Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقاريرسلايدر

خوفاً من صعود تيار اليمين.. الحكومة الألمانية تعلن خطة صارمة لترحيل اللاجئين السوريين

إعداد: رحمه حمدى

تولت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل عقد من الزمن مسؤولية الإشراف على سياسة الباب المفتوح التاريخية تجاه طالبي اللجوء، حيث استقبلت ألمانيا حوالي مليون مهاجر، شكل الأشخاص الفارون من الحرب الأهلية السورية نسبة كبيرة منهم.

وفي الأعوام التي تلت ذلك، شهد الدعم لليمين المتطرف ارتفاعاً ملحوظاً، وسعى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيلي المحافظ تحت قيادة فريدريش ميرتس إلى تبني خطاب أكثر تشدداً فيما يتعلق بأمن الحدود وقضايا الهجرة، كما التزم بتسريع وتيرة عمليات ترحيل المهاجرين.

وأعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن السوريين لم يعادوا يمتلكون أسباباً تبرر منحهم حق اللجوء في ألمانيا، مستنداً في ذلك إلى انتهاء الحرب الأهلية في بلدهم. وجاء هذا التصريح في سياق مساعي المحافظين لمواجهة الصعود المستمر لليمين المتطرف قبل الانتخابات المحلية المتعددة المقررة في العام المقبل.

وفي تصريحات له يوم الاثنين، أفاد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بأنه قام بدعوة الرئيس السوري أحمد الشرع لزيارة ألمانيا بهدف مناقشة آليات ترحيل المواطنين السوريين المسجلين عليهم قضايا جنائية داخل الأراضي الألمانية. وأكد ميرتس للصحفيين أن ألمانيا ستواصل، وبشكل طبيعي، عملية ترحيل المجرمين إلى سوريا، معتبراً أن هذه هي الخطة المقررة، والتي سيتم تطبيقها الآن بشكل عملي وملموس للغاية.

وقد احتلت ألمانيا مرتبة الدولة الأوروبية التي استقبلت العدد الأكبر من اللاجئين الفارين من الحرب الأهلية السورية التي استمرت لأربعة عشر عاماً، وذلك نتيجة لسياسة الباب المفتوح التي انتهجتها المستشارة السابقة أنجيلا ميركل. ويعيش في الوقت الراهن ما يقرب من مليون مواطن سوري داخل الأراضي الألمانية.

غير أن ميرتس والعديد من زملائه المحافظين في حكومته الائتلافية يذهبون إلى أن الوضع في سوريا قد شهد تحولاً جذرياً بعد سقوط حكومة بشار الأسد في ديسمبر من عام 2024 وما أعقب ذلك من انتهاء للحرب، على الرغم من اعترافهم بأن سوريا لا تزال تعاني من أزمة إنسانية بالغة الحدة، وأن أي عمليات ترحيل قسري ستواجه حتماً تحديات قانونية كبيرة.

مواجهة حزب البديل من أجل ألمانيا

وأوضح ميرتس مساء يوم الاثنين الماضي أن أسباب اللجوء إلى ألمانيا لم تعد قائمة حالياً، وبالتالي فإنه يمكن البدء بعمليات إعادة اللاجئين إلى أوطانهم. وأضاف أنه يتوقع عودة عدد من السوريين بشكل طوعي للمساهمة في عملية إعادة إعمار بلدهم، مشيراً إلى أن إعادة الإعمار ستكون مستحيلة من دون هؤلاء الأشخاص. وأكد أن الأفراد الموجودين في ألمانيا والذين يرفضون العودة إلى بلادهم يمكن بالطبع ترحيلهم أيضاً في المستقبل القريب.

ويحظى حزب البديل من أجل ألمانيا المنتمي إلى أقصى اليمين بتقدم في استطلاعات الرأي أمام المحافظين بقيادة ميرتس، وذلك قبل الانتخابات المزمع إجراؤها في خمس ولايات ألمانية في العام المقبل.

وقد أطلق الحزب حملته الانتخابية مستنداً إلى برنامج سياسي يعادي المهاجرين، ويذهب إلى أن القيم الإسلامية لا تتوافق مع نسيج المجتمع الألماني.

الهجرة كقضية رئيسية

وحافظت قضية الهجرة باستمرار على موقعها في صدارة استطلاعات الرأي التي تتناول أهم المخاوف التي تشغل الرأي العام الألماني خلال الأعوام القليلة الماضية. ويعتقد عدد من الاستراتيجيين المحافظين البارزين أن سياسة اللجوء المتشددة هي الأداة الوحيدة الفعالة لمواجهة حزب البديل من أجل ألمانيا، في حين يدعو آخرون إلى ضرورة تحدي الحزب بأساليب أكثر قوة وحزماً.

تحذيرات من العودة

وحذرت الأمم المتحدة من أن الظروف السائدة في سوريا في الوقت الحالي لا تتيح إمكانية عودة اللاجئين على نطاق واسع، حيث لا يزال ما يقرب من سبعين في المئة من السكان يعتمدون بشكل كلي على المساعدات الإنسانية. وهي النقطة التي أكد عليها وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول خلال زيارته إلى سوريا في الأسبوع الماضي.

وصفت أليس فايدل، الزعيمة المشاركة في حزب البديل من أجل ألمانيا، موقف الحكومة بأنه صفعة على وجه ضحايا العنف الإسلامي. وجاء تعليقها في أعقاب اعتقال شاب سوري يبلغ من العمر اثنين وعشرين عاماً في برلين يوم الأحد الماضي، متهمًا بالتحضير لهجوم جهادي، في الحلقة الأخيرة من سلسلة الوقائع التي ساهمت في تأجيج المخاوف العامة حول قضايا الأمن والهجرة.

نقاش حول العودة الطوعية

وتدرس الحكومة الألمانية منذ عدة أشهر إمكانية ترحيل السوريين المسجلين عليهم سوابق جنائية. وأكد ميرتس أنه قام بدعوة الرئيس السوري أحمد الشرع لزيارة ألمانيا لمناقشة هذه المسألة بالذات. كما تجري حالياً مناقشات حول سياسة ترحيل أوسع نطاقاً، مع تفضيل أن تتم هذه العمليات بشكل طوعي في المقام الأول.

لم يعد إلى سوريا خلال النصف الأول من العام الحالي سوى حوالي ألف لاجئ سوري بمساعدة الاتحاد الألماني. ولا يزال مئات الآلاف من السوريين المقيمين في ألمانيا يحملون تصاريح إقامة مؤقتة فقط، مما يضع مستقبلهم في حالة من عدم اليقين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى