مندوب فلسطين ينهار بالبكاء في مجلس الأمن

متابعة: رحمة حمدي
شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي اليوم، الأربعاء الموافق 28 من شهر مايو، لحظات مؤثرة للغاية عندما انخرط مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، السيد رياض منصور، في نوبة بكاء واضحة أثناء إلقائه الكلمة التي تمثل موقف فلسطين في الجلسة المخصصة لمناقشة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
وبصوت مليء بالألم، تحدث منصور بينما كان يحاول كبح دموعه أمام أعضاء المجلس قائلاً: “لدي أطفال.. وأنا أعلم جيداً ما يعنيه أن يموت الأطفال جوعاً في غزة”، في مشهد مؤثر يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع المحاصر.
وبلكنة يملؤها الحزن والغضب، وصف منصور معاناة العائلات الفلسطينية بتفصيل مؤلم، قائلاً: “عشرات الأطفال يموتون بسبب الجوع.. مشاهد الأمهات وهن يحتضن جثث أطفالهن الصغار، يمررن أيديهن على شعرهم، يحدثنهم، ويعتذرن لهم، لا يمكن لأحد أن يتحمل رؤية هذا الألم”. ثم أضاف متسائلاً: “كيف يمكن لأي إنسان أن يتحمل مثل هذا الحزن؟”
ثم ضرب منصور على المنضدة أمامه بحدة، وهو يغالب مشاعره، قائلاً: “لدي أحفاد.. وأعرف تماماً ما يعنيه الأطفال لعائلاتهم.. أن أشاهد معاناة الشعب الفلسطيني، بينما العالم يقف متفرجاً، هذا أمر يفوق طاقة أي إنسان سوي”.
وتابع بلهجة مليئة بالانفعال: “النيران والجوع يلتهمان أطفال فلسطين.. لهذا نحن، كفلسطينيين في كل مكان، نشعر بغضب شديد، نحن الأربعة عشر مليون فلسطيني، سواء في الأراضي المحتلة، أو في الشتات، أو في مخيمات اللاجئين”.
وأكد المندوب الفلسطيني، خلال كلمته الصادمة، أن الهدف الأساسي للاحتلال الإسرائيلي هو قتل الفلسطينيين وتفريغ قطاع غزة من سكانه، مشيراً إلى أن ما تسميه إسرائيل “منظومة المساعدات الإنسانية” في غزة ما هي إلا أداة للتهجير القسري.
كما هاجم منصور الهجوم الإسرائيلي على غزة بشدة، مؤكداً أنه ينتهك القانون الدولي، وتساءل باستنكار: “أي دفاع عن النفس هذا الذي يؤدي إلى إبادة شعب بأكمله؟”
وفي ختام كلمته، طالب منصور المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، وحماية الشعب الفلسطيني، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها في غزة، داعياً إلى تحرك عاجل لإنهاء المعاناة الإنسانية التي طال أمدها.