Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

المتحف المصري الكبير بعيون إسرائيلية.. المشروع الأضخم منذ الأهرامات وحجر الزاوية في نهضة مصر الاقتصادية

كتبت: نيفين أبو حمدة

  “لم تشهد مصر مشروعًا إنشائيًا بهذا الحجم والضخامة منذ بناء الأهرامات”. بعد أكثر من 20 عامًا من التخطيط والبناء والتصميم والتأخيرات افتُتح اليوم المتحف المصري الكبير المخصص للحضارة الفرعونية المصرية، ويُعد أحد أكبر المتاحف في العالم، ويضم مجموعة من عشرات الآلاف من القطع والاكتشافات الأثرية النادرة، بما في ذلك محتويات مقبرة الملك توت عنخ آمون.

 هكذا تناولت المواقع العبرية افتتاح المتحف المصري الكبير، ووصفه البعض بالمشروع المصري الثقافي المستقبلي- الطموح. وأنه يُعد معلمًا ثقافيًا وسياحيًا هامًا، واستثمارًا للماضي والحاضر في الإعداد للمستقبل، وصرحًا هائلًا من ناحية تخطيطه وبنائه.

     ووصفت صحيفة “معاريف” حفل الافتتاح بالذهبي الأسطوري، ونقلت تصريحات عالم الآثار “مجدي شاكر” في مقابلة مع صحيفة “ديلي صباح” التركية، عن اعتبار المعرض سردًا تاريخيًا بانوراميًا متعدد الأبعاد، يتجاوز أساليب العرض التقليدية. واعتبرت أن حفل الافتتاح حدثًا مهيبًا لا يُنسى مؤكدة في ذلك على تصريحات وزير السياحة والآثار المصري “شريف فتحي” لمجلة “ذا ناشيونال”.

  واستطردت في وصف أبرز ما يُميز المعرض، بداية بامتداده على مساحة 500 ألف متر مربع أي ما يعادل مساحة حوالي 70 ملعب كرة قدم. وعرض المتحف لأكثر من 100 ألف قطعة أثرية  متنوعة تُمثل سبعة آلاف عام من التاريخ المصري، وكيف يُرحب بالزوار في ردهة المتحف المُشمسة.

  وتوقعت الصحيفة أن يجذب المتحف الجديد ما بين خمسة وثمانية ملايين زائر سنويًا، وأن يعزز مكانة مصر كوجهة ثقافية عالمية رائدة، لا سيما بفضل قربه من الأهرامات. وإضافة إلى الجانب السياحي يضم المتحف بعضًا من أحدث مرافق الحفظ والترميم في العالم، ومركزًا للأبحاث يضم مختبرات متخصصة.

    وأكد الموقع الرسمي لجريدة “يديعوت أحرونوت”- “Ynet”، على أهمية موقع المتحف وقربه من أهرامات الجيزة، وأنه سيكون أحد أبرز رموز المصرية ومركز جذب للسياح وعشاق العمارة والتاريخ والآثار. وعلى أنه لم يكن من قبيل الصدفة أن يُطلق عليه اسم “المتحف المصري الكبير”، إذ أنه قد صُمم على غرار أهرامات الجيزة وهي تعتبر أكبر نقطة انطلاق سياحية تاريخية قديمة. واعتبرت الصحيفة أن المتحف المصري الجديد سيفوز دون شك بلقب “الأكبر” عالميًا إذا كان المعيار هو المساحة.

    واستعرضت الصحيفة بداية فكرة المتحف قبل حوالي ثلاثة عقود عام ١٩٩٢م، عندما أعلن الرئيس المصري “حسني مبارك” عن مبادرة إنشائه، وإطلاق مسابقة معمارية دولية عام ٢٠٠٢م، لتصميم هذا المشروع وكيف تأجل افتتاحه الذي كان مقررًا عام 2013م، بسبب أحداثٍ غير متوقعة مثل الأزمة الاقتصادية العالمية واحتجاجات “الربيع العربي” وجائحة كورونا. كما تطرق الموقع إلى تعرض العديد من القطع الأثرية المصرية إلى ما وصفته بـ”السرقة” أو “النهب” وأن هناك نقاشات قد دارت بالفعل  بين مصر والدول الغربية،خاصة إنجلترا وفرنسا بشأن استعادتها، وكانت الحجة الرئيسية لمديري المتاحف في مواجهة مطلب إعادة القطع الأثرية إلى مصر: هي رغبتهم في حمايتها وتوفير أفضل ظروف العرض والنقل والحفاظ عليها، وقرر الموقع أن هذه المتاحف بالطبع لا تتعجل في إعادة هذه القطع؛ لأنها تجذب الكثير من الزوار وتدرّ عليهم أموالًا طائلة.

وتناول موقع” وآلّا- سياحة” وصف الكنوز التي تنتظر زوار أكبر متحف أثري في العالم، الذي استغرق عشرون عاماً من التخطيط والبناء، وميزانية ضخمة، ومساحات شاسعة وآلاف القطع الأثرية تحكي عن أكثر من 5000 عام من الحضارة؛ إلا أنه أكد على نصيحة الإسرائيليين بعدم محاولة الذهاب إليه؛ حيث أن هذه الفترة حساسة في حياتهم نظرًا لما خلفته الأحداث الجارية منذ عامين في قطاع غزة من آثر على أمان وصورة الإسرائيلي خارج إسرائيل، وذكرهم بتحذير السفر الصادر عن جهاز الأمن القومي خلال الشهور الفائتة والذي صُنف بأنه مستوى تحذير “مرتفع”.

“لطالما كانت مصر مكانًا مميزًا بالنسبة لليهود- الإسرائيليين على كل المستويات، ويبدو من خلال متابعة تعليقات بعض الإسرائيليين على حفل الافتتاح، اعتقادهم في أنه سيُعزز مكانتها كواحدة من عواصم السياحة الثقافية العالمية”، كما وصفه البعض بـــ” هرم السيسي” الذي سيجذب السياحة ويساهم في استعادة مكانتها كقوة إقليمية، وتكرر سؤال لم يجب عليه أحد منهم هو: هل سيمنحون تأشيرات لجوازات السفر الإسرائيلية لزيارته! إذ لم يُسمح للإسرائيليين بدخول مصر منذ بداية حرب السابع من أكتوبر 2023م وفقًا لتقرير صحيفة “يسرائيل هايوم”، التي اعتبرته مؤسسة حديثة من المتوقع أن تشهد تطورًا مستمرًا وخطط مستقبلية تتوافق والتطورات التكنولوجية الحديثة التي ستدمج الواقع الافتراضي والمعزز تقنيًا والخرائط الرقمية ومنصات الإنترنت المُوسّعة.

     وأكدت على أنه ليس مجرد كنز ثمين لعشاق التاريخ المصري القديم فحسب؛ ولكنه معلم سياحي يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. وبالتالي من المرجح أن يعزز هذا التدفق السياحي النمو الاقتصادي المصري، ويخلق فرص عمل ويحفز الأعمال التجارية المحلية، بل هو يُعد حجر الزاوية في النهضة الاقتصادية المعاصرة في مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى