الشركات الأمريكية توقف طائرات “إم دي 11” عن العمل في أعقاب كارثة لويزفيل
أعلنت شركة ماكدونيل دوجلاس للشحن عن إيقاف أسطولها المكون من أكثر من 50 طائرة شحن من طراز ماكدونيل دوجلاس إم دي-11، وذلك في أعقاب حادث تحطم طائرة في مدينة لويزفيل بولاية كنتاكي هذا الأسبوع، والذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة عشر شخصًا.
تحطمت طائرة الشحن التابعة لشركة يو بي إس من طراز إم دي-11 في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، وتحولت إلى كرة من اللهب بعد لحظات فقط من إقلاعها من مطار لويزفيل الدولي. وقد ارتفع عدد ضحايا الحادث، الذي لا يزال سببه قيد التحقيق، إلى أربعة عشر شخصًا، وفقًا لما نشر على منصة إكس.
وأصدرت شركتا يو بي إس وفيديكس، وهما أكبر شركتي شحن في العالم، بيانين منفصلين أعلنتا فيه إيقاف تشغيل الطائرة المذكورة بدافع الحيطة والحذر.
وأفادت شركة فيديكس بأنها تشغل ثمانية وعشرين طائرة من طراز إم دي-11، بينما أشارت وثيقة حقائق صادرة عن شركة يو بي إس إلى أن أسطولها كان يضم سبعًا وعشرين طائرة من نفس الطراز قبل وقوع الحادث.
وذكرت شركة يو بي إس في بيانها أنها اتخذت هذا القرار بشكل استباقي بناءً على توصية قدمتها الشركة المصنعة للطائرة.
يذكر أن شركة بوينج، التي استحوذت على برنامج إم دي-11 من خلال اندماجها مع شركة ماكدونيل دوغلاس في عام 1997، قد أوصت شركتي يو بي إس وفيديكس بتعليق العمليات الجوية لطائرات الشحن من طراز إم دي-11، وذلك وفقًا لبيان أرسل عبر البريد الإلكتروني.
وأوضح متحدث باسم شركة بوينج أن هذه التوصية جاءت كإجراء احترازي، وأن الشركة ستواصل التنسيق مع إدارة الطيران الفيدرالية بشأن هذه المسألة.
وقد توقف إنتاج طائرات إم دي-11 في عام 2000، وانتهت خدمتها في نقل الركاب رسميًا في عام 2014.
وأعلنت شركة فيديكس، التي يصل إجمالي أسطولها إلى سبعمائة طائرة، أنها تنفذ على الفور خطط الطوارئ لتجنب أي انقطاعات محتملة. بينما أفادت شركة يو بي إس أن طائراتها من طراز إم دي-11 لا تمثل سوى تسعة بالمئة من إجمالي أسطولها.
وقد تصاعد الدخان من حطام طائرة الشحن التابعة لشركة يو بي إس من طراز إم دي-11 بعد تحطمها أثناء إقلاعها من مطار محمد علي الدولي في لويزفيل بولاية كنتاكي.
ومع ذلك، فإن أي اضطرابات محتملة قد تترتب عليها عواقب واسعة النطاق، نظرًا لأن فيديكس ويو بي إس تمثلان العمود الفقري لنقل البضائع حول العالم لتجار التجزئة الكبار مثل أمازون دوت كوم وول مارت وتارجت، بالإضافة إلى المصنعين والشركات الأخرى.
وتعد شركة يو بي إس مزود الخدمة الجوية الأول لخدمة البريد الأمريكية، حيث تنقل البريد ذا الأولوية ومنتجات البريد السريع الأخرى.
ويقود المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل التحقيق في حادث تحطم طائرة الشحن من طراز إم دي-11، والتي يبلغ عمرها أربعة وثلاثين عامًا، في مطار لويزفيل. وقد تمكنت الطائرة من الصعود إلى ارتفاع يقدر بمائة قدم، أي ما يعادل ثلاثين مترًا ونصف المتر، فوق مستوى سطح الأرض قبل أن تشتعل فيها النيران وتنحرف عن المدرج، مما أدى إلى تدمير شركتين تجاريتين قريبتين.
وخلال عملية الهبوط على مدرج مطار لويزفيل، انفصل أحد المحركات الثلاثة للطائرة عن الجناح الأيسر.
وأفاد محققو السلامة الأمريكيون يوم الجمعة بأن ثلاثة طيارين من شركة يو بي إس حاولوا السيطرة على الطائرة بعد أن دق جرس الإنذار في قمرة القيادة، وذلك قبل لحظات من تحطمها.
وقال تود إنمان، العضو في المجلس الوطني لسلامة النقل، للصحفيين إن رحلة يو بي إس رقم 2976 بدأت دون أحداث تذكر، لكن جرس إنذار متكررًا سمع في مسجل صوت قمرة القيادة بعد سبع وثلاثين ثانية فقط من استدعاء الطاقم للإقلاع.
وتتوقع الهيئة الوطنية لسلامة النقل إصدار تقريرها الأولي حول تحطم الطائرة خلال حوالي ثلاثين يومًا.
وكانت آخر حادثة تحطم لطائرة شحن تابعة لشركة يو بي إس قد وقعت في أغسطس من عام 2013، عندما سقطت طائرة من طراز إيرباص أثناء محاولتها الهبوط في مطار برمنغهام الدولي في ولاية ألاباما، مما أدى إلى مقتل اثنين من أفراد الطاقم.
