تقاريرسلايدر

غارات وإنزال إسرائيلي قرب دمشق.. تصعيد عسكري جديد يغير قواعد المواجهة ويكشف عن مرحلة أكثر خطورة في الصراع

إعداد: بسنت عماد

شهدت الساحة السورية فجر الخميس تطورًا ميدانيًا لافتًا، بعدما نفذت القوات الإسرائيلية عملية إنزال جوي قرب العاصمة دمشق، عقب سلسلة من الغارات المتكررة، في خطوة اعتبرها مراقبون تحوّلًا نوعيًا في استراتيجية تل أبيب تجاه الساحة السورية، بعد أشهر من سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024.

سلسلة غارات وضحايا عسكريين

وفق وزارة الخارجية السورية، أسفر القصف الإسرائيلي الأول الذي استهدف موقعًا عسكريًا قرب مدينة الكسوة بريف دمشق، الثلاثاء الماضي، عن مقتل ستة جنود.

وتكرر القصف مساء الأربعاء وسط تحليق مكثف للطيران الحربي، ما مهّد الطريق لتنفيذ عملية الإنزال البري فجر الخميس.

أجهزة مراقبة وموقع عسكري مستهدف

كشفت مصادر سورية أن وحدات من الجيش عثرت على أجهزة مراقبة وتنصّت قرب جبل المانع، وخلال محاولة التعامل معها تعرضت المنطقة لهجوم جوي عنيف خلّف خسائر بشرية ومادية.

وأوضحت وزارة الدفاع أن الموقع المستهدف كان قاعدة عسكرية سابقة، دون توضيح طبيعة المعدات أو الأسلحة التي كانت داخله.

تفاصيل الإنزال الجوي الإسرائيلي

العملية الإسرائيلية نُفذت عبر أربع مروحيات حلّقت على ارتفاع منخفض فوق منطقة الكسوة، حيث هبطت وحدات خاصة لتفتيش الموقع الذي يُعتقد أنه كان يضم مستودعًا ضخمًا للصواريخ سبق أن استخدمه حزب الله اللبناني.

واستمر الإنزال لأكثر من ساعتين دون تسجيل اشتباكات مباشرة مع القوات السورية القريبة من المنطقة، ما أثار تساؤلات حول الهدف الحقيقي من العملية.

استراتيجية إسرائيلية متغيرة

تُجمع أوساط أمنية على أن العملية تمثل تحولًا في تكتيكات إسرائيل، إذ لم تكتفِ بالغارات الجوية التقليدية، بل توسعت إلى التدخل المباشر على الأرض لجمع معلومات استخباراتية أو تحييد تهديدات استراتيجية.

وكانت تل أبيب قد نفذت عمليات مشابهة في سبتمبر 2024، من بينها استهداف مستودع لحركة حماس في دير علي ومركز أبحاث غرب حماة، حيث صودرت وثائق وصفت بـ”الحساسة”.

اتفاق أمني هش

تزامنت هذه التطورات مع إعلان الرئيس السوري أحمد الشرع عن تقدّم بلاده وإسرائيل في محادثات للتوصل إلى اتفاق أمني يهدف إلى خفض التوتر ومنع الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة.

وأوضح أن المفاوضات تجري بوساطة دولية وتركّز على ضبط العمليات العسكرية عبر الحدود الجنوبية ومنع تهريب الأسلحة، معتبرًا أن الاتفاق ما زال في مرحلة التشاور لكنه “خطوة نحو استقرار إقليمي أكبر”.

غير أن العملية الإسرائيلية الأخيرة قرب دمشق ألقت بظلال من الشك حول مستقبل هذه المفاوضات ومدى التزام الطرفين بخفض التصعيد.

الموقف الإسرائيلي

من جانبها، لم تنفِ إسرائيل تنفيذ العملية، واكتفى متحدث باسم جيشها بالتأكيد أن القوات “تعمل بشكل متواصل لمنع وصول أسلحة نوعية إلى جهات معادية تهدد أمن إسرائيل”، مشددًا على أن الجيش “لن يسمح بإنشاء بنى تحتية عسكرية قرب الجولان من شأنها تغيير ميزان القوى في المنطقة”، في إشارة غير مباشرة إلى حزب الله وإيران.

تصعيد يربك المشهد السوري

يمثل هذا الإنزال الإسرائيلي الأول من نوعه منذ سقوط النظام السابق،  مرحلة جديدة من المواجهة قد تضع السلطات السورية أمام تحديات أمنية مضاعفة، وتزيد من الضغوط الإقليمية لإيجاد صيغة أكثر صلابة لإدارة التوازنات في مرحلة ما بعد الأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى