تقاريرسلايدر

الناتو يطارد غواصة روسية تهدد حاملة طائرات أمريكية

إعداد: بسنت عماد

شهدت مياه بحر النرويج تطورًا ميدانيًا حساسًا يعكس تصاعد التوترات العسكرية بين روسيا والناتو، بعد أن أطلقت قوات الحلف عملية بحرية واسعة لتعقب غواصة روسية اقتربت من حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس جيرالد آر. فورد”.

العملية تأتي في وقت كثفت فيه روسيا أنشطتها العسكرية في المنطقة، مما يعيد للأذهان أجواء المواجهات البحرية في حقبة الحرب الباردة.

وأفادت وكالة الأنباء النرويجية ‘داجبلادت’ أن الغواصة الروسية شكّلت تهديدًا مباشرًا لحاملة الطائرات الأمريكية، ما دفع الناتو إلى تكثيف عملياته المضادة للغواصات في بحر النرويج.

وشارك في العملية كل من القوات الأمريكية والبريطانية والنرويجية باستخدام طائرات “P-8A بوسيدون”، في أكبر وأطول مهمة مضادة للغواصات منذ سنوات، مؤكدين أن المهمة حقيقية وليست تدريبًا.

قدرات طائرات P-8A:

تمتاز الطائرة بمعدات استشعار متقدمة تشمل رادارات وعوامات صوتية قابلة للإسقاط، مع القدرة على إطلاق طوربيدات “مارك 54” طويلة المدى لتعقب واستهداف الغواصات المعادية.

بالإضافة لدورها في دمج المعلومات الصوتية والرادارية والإلكترونية في الزمن الحقيقي، ما يتيح تبادل الوعي الميداني بين المنصات البحرية والجوية والبرية ويعزز قدرة الحلف على الرد السريع على التهديدات البحرية.

العمليات الجوية والتنسيق:

نفذت القوات الجوية النرويجية ثلاث طلعات جوية من قاعدة “إيفينيس”، وطائرات سلاح الجو الملكي البريطاني ثماني طلعات انطلاقًا من قاعدة “لوسيماوث” في اسكتلندا، مع تعزيز الوجود الجوي الأمريكي، ليصل مجموع الطلعات المضادة للغواصات إلى 27 طلعة، ما يجعلها إحدى أكبر عمليات الناتو الجوية في السنوات الأخيرة.

الموقع الاستراتيجي للغواصة:

رجّح محللون عسكريون أن الغواصة الروسية رُصدت قرب جزر “لوفوتن”، قريبة من موقع عمليات مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية، ما يزيد من حساسية الموقف وخطورته.

الدلالات الاستراتيجية والسياسية:

وجود غواصة روسية قرب أقوى حاملة طائرات أمريكية يمثل رسالة من موسكو حول استمرار قدرتها على التسلل والمراقبة. وفي المقابل، يؤكد تحرك الناتو جهوزيته للكشف وتعقب أي تهديدات تحت سطح البحر، ويبرز دور التنسيق بين القوات البريطانية والنرويجية والأمريكية في الدفاع عن أصول الحلف.

تغير قواعد الاشتباك :

تعكس العملية تحولًا نوعيًا في قواعد الاشتباك البحري بين الناتو وروسيا، إذ أصبحت التحركات تحت الماء مكشوفة أكثر بفضل التطورات الاستخباراتية والأقمار الصناعية والطائرات المتقدمة.

تفعيل عشرات الطلعات الجوية واستخدام طائرات “بوسيدون” يمثل استعراض قوة واضح لقوة الردع البحرية للناتو، مؤكدًا أهمية بحر النرويج كساحة استراتيجية رئيسية بين الشرق والغرب، مع أهمية خطوط الإمداد البحرية عبر الأطلسي في أي أزمة عسكرية محتملة في أوروبا الشرقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى