الرئيس السيسي يوجه كلمة حول الأوضاع في غزة: الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب

في ظل التصعيد المستمر والأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة، أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي التأكيد على الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة وقف الحرب فورًا، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، والعمل على إيجاد حل دائم يقوم على مبدأ حل الدولتين. وجاءت تصريحات الرئيس خلال حديثه عن الجهود المصرية المتواصلة بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، خاصة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، لإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة ودفع عملية السلام نحو تسوية عادلة وشاملة.

حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة توضيح الموقف المصري فيما يتعلق بحرب قطاع غزة، مشيرًا إلى أن مصر قد حرصت منذ السابع من أكتوبر على المشاركة الفاعلة مع شركائها في قطر والولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية هي وقف الحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن.  

وأضاف الرئيس السيسي، خلال حديثه عن الأوضاع في قطاع غزة، أنه يخاطب الشعب المصري في المقام الأول، وكذلك كل من يتابع كلمته، سواء كان الرأي العام في المنطقة العربية أو العالم بأسره. وتابع أن طرح هذا الكلام في هذا التوقيت بالذات يأتي في ظل كثرة الحديث المثار حول القضية، مؤكدًا أهمية أن يدرك الجميع المواقف الإيجابية التي تدعو إلى وقف الحرب، وتحقيق حل الدولتين، وإيجاد تسوية سلمية للقضية الفلسطينية.  

كما أشار الرئيس السيسي إلى وضوح الموقف المصري الرافض لفكرة تهجير الشعب الفلسطيني، معتبرًا أن أي عملية تهجير ستؤدي إلى إفراغ مبدأ حل الدولتين من مضمونه، أو تقويض أي حل سلمي يهدف إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.  

وأوضح الرئيس أن الدولة المصرية لم تتوقف عن التذكير بضرورة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن القطاع يحتاج يوميًا إلى ما بين 600 و700 شاحنة مساعدات في الظروف العادية. وأضاف أنه خلال الـ21 شهرًا الماضية، عملت مصر على ضخ أكبر حجم ممكن من المساعدات الإنسانية.  

وفيما يتعلق بمعبر رفح، أكد الرئيس السيسي أن هذا المعبر مخصص لعبور الأفراد، مشيرًا إلى أن تشغيله لا يعتمد على الجانب المصري فحسب، بل يتطلب أيضًا تعاون الجانب الفلسطيني في قطاع غزة فيما يخص إدخال المساعدات وتنظيم الحركة. كما لفت إلى وجود خمسة معابر متصلة بقطاع غزة، سواء من الأراضي الفلسطينية أو الأراضي المصرية، موضحًا أن مصر تتحكم في معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم.  

وأكد الرئيس أن مصر لديها كميات هائلة من المساعدات الجاهزة للدخول إلى القطاع، وأن القيم والأخلاق المصرية لا تسمح بحجب هذه المساعدات. ومع ذلك، أشار إلى ضرورة التنسيق مع الجانب الفلسطيني لضمان فتح معبر رفح من طرفهم لاستقبال المساعدات. وأضاف أن هناك العديد من التفاصيل التي يتم مناقشتها في المباحثات مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بمشاركة فاعلة من قطر والولايات المتحدة الأمريكية.  

وأوضح الرئيس السيسي أن مصر تواصل جهودها مع شركائها لإدخال المساعدات، رغم التعثر الذي واجهته هذه الجهود في بعض الأحيان. ووصف الأوضاع داخل القطاع بالمأساوية خلال الأشهر الماضية، مؤكدًا أن الوضع أصبح لا يُحتمل، مما يستدعي ضخ أكبر كمية ممكنة من المساعدات الغذائية والطبية وكل ما من شأنه تخفيف المعاناة داخل غزة.  

وتابع الرئيس مخاطبًا الشعب المصري: أريد أن أؤكد لكم جميعًا شيئًا لا بد أن تكونوا على يقين منه، وهو أن مصر لن تتبنى أي موقف سلبي تجاه إخواننا في فلسطين. ورغم صعوبة الموقف، فإننا لن نتراجع عن دورنا المشرف والأمين والمخلص، وهو دور ثابت لن يتغير. وأضاف: أذكركم بأننا لا نتغير، ونحن حريصون كل الحرص على إيجاد الحلول وإنهاء هذه الأزمة.  

كما وجه الرئيس السيسي نداءً عامًا إلى دول العالم، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والدول الشقيقة في المنطقة، داعيًا إلى بذل أقصى الجهود لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية.  

واختتم الرئيس كلمته بتوجيه نداء خاص إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معربًا عن تقديره الشخصي لقدراته ومكانته. وقال: الرئيس ترامب قادر على إنهاء هذه الحرب وضمان إدخال المساعدات. ووجه إليه نداءً مباشرًا قائلًا: من فضلك، ابذل كل جهد ممكن لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات، وأعتقد أن الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب.