماسية المرموقة، حيث كان سفير لبنان وممثله الدائم لدى الأمم المتحدة بين 2007 و2017.

وشغل سلام منصب رئيس مجلس الأمن الدولي من مايو 2010 إلى سبتمبر 2011، ونائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ67 من سبتمبر 2012 إلى سبتمبر 2013، بينما مثل لبنان في العديد من بعثات مجلس الأمن في مناطق نزاع مثل إثيوبيا والسودان وكينيا وأفغانستان.

ويُعد نواف سلام مؤلفاً ومفكراً، حيث كتب العديد من الكتب والمقالات في مجالات القانون الدولي والدستوري والسياسة والتاريخ.

ومن أبرز مؤلفاته: “الإصلاح الممكن والإصلاح المنشود” (1989)، “أبعد من الطائف” (1998)، و”لبنان بين الأمس والغد” (2021)، الذي صدر باللغتين العربية والفرنسية

يذكر ان مجلس النواب اللبناني انتخب، قائد الجيش، جوزيف عون، رئيساً للبلاد بعد شغور هذا المنصب منذ  أكتوبر من عام 2022.

وحصد عون على عدد الأصوات المطلوب للوصول إلى منصب رئيس الجمهورية بعد عقد دورة ثانية لمجلس النواب اللبناني.

وفي الدورة الثانية حصل قائد الجيش على 99 صوتاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى