fbpx
معرفة

تِذْكــــارُ المُشيــــر

كتب: محمد عبد السميع عريض

وتظل معركة ” المزرعة الصينية “، التي قادَها المشير محمد حسين طنطاوي، وكانَ وقتها برتبة مقدم، واحدةً مِن أهم وأخطر البطولات المصرية في حرب أكتوبر 1973، وذلك نظرًا لتأثيرها الكبير سواءً مِنَ الناحية التكتيكية على أرض المعركة أو مِن الناحية النفسية بين الجنود، ‏بما أسهم في تحقيق الانتصار المُدَوِّي على العدو الصهيوني. لماذا المزرعة الصينية ؟
الإجابة لأنها كانت كابوسًا لإسرائيل فلقد أوجدت هذه المعركة فِكرًا عسكريًا جديدًا يَجري تدريسه إلى الآن في جميع الكليات والمعاهد العسكرية العُليا، وكتَبَ عنها أعظم المحللين العسكريين ومِن بينهم محللون إسرائيليون‏.‏ فقد عكست المعركة تكتيكاتٍ مُبهِرةٍ وغير مسبوقة، قام بها ونفذها قائد الكتيبة ‏16‏ مِن الفرقة‏ 16‏ مُشاة،‏ وهو آنذاك المقدم أركان حرب محمد حسين طنطاوي.
تعتبر المزرعة الصينية ذات طابع استراتيچيٍ كبير وتَنبعُ أهميتها في أنه حالةَ تَمكُّن العدو مِن اقتحامها والانتقال لغرب القناة، فإنه سيكون على مسافة ١٠٠ كيلو فقط مِن القاهرة، وسوف تكون نقطة مفصلية بين الجيشين الثاني والثالث الميدانيين.
بدأت المعركة باستنفاذ العدو الإسرائيلي جميع محاولاته للقيام بضرباتٍ مضادة ضد رؤوس الكباري، وبدأ يُفكر في ضرورة تكثيف الجهود ضد قطاعٍ مُحدد حتى يتمكن مِن اختراقه، وكان الاختيار في اتجاهِ الجانب الأيمن للجيش الثاني الميداني في قطاع الفرقة ١٦ مشاة، وبالتالي أصبحت المزرعة الصينية هي الهدف الرئيسي للقوات الإسرائيلية.
في يوم الخامس عشر مِن أكتوبر قام العدو بهجومٍ مُرَكز بالطيران على جميع خنادق وقيادة الكتيبة وكان الضرب دقيقًا ومُرَكزًا وسلطت المدفعية بعيدة المَدىٰ نيرانها طوال ساعات النهار واستمر الهجوم حتى غروب الشمس، هُنا كان دَور عَقلِ ابن النوبة بِقلبٍ مُمتلئٍ بالإيمان وعقلٍ دافِعُهُ الانتصار بشئٍ مِن الأستاذية في المعارك
قرر المُقدم محمد حسين طنطاوي وقف إطلاق النار تمامًا لإغراء قوات العدو على التقدم عبر المنطقة الواقعة بين الجيشين على الضفة الشرقية لقناة السويس، وبالفعل تقدمت القوات الإسرائيلية حتى أصبحت في مرمى نيران القوات المصرية ولا يمكن أنْ تخُطئها أي رصاصة حتى من بندقية صغيرة، وفور تقدمها حاصرها المقدم طنطاوي بقواته، وفقدت وقتها قوات العدو ٦٠ دبابة بقيادة إيريل شارون وكان ذلك
” تذكار المشير “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى